متظاهرون جزائريون يرفعون العلم الجزائري وشعارات رافضة للتدخل الأجنبي ولانتخابات الرئاسة المقررة في ديسمبر/كانون الأول (Reuters)
تابعنا

يحافظ الحراك الشعبي في الجزائر على زخمه مع دخول شهره العاشر، وذلك بخروج الآلاف بعد صلاة الجمعة إلى الساحات والشوارع بعدة مدن، رفع خلالها شعارات رافضة لانتخابات الرئاسة المقررة في ديسمبر/كانون الأول. وبالتزامن مع ذلك أكد قائد الأركان الجزائري عدم دعم الجيش لأي مرشح لانتخابات الرئاسة.

المتظاهرون: لا للانتخابات الرئاسية

تجددت المظاهرات بعدة مدن جزائرية، في الجمعة الـ41 للحراك الشعبي، رفضاً لإشراف رموز نظام الرئيس السابق عبد العزيز بوتفليقة على انتخابات الرئاسة، ولـ"التدخل الأجنبي" في الأزمة.

وخرج الآلاف بعد صلاة الجمعة إلى الساحات والشوارع بعدة مدن، في مقدمتها الجزائر العاصمة وأخرى مثل وهران وقسنطينية، للمرة الـ41 على التوالي، منذ انطلاق الحراك الشعبي المطالب بتغيير النظام في 22 فبراير/شباط الماضي.

وحافظ الحراك الشعبي على زخمه مع دخول شهره العاشر، وكانت الشعارات الغالبة رافضة لإشراف رموز النظام السابق على انتخابات الرئاسة المقررة في 12 ديسمبر/كانون الأول القادم.

ومن الشعارات المرفوعة: "إنه ليس حراك العرب ضد القبائل الأمازيغ أو الإسلاميين ضد العلمانيين أو الشعب ضد الجيش، وإنما حراك الجزائريين ضد نظام فاسد من أجل جزائر للجميع"، و"لن أنتخب ضد بلادي"، فيما رفع متظاهر لافتة عليها صور مرشحي الرئاسة الخمسة، مرفقة بعبارة "لن يكون مستقبلي مع هؤلاء".

المتظاهرون: لا للتدخل الأجنبي

ورفعت شعارات رافضة لـ"التدخل الأجنبي" في الأزمة، بعد يوم واحد من تصويت البرلمان الأوروبي على لائحة حول الأزمة الجزائرية ندد فيها بما سمّاه "انتهاكات لحقوق الإنسان وحرية المعتقد في البلاد".

ومن هذه الشعارات "الأحرار ضد التدخل الأوروبي سواء الرسمي أو غير الرسمي، التضامن الحقيقي يكون بين الشعوب المظلومة"، و"لا وصاية داخلية أو خارجية على خيار الشعب".

وخلفت اللائحة الأوروبية موجة رفض رسمي وسياسي في البلاد، ووصفتها الخارجية الجزائرية الخميس، بـ"الوقاحة"، وهددت بمراجعة علاقاتها مع مؤسسات الاتحاد الأوروبي.

كما خصصت خطب الجمعة في عدة مساجد بالبلاد اليوم للتنديد بمحاولات التدخل في الشأن الداخلي من البرلمان الأوروبي، والتحذير من تبعاتها، حسب ما تناقلته وسائل إعلام محلية وشبكات التواصل الاجتماعي.

وأعلن الخميس، الاتحاد العام للعمال الجزائريين أكبر تنظيم نقابي في البلاد، تنظيم مسيرة بالعاصمة السبت، لإعلان رفض التدخل الأجنبي في الشأن الداخلي للبلاد.

الجيش: لا ندعم أي مرشح

وبالتزامن مع المظاهرات، نشرت وزارة الدفاع الجزائرية تسجيلاً مصوراً لقائد أركان الجيش الفريق أحمد قايد صالح، تضمن كلمة له في اجتماع مغلق لقادة عسكريين يقول فيه: "نحن نسيّر هذه الأزمة منذ 9 أشهر، هذا ليس بالأمر الهين ومن دون سقوط قطرة دم واحدة"، داعياً الشعب إلى اختيار الرئيس القادم القادر على قيادة البلاد.

وأكد قائد الأركان الجزائري الفريق أحمد قايد صالح الجمعة، أن قيادة الجيش لا تدعم أيّاً من المرشحين الخمسة لانتخابات الرئاسة المقررة في 12 ديسمبر/كانون الأول القادم.

وقال قايد صالح: "تعهدنا ولا رجعة في ذلك، قلنا لن نساند أي مترشح، والشعب هو من يختار وهو المسؤول عن اختيار الرئيس الجديد القادر على قيادة الجزائر".

وتابع: "تعهدت أمام الله وسأبقى على عهدي بأن أكون في خدمة الشعب.. نحن نسيّر هذه الأزمة منذ 9 أشهر، هذا ليس بالأمر الهين ومن دون سقوط قطرة دم واحدة".

في المقابل، يؤكد داعمو الانتخابات أنها "حتمية" لتجاوز الأزمة الراهنة ضمن الإطار الدستوري بسبب التهديدات الأمنية والاقتصادية التي تتربص بالبلاد، إذ شهدت البلاد خلال الأيام الأخيرة خروج مسيرات داعمة لها بعدة مدن.

وتستعد الجزائر لإجراء انتخاباتها الرئاسية في 12 ديسمبر/كانون الأول المقبل، وذلك بالتزامن مع تواصل الحراك الشعبي الذي انطلق قبل تسعة أشهر ومن دون انقطاع، وأطاح ببوتفليقة في أبريل/نيسان الماضي.

وتجري الانتخابات وسط انقسام في الشارع، بين داعمين لها يعتبرونها حتمية لتجاوز أزمة دامت شهوراً، ومعارضين يطالبون بتأجيلها بدعوى أن "الظروف غير مواتية لإجرائها في هذا التاريخ"، وأنها طريقة فقط لتجديد النظام لنفسه.

TRT عربي - وكالات
الأكثر تداولاً