سكان تل أبيض السورية استيقظوا على وقع انفجار سيارة مفخخة هزّ وسط المدينة (AA)
تابعنا

مع بداية عودة اللاجئين السوريين إلى المناطق التي حررتها تركيا في عملية نبع السلام العسكرية شرقي الفرات، تستمر التنظيمات الإرهابية في التنغيص على الأهالي، وممارسة أعمالها العدائية وتفجيرات أودت بحياة عشرات المدنيين منهم.

واستيقظ سكان مدينة تل أبيض بريف الرقة الشمالي في سوريا السبت، على وقع انفجار سيارة مفخخة قرب مخبز هزّ وسط المدينة، قُتل وأصيب فيه عشرات المدنيين.

وقال مراسل TRT عربي على الحدود السورية التركية، إن حصيلة قتلى الانفجار قابلة للزيادة بسبب قوة الانفجار، مشيراً إلى أن الانفجار جاء بعد أيام قليلة من بدء عودة المدنيين الذين تهجّروا منها.

وأضاف: "شهدت المدينة تفجيرات سابقة استهدفت المدنيين، بالإضافة إلى تعرّض ريف تل أبيض إلى تفجيرات مماثلة".

وينوه المراسل بأن التفجيرات تضرب المناطق التي تسيطر عليها المعارضة السورية ولا سيما الجيش الوطني السوري، وتشير أصابع الاتهام إلى تورط تنظيم PKK/YPG الإرهابي بعد هزيمته، وهو ما كشفته التحقيقات الأولية، التي أكدت أنه يمارس هذه السياسية للضغط على السكان المحليين.

إلى ذلك قالت وزارة الدفاع التركية في تغريدة على تويتر السبت، إن التنظيم الإرهابي يواصل هجماته التي تستهدف المدنيين الأبرياء.

وأضافت: "اليوم أيضاً، هاجم الإرهابيون قتلة الأطفال المدنيين الذين على رأس عملهم في المنطقة الصناعية بتل أبيض عبر سيارة مفخخة".

ويعتبر هذا التفجير هو الرابع في مدينة تل أبيض، منذ تطهير الجيش الوطني السوري والجيش التركي للمدينة.

ترويع المدنيين

يؤكد الخبير العسكري والاستراتيجي جوشكون باشبوغ في حديثه لـTRT عربي أن "الجهود التركية لا تزال مستمرة في مكافحة الإرهاب في تلك المنطقة مستمرة، لكن هذه العمليات الإرهابية تتخطى قدرات القوات الوطنية السورية، إذ يقوم إعدادها بشكل احترافي، لذلك ربما يكون من الصعب تفادي مثل هذه التفجيرات".

ويواصل سكان مدينة تل أبيض شمالي سوريا حياتهم الطبيعية، بعد تحريرها من تنظيم PKK/YPG الإرهابي، إذ تعمل المرافق العامة على تقديم خدماتها للمواطنين.

وأوضح سكان المدينة في حديث لوكالة الأناضول أنهم يتعاملون بأخوة ولطف فيما بينهم، فالعرب والأكراد والتركمان جميعاً أخوة ولا خلافات بينهم، إلا أن التنظيم الإرهابي يحاول دائماً بث الفرقة بينهم لتحقيق غايات في نفسه.

وقال السكان إنهم "تعرضوا لحملات كذب واستفزازات من قبل التنظيم الإرهابي لتحويل رأي السكان ضد تركيا، إضافة إلى اعتقال خطباء المساجد الذين رفضوا نشر أكاذيبهم وافتراءاتهم ضد تركيا".

واحتل تنظيم داعش الإرهابي في يونيو/حزيران 2014، مدينة تل أبيض ذات الغالبية العربية، وبعد عام تمكن تنظيم PKK/YPG الإرهابي من السيطرة على المدينة بدعم من القوات الأمريكية، إذ قام بتهجير السكان العرب والتركمان منها بعد السيطرة عليها.

وفي 9 أكتوبر/تشرين الأول الجاري، أطلق الجيش التركي بمشاركة الجيش الوطني السوري عملية "نبع السلام" في منطقة شرق نهر الفرات شمالي سوريا، لتطهيرها من إرهابيي PKK/YPG وداعش، وإنشاء منطقة آمنة لعودة اللاجئين السوريين إلى بلدهم.

وفي 17 أكتوبر/تشرين الأول الجاري، علق الجيش التركي العملية بعد توصل أنقرة وواشنطن إلى اتفاق يقضي بانسحاب الإرهابيين من المنطقة، وأعقبه اتفاق آخر بين أنقرة وموسكو في 22 من الشهر ذاته.

TRT عربي
الأكثر تداولاً