القضاء الجزائري يصدر أحكاماً بالإفراج عن عدد كبير من المعتقلين الذين وُقِفوا خلال الأشهر الماضية (AP)
تابعنا

أصدر القضاء الجزائري خلال الساعات الأخيرة قرارات بالإفراج عن عدد كبير من المتظاهرين والنشطاء الذين سُجِنوا خلال الأشهر الماضية بتهم "تهديد الوحدة الوطنية"، في خطوة اعتبرها مراقبون مبادرة تهدئة من السلطة الجديدة تجاه الحراك الشعبي.

ونقلت الرابطة الجزائرية للدفاع عن حقوق الإنسان (مستقلة) وتنسيقية الدفاع عن المعتقلين (مستقلة) أن محاكم عدة في البلاد أصدرت أحكاماً بالجملة خلال الساعات الأخيرة، بالإفراج عن متظاهرين ونشطاء وُقِفوا خلال مسيرات الحراك منذ أشهر.

ولم يصدر أي تصريح رسمي في البلاد حول وجود توجه للإفراج عن المعتقلين خلال الأزمة، لكن تنسيقية الدفاع عن المعتقلين ذكرت في بيان أن هذه القرارات جاءت بتوجيهات من الرئيس الجديد عبد المجيد تبون.

وكان من أبرز المفرج عنهم الخميس، لخضر بورقعة البالغ من العمر 86 عاماً ويُعَدّ أحد أشهر قدماء قادة حرب التحرير، إذ أُخلِيَ سبيله بسبب وضعه الصحي على أن تجرى محاكمته في موعدها 12 مارس/آذار المقبل.

ويتابع بورقعة الموقوف منذ أواخر يونيو/حزيران الماضي، في تهمتَي "إهانة هيئة نظامية والمساهمة في إضعاف الروح المعنوية للجيش وقت السلم"، وذلك بعد إدلائه بتصريحات هاجم فيها الجيش ووصفه بـ"المليشيا" منذ تأسيسه في 1962.

كما أُفرِج الأربعاء عن رجل الأعمال يسعد ربراب، أغنى رجل في البلاد، بعد الحكم عليه بالسجن 6 أشهر نافذة، خُصِمت من فترة وقفه، التي بدأت في أبريل/نيسان 2019، عندما حوكم في قضايا فساد.

وربراب رجل أعمال له نفوذ في أوساط علمانية بالبلاد، إلى جانب شعبيته في منطقة القبائل (يقطنها أمازيغ الجزائر) التي ينحدر منها، والتي تُعَدّ أحد معاقل المعارضين للنظام.

وجرى الخميس أيضاً الإفراج مؤقتاً عن الجنرال المتقاعد حسين بن حديد الذي سجن في مايو/أيار الماضي، بتهمة "محاولة إضعاف معنويات الجيش"، بعد تصريحات سابقة انتقد فيها طريقة إدارة قيادة الجيش للأزمة.

وجاءت قرارات الإفراج عن عدد كبير من المتظاهرين والشخصيات والنشطاء، بالتزامن مع دعوات جديدة للتظاهر في الجمعة 46 للحراك الشعبي الذي كانت أهمّ مطالبه خلال الأشهر الأخيرة "الإفراج عن المعتقلين".

وكانت هذه القضية أهمّ مطلب رفعته أحزاب وشخصيات معارضة للرئيس الجديد عبد المجيد تبون، في إطار ما تسميه "إجراءات تهدئة" للشارع من أجل إنجاح دعوة الحوار التي أطلقها فور تنصيبه قبل أيام.

ومنذ 21 يونيو/حزيران الماضي، اعتقلت قوات الأمن عشرات الشباب والنشطاء بسبب رفع راية أمازيغية في المسيرات وذلك بعد إعلان قيادة الجيش منع رفع أي راية عدا العلم الوطني.

TRT عربي - وكالات
الأكثر تداولاً