"قسد" تبرم عقوداً مع النظام وتبيعه الجزء الأكبر من النفط، مقابل حصولها على الكهرباء والخدمات  (Reuters)
تابعنا

قال عبد الحكيم المصري وزير المالية في الحكومة السورية المؤقتة التابعة للمعارضة الخميس: إن ما يسمى بقوات سوريا الديمقراطية "قسد" المدعومة أمريكياً، والتي يشكل تنظيم YPG/PKK الإرهابي عمودها الفقري، تسيطر على قرابة 90% من حقول النفط، و45% من إنتاج الغاز في سوريا، فيما يسيطر نظام الأسد على ما تبقى، حسب وكالة الأناضول.

وأضاف المصري أن إنتاج النفط في سوريا المصرح به رسمياً من قبل النظام، كان في حدود 387 ألف برميل يومياً عام 2011، إلا أنه في الحقيقة يصل إلى أكثر من مليون و400 ألف برميل، كانت تذهب للمصالح الشخصية لرأس النظام.

ولفت إلى أنه منذ تسلم نظام الأسد الحكم عام 1970، لم يدخل قطاع البترول موازنة الدولة إلا بشكل بسيط، لتخضع بعدها آبار النفط لسيطرة الجيش الحر، الذي لم يستطع الحفاظ عليها، ثم استولت عليها "هيئة تحرير الشام" (جبهة النصرة سابقاً) لفترة قصيرة، ثم تنظيم داعش الإرهابي، لتستولي عليها "قسد" في الوقت الراهن.

وتابع: "يترتب على النظام دفعات مالية كفاتورة للنفط السوري تقدر بنحو 8 ملايين دولار يومياً، على الرغم من أن روسيا وإيران ليستا عاجزتين عن دعمه بالنفط، إلا أنهما لا تريدان ذلك".

ورجح ذلك أن روسيا تستخدم العقوبات الأمريكية وسيلة للضغط على النظام، لإلزامه بالحل السياسي الذي يناسب تطلعاتها، ولمنع إيران من التمدد في سوريا.

ورأى المصري أن الروس لم يوجهوا أنظارهم إلى حقول النفط في دير الزور والرقة والحسكة، منذ دخولهم الحرب السورية عام 2015، لأن وزارة الدفاع الأمريكية هددت باستخدام القوة في حال الاقتراب من آبار النفط الخاضعة لسيطرة "قسد" في الوقت الراهن.

وأكد أن "قسد" تبرم عقوداً مع النظام وتبيعه الجزء الأكبر من النفط، مقابل حصولها على الكهرباء والخدمات في مناطق سيطرتها، وهذا يعني أن النظام ممول أساسي للإرهابيين عبر شرائه النفط منهم.

واستطرد "حسب دراسات وتقارير رسمية، قدِّر احتياطي النفط في حقول دير الزور والحسكة بـ2.2 مليار برميل، تسيطر عليها قسد، إلا أن أمريكا لا تريد النفط لها، ولكنها تريد إبقاء قطاع النفط تحت هيمنة قسد، ليستطيعوا تمويل نفقاتهم".

في المقابل، رأى الوزير أن العقود طويلة الأمد التي وقعتها روسيا مع النظام للسيطرة على الساحل السوري والغاز في مياه البحر المتوسط وعقود الفوسفات، إضافة إلى سيطرتها على مطار دمشق الدولي، هي سبب الصمت الروسي عن محاربة "قسد" حول آبار النفط، وذلك بعد أن أمّنت الحصة الكبيرة من السواحل السورية.

ولفت المصري إلى أن الرئيس الأمريكي دونالد ترمب أعلن قبل عملية "نبع السلام" التركية انسحاب قوات بلاده من سوريا، ولكنه مع بدء المعركة تراجع بحجة "داعش"، لكن الحقيقة الواضحة أن الولايات المتحدة ستحمي آبار النفط لـ"قسد".

وشدد على أنه في حال تمكنت تركيا والجيش الوطني السوري، من استرجاع هذه الأراضي من سيطرة "قسد"، فإن مواردها ستثمر وتورد للمنطقة الآمنة المتفق عليها من قبل تركيا وأمريكا وروسيا.

وأشار إلى أن النفط لاعب أساسي بين الولايات المتحدة والروس، إذ تسيطر أمريكا على شرق الفرات، والروس على الساحل، فيما ليس بيد السوريين أي شيء، سواء النظام أو المعارضة.

TRT عربي - وكالات
الأكثر تداولاً