يشارك الجيش الوطني السوري في عملية نبع السلام التي أطلقها الجيش التركي ضد التنظيمات الإرهابية (AA)
تابعنا

يشارك الجيش الوطني السوري في عملية نبع السلام التي أطلقها الجيش التركي ضد التنظيمات الإرهابية في شرقي نهر الفرات شمالي سوريا، وذلك من أجل تأمين عودة اللاجئين السوريين إلى ديارهم، لا سيما وأن عدداً كبيراً من عناصر الجيش الوطني المشاركين في العملية هم من المهجّرين من تلك المناطق نتيجة عمليات الإرهاب والتطهير التي قامت بها تلك المنظمات.

فصائل الجيش السوري الحر (الجيش الوطني حالياً) عملت جنباً إلى جنب مع الجيش التركي منذ أن بدأت تركيا في معاركها ضد التنظيمات الإرهابية على حدودها الجنوبية، حيث ساهم الجيش الحر في تحرير منطقة ريف حلب الشمالي، ضمن العملية التي حملت اسم "درع الفرات" عام 2016، وبتطهير منطقة عفرين وما حولها ضمن عملية "غصن الزيتون" عام 2018، بإسناد جوي وبري ولوجستي من قبل الجيش التركي.

وتمكّن الجيش الوطني من تأمين عودة الكثير من النازحين واللاجئين إلى مناطقهم وبسط الأمن والاستقرار في المناطق المحررة من التنظيمات الإرهابية، حيث تمكن قرابة 400 ألف سوري من العودة من تركيا إلى منطقتي درع الفرات وغصن الزيتون، ويتوقع أن يتمكن في المرحلة الأولى من تأمين عودة قرابة مليون لاجئ سوري إلى مناطقهم عقب الانتهاء من إقامة المنطقة الآمنة في إطار عملية "نبع السلام".

البداية.. الجيش الحر

تشكل الجيش السوري الحر في 29 تموز/يوليو 2011 من مجموعة صغيرة من الجنود المنشقين عن النظام السوري، وساهم القمع والتنكيل الذي وقع على السوريين من قبل نظام الأسد إلى تجنيد الجيش الحر للأهالي، وبفضل الخدمة الإلزامية في جيش النظام يتمتع كل مواطن بأبسط مهارات استخدام الأسلحة النارية.

وكانت مهمة الجيش الحر في بداية الثورة السورية دفاعية فقط، حيث يتعين على جنوده حماية المتظاهرين، ولم يكن عندهم في الغالب إلا مسدسات بسيطة أو كلاشنكوف، وكان ذلك كافياً لتعطيل تقدم جيش النظام قدر الإمكان.

أما أوائل المنشقين عن جيش النظام فقد كان المقدم حسين الهرموش، في التاسع من حزيران/يونيو عام 2011، حيث أسس في 29 يوليو/تموز 2011 لواء الضباط الأحرار، والذي شكل نواة الجيش السوري الحر، وذلك بهدف حماية المتظاهرين السلميين من قمع قوات النظام السوري.

اندماج الفصائل

تشكل الجيش الوطني السوري من بعض فصائل المعارضة السورية المسلحة التي قاتلت نظام الأسد منذ بداية الثورة عام 2011، والتي عملت تحت مظلة الجيش السوري الحر.

وفي 4 أكتوبر/تشرين الأول 2019، أعلن رئيس الحكومة السورية المؤقتة، عبد الرحمن مصطفى، عن توحيد الجبهة الوطنية للتحرير والجيش الوطني تحت سقف وزارة الدفاع في الحكومة السورية المؤقتة، ليكون بذلك الجيش الوطني مؤلفاً من سبعة فيالق ويحتوي على نحو 80 ألف مقاتل، حسب الدائرة الإعلامية للائتلاف الوطني السوري.

وقالت الدائرة الإعلامية إن الحكومة المؤقتة تضع ضمن خططها وأولوياتها توحيد كافة الفصائل العسكرية، وتشكيل جيش وطني احترافي بهدف تعزيز الأمن والاستقرار في المناطق التي تسيطر عليها المعارضة شمالي سوريا.

"أهداف الجيش الوطني هي تحرير كامل الأراضي السورية من الطغاة، ومحاربة الفساد والدكتاتورية والطائفية، والحفاظ على وحدة وسلامة الأراضي السورية، والدفاع عن المناطق المحررة، وإعادة المناطق المحتلة إلى أصحابها الحقيقيين"

رئيس الحكومة السورية المؤقتة عبد الرحمن مصطفى

وتشكلت الجبهة الوطنية للتحرير من نحو 11 فصيلاً عسكرياً ينتشرون شمال غربي سوريا؛ من ريف حماة إلى ريف اللاذقية، مروراً بريف إدلب عام 2018، بقيادة العقيد فضل الله الحجي، وضم كلاً من "فيلق الشام، وجيش إدلب الحر، والفرقة الساحلية الأولى، والجيش الثاني، والفرقة الساحلية الثانية، وجيش النخبة، والفرقة الأولى مشاة، وجيش النصر، وشهداء الإسلام (فصائل داريا)، ولواء الحرية، والفرقة 23".

كما يتكون الجيش الوطني السوري من نحو 40 ألف مقاتل في عفرين وفي المنطقة التي شهدت عمليات درع الفرات في شمال غربي سوريا، ظلوا في تلك المناطق منذ تطهير المنطقة من التنظيمات الإرهابية. ولدى جبهة التحرير الوطني في إدلب نحو 70 ألف مقاتل، حسب معلومات هيئة الإذاعة والتلفزيون البريطانية BBC.

أما الجيش الجديد فيتكون من نحو 40 ألف مقاتل في الجيش الوطني السوري. ويضم الجيش الجديد أكثر من 30 مجموعة مسلحة من بينها 4 فصائل اثنتان منهم من المقاتلين التركمان السوريين وهما كتائب السلطان مراد وكتائب السلطان محمد الفاتح، و مجموعتان عربيتان (كتائب حمزة والمنتصر بالله).

الإرشاد والقتال

يحارب أفراد الجيش الوطني السوري في جبهات القتال جنباً إلى جنب مع القوات التركية، كما يوفرون المعلومات حول المناطق والجغرافيا للجيش التركي بحكم معرفتهم بالأرض والسكان.

ويساهم الجيش الوطني السوري في توفير الاستقرار والأمان للمناطق التي تم تحريرها من التنظيمات الإرهابية بعد العمليات العسكرية التركية شمالي سوريا.

ويقود الجيش الوطني السوري، اللواء سليم إدريس، وزير الدفاع في الحكومة المؤقتة، الذي كان أول قائد للجيش السوري الحر في بداية الحرب السورية.

وقال إدريس إن "المشاركة في العملية العسكرية التركية هو واجب علينا تجاه أهلنا وأشقائنا شرق الفرات".

وأكد إدريس أن "المواطنين في شرق الفرات هم أهلنا مهما كانت مكوناتهم، ونحن في سوريا لا نفرق بين الأعراق والأديان، وسنحرر شرق الفرات كما حررنا غرب الفرات".

وزير الدفاع في الحكومة السورية المؤقتة سليم إدريس (AA)
TRT عربي - وكالات
الأكثر تداولاً