مصريون في الكويت يشاركون بعملية التصويت على التعديلات الدستورية المصرية (AFP)
تابعنا
بدأ المصريون المقيمون خارج البلاد، يوم الجمعة، التصويت على التعديلات الدستورية التي أقرها البرلمان، والتي تتضمن مواد أبرزها تمديد الفترة الرئاسية للرئيس عبد الفتاح السيسي حتى عام 2030، الأمر الذي أحدث انقساماً في الشارع المصري طيلة الفترة القريبة الماضية ونشأت عنه حملات تأييد ومعارضة شعبية.

عملية التصويت

يستمر التصويت طيلة 3 أيام ابتداء من الجمعة، وتبدأ داخل مصر السبت وتنتهي الإثنين 22 أبريل/نيسان، ليكون الإعلان الرسمي عن النتيجة في 27 من الشهر ذاته.

ووفق هيئة الانتخابات في مصر فإن البعثات المصرية تستقبل المواطنين للتصويت على الاستفتاء في الخارج من الساعة التاسعة صباحاً وحتى التاسعة مساء حسب التوقيت المحلي لدولة الاعتماد، وذلك في 140 مقرّاً انتخابياً في 124 دولة يوجد فيها المصريون في الخارج.

أبرز التعديلات الدستورية

تشمل التعديلات الدستورية التي أقرّتها اللجنة البرلمانية المصرية تمديد فترة الرئاسة من أربع إلى ست سنوات، مع منح الرئيس المصري الحالي عبد الفتاح السيسي أحقية الترشح لولاية ثالثة، ما يتيح له البقاء في الحكم حتى عام 2030.

وينص التعديل المقترح للمادة 140 على أنه "يُنتخب رئيس الجمهورية لمدة ست سنوات ميلادية، تبدأ من اليوم التالي لانتهاء مدة سلفه، ولا يجوز أن يتولى الرئاسة لأكثر من مدتين رئاسيتين متتاليتين".

لكن المقترحات تشمل مادة انتقالية تنص على أنه "تنتهي مدة رئيس الجمهورية الحالي بانقضاء ست سنوات من تاريخ إعلان انتخابه رئيساً للجمهورية 2018 ويجوز إعادة انتخابه لمرة تالية".

مؤيدون ومعارضون

في الوقت الذي تؤيد الحركات والأحزاب الموالية للسيسي التعديلات المقترحة، فإنها تلقى رفضاً من معارضي السيسي داخل مصر وخارجها، نتج عنها حملات متصاعدة بين المشاركة والمقاطعة.

أنزل وشارك بلدك اولى بتناديك علشانك يا مصر نعم للدستور #الكويت#

Posted by Mohamed Eid on Friday, 19 April 2019

زُود الخطاب الرسمي بصبغة دينية للحث على المشاركة الإيجابية في الاستفتاء، ظهر ذلك في خطاب وزير الأوقاف المصري محمد جمعة، الذي عدّ فيه المشاركة واجباً وطنياً، مؤكداً على ابتعاد المساجد بشكل كامل عن الاستخدام السياسي أو الحزبي، حسب ما نقله التلفزيون المصري.

وأظهر تقرير لاستطلاع رأي نشرته بوابة الأهرام المصرية الحكومية، موافقة الأغلبية على التعديلات الدستورية بإجمالي مشاركات بلغت 105 آلاف صوت.

على الصعيد الآخر اختلف المعارضون في شكل معارضتهم، فمنهم من وجد في التصويت بالرفض تثبيتاً لمعنى الرفض للتعديلات كصفحة ثورة 25يناير/كانون الثاني 2011، ومصر فوق الجميع، ولا لتعديل دستور مصر، إلى جانب شخصيات عامة كالفنان عمرو واكد وخليل أبو النجا.

وأطلقت مجموعة من الشخصيات المعارضة المستقلة مجموعة من الحملات الشعبية التي تدعو للمقاطعة، من ذلك الحملة التي أطلقها الإعلامي معتز مطر باسم "إنت مش لوحدك" وتفاعل معها المصريون عبر وسائل التواصل الاجتماعي معبرين عن رفضهم للنظام. تبعتها حملة "باطل" التي أطلقها مجموعة من الشخصيات المستقلة المعارضة للرئيس المصري، والتي ترى أن التعديلات ستمنحه صلاحية التحكم في تعيين القضاة والنائب العام، وستخول للجيش الرقابة على المجال السياسي في مصر.

في حين يرفض النائب في البرلمان المصري إلهام عجينة التصويت على الرغم من أنه لا يعترض على المواد الخاصة بتمديد فترة الرئاسة، إذ أشار إلى أن تصويته بـ"لا" للتعديلات الدستورية هو لأسباب موضوعية، إلا أنه يعترض على أن يكون الدستور200 مادة، والأصل فيه البساطة.

مطاردة المعارضين

قامت السلطات المصرية بحسب ما كشفته شبكة "نت بلوكس" بحجب نحو 34 ألف موقع وفضاء إلكتروني، للقضاء على حملة المعارضة "باطل" الرافضة للتعديلات الدستورية بحسب الشبكة.

وذكر مصدر من حملة "باطل" لـTRT عربي إن الإجراءات البديلة التي اتخذتها الحملة جراء الحجب مكّنتهم من تجاوز نصف مليون مصوت بالرفض.

بيان حملة #باطل تدعو للاستفتاء الحر وتدعم من قاطع وتشجع المشارك بـ ( لا ) عشانك يامصر .. نختلف في الفعل ونتحد لإسقاط...

Posted by ‎باطل‎ on Thursday, 18 April 2019

وأوضح المصدر الذي فضّل عدم ذكر اسمه أن هدف الحملة تحويل الرفض لما يفرضه النظام السياسي من قمع للشعب إلى حالة جماعية ينزل بها الرافضون للتعديلات الدستورية إلى الشارع وصناديق التصويت ليعبروا عن رفضهم، تحت ما يسمى "الرفض الإيجابي".

وأكد أنهم كانوا يرغبون في المقاطعة الكلية إلا أنهم احترموا الموقف العام للأحزاب والشخصيات الرافضة للتعديلات.

وعلّق على الأرقام الرسمية التي تشير إلى ارتفاع نسبة التصويت الموافقة للتعديلات الدستورية، بقوله "إن الأمر تحصيل حاصل في ظل عدم وجود جهة رقابية، فالسلطة في مصر تمتلك كل شيء"، مشيراً إلى أن التعديلات الدستورية ستكون بداية لموجة شعبية وحزبية جديدة ضد السلطة، "إذ إنها أنشأت حملات كبيرة ستتخذ موقفاً سياسياً مستقبلياً يخشى النظام تطوره"، يقول المصدر.

TRT عربي
الأكثر تداولاً