اختارت ألمانيا "السهم 3" الإسرائيلي-الأمريكي مقابل عقد بقيمة مليارَي يورو لإنشاء درع أوروبي (bfmtv)
تابعنا

رفضت فرنسا المشاركة بمشروع “الدرع الأوروبي المضاد للطائرات“ الذي أطلقته ألمانيا وأعلنت 13 دولة أنها ستنضم إليه، منها بلجيكا وهولندا والنرويج والمملكة المتحدة، وهو ما خلق سوء تفاهم بين باريس وبرلين.

وقال موقع ميديابارت الاستقصائي في تقرير تحت عنوان "بين فرنسا وألمانيا سوء تفاهم كبير حول الدفاع" إن الأخبار مزعجة ولكن ليس بالضرورة للأسباب التي قد يتخيلها المرء.

وأوضح التقرير أن فرنسا لا تحتاج إلى مثل هذا الجهاز لعدة أسباب. الأول أنه على عكس الدول الأخرى المشاركة في مشروع “الدرع”، فمن غير المرجح أن تكون مستهدفة، كونها تمتلك أسلحة نووية والحماية المرتبطة بها نظرياً بحكم مبدأ الردع. وأيضاً وقبل كل شيء هي بعيدة جغرافياً عن الدولة التي تعتبر التهديد الرئيسي من الدول الأعضاء في الناتو اليوم وهي روسيا.

ونقل ميديابارت عن الباحث في قضايا الدفاع بمعهد العلاقات الدولية والاستراتيجية (Iris) غاسبارد شنيتزلر قوله: “إذا نجح صاروخ أو طائرة في دخول المجال الجوي الأوروبي من الشرق قبل وصوله إلى فرنسا فسيكون عبر عدداً معيناً من الأجواء والدول. إذا نفذت هذه الدول عملها بشكل صحيح، فلن يتمكن من الوصول إلينا. يجب من حيث المبدأ اعتراضه وتدميره عبر دفاعات جيراننا وحلفائنا”.

وأشار إلى أنه حتى لو تمكن صاروخ من الوصول إلى سماء فرنسا فإن لديها بالفعل نظام اعتراض، وهو نظام SAMP/T (أرض-جو/أرضي متوسط المدى) معروف باسم مامبا.

وبالتالي فإن عدم مشاركة فرنسا بمشروع الدرع المضاد للصواريخ لا يعني أن فرنسا تجد نفسها على الفور عارية في مواجهة التهديدات المحتملة من السماء. لكن يمكن اعتباره مقلقاً لأسباب أخرى سياسية واستراتيجية.

واعتبر ميديابارت أن المبادرة الألمانية تكشف مدى سوء التفاهم والخلافات بين باريس وبرلين حول قضايا الدفاع.

وتابع الموقع الفرنسي التوضيح بأنه رغم محاولة فرنسا حفظ ماء الوجه بالتأكيد عبر الصحافة أن هذا الدرع يُعدّ “مبادرة جيدة للغاية” فإن إعلان المشروع جعل مسؤولين فرنسيين يتذمرون وراء الكواليس، لدرجة أنه ساهم في تأجيل مجلس الوزراء الفرنسي-الألماني الذي كان مقرراً عقده في 26 أكتوبر/تشرين الأول.

والسبب الأوضوح لعدم الرضا الفرنسي هو أن المشروع الذي نفذته ألمانيا يقوم على معدات إسرائيلية "السهم 3"، ربما تكون مدعومة بمعدات أمريكية. وكانت باريس تفضل “صُنع في فرنسا”، إذ يجري حالياً تطوير نظام فرنسي-إيطالي موازٍ، ومن المفترض أن يكون جاهزاً في عام 2025.

وأشار ميديابارت إلى أن قضية الدرع تأتي على رأس سلسلة من القرارات: شراء برلين لطائرات أمريكية من طراز F-35، واختيار عدم المشاركة في مشروع تحديث طائرات الهليكوبتر Tiger جنباً إلى جنب مع فرنسا وإسبانيا، والمماطلة في معركة MGCS المستقبلية (مشروع دبابة) أو حتى شراء طائرات بوينج P-8 Poseidon الأمريكية للدوريات البحرية في عام 2021، والتي يبدو أنها دفنت مشروع طائرات الدوريات الفرنسي-الألماني المعروف باسم Maws (نظام الحرب البحرية المحمولة جواً).

واعتبر ميديابارت أن خيار ألمانيا وضع نفسها بشكل أكثر حزماً إلى جانب الناتو الذي عجلته الحرب في أوكرانيا يقلل من فرص رؤية دفاع أوروبي افتراضي يحدث. ولكن على نطاق أوسع يثير تساؤلات حول الاستراتيجية الألمانية ومستقبل علاقتها مع باريس ومع الاتحاد الأوروبي.

TRT عربي - وكالات
الأكثر تداولاً