قال وكيل وزارة الدفاع التابع للحكومة الليبية الشرعية إنه ليس هناك خطوط حمراء أمام تقدم القوات الليبية لتحرير مدينة سرت  (AA)
تابعنا

شدد وكيل وزارة الدفاع التابع للحكومة الليبية الشرعية، صلاح الدين النمروش، على أنه "ليس هناك خطوط حمراء أمام تقدم قواتنا" لتحرير مدينة سرت (غرب).

جاء ذلك في مقابلة مع الأناضول، رداً على سؤال حول تصريحات الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، الذي قال إن سرت وقاعدة الجفرة الجوية "خط أحمر".

وقال النمروش: "هدفنا ووفاؤنا لدم الشهداء هو دحر مليشيا المتمرد (الجنرال الانقلابي خليفة حفتر)، وبسط كامل السيطرة على سرت (450 كلم شرق طرابلس)".

وأضاف: "قوات الوفاق على أبواب سرت، وعملية تحريرها لم تتأخر، هناك بعض التجهيزات التي تقوم بها قواتنا على تخوم المدينة".

وأردف: "عازمون على تحرير كامل التراب الليبي، وبسط سيطرة قواتنا عليه".

ولفت النمروش إلى أن سيطرة القوات الحكومية على مدينة ترهونة (90 كلم جنوب شرق طرابلس) لم تكن سريعة وكانت محاصرة لفترة، وجرت عدة إعدادات لاقتحامها والسيطرة عليها، وبعدها تمت إعادتها إلى حضن الوطن.

ففي 5 يونيو/حزيران الجاري استعادت القوات الحكومية ترهونة من مليشيات حفتر، بعد يوم من تحريرها كامل الحدود الإدارية للعاصمة طرابلس.

طائرات يقودها مرتزقة "فاغنر" شنت غارات على تخوم سرت

وأشار النمروش إلى أن القيادة العسكرية الأمريكية في إفريقيا (أفريكوم) وقيادة حلف شمال الأطلسي (ناتو) رصدتا هبوط طائرات روسية في قاعدة الجفرة الجوية (650 كلم جنوب شرق طرابلس).

وأوضح أن روسيا كدولة نفت أي تدخل لها في ليبيا، لكن مرتزقة شركة "فاغنر" الروسية، الذين استأجرهم المتمرد حفتر، جاؤوا بطائرات "ميغ 29" و"سوخوي24" إلى قاعدة الجفرة وبعض القواعد الأخرى، وتم توثيق كل ذلك.

ولفت النمروش إلى أن روسيا تقول إنها لا تتبنى "فاغنر"، وإنها مع الوفاق وتريد السلام في ليبيا، ونفت إرسالها مقاتلات إلى قاعدة الجفرة، لكن كل ذلك مرصود.

وبخصوص معتقلين روسيين لدى الحكومة الليبية المعترف بها دولياً، بيّن النمروش أنه تم اعتقالهما سابقاً لتواصلهما مع بعض الجهات بطرق غير شرعية، والتحقيق جارٍ في ذلك.

واستدرك قائلاً: "هناك دلائل تشير إلى تورطهما في محاولة خلق مشاكل داخل الأراضي الليبية".

تنسيق أمني أمريكي-تركي في ليبيا

وفيما يتعلق بتأثير هزائم مليشيات حفتر الأخيرة على مدن إقليمي برقة وفزان، قال النمروش: "نعرف أن هناك تململاً (في صفوف مليشيات حفتر) ورغبة هذه المدن في العودة للشرعية، لكن الأسلوب الذي يستخدمه حفتر أسلوب دموي، وأي شخص يعارضه أو ينتقده أو حتى يفكر في ذلك يقتله".

وأردف: "هذا ليس غريباً على حفتر، فالبرلمانية سهام سرقيوة اختطفت (في 17 يوليو/تموز 2019) ولا يُعرف مصيرها إلى الآن".

وأشار النمروش إلى وجود تعاون أمني مع الولايات المتحدة لمكافحة الإرهاب خاصة مع "أفريكوم"، لا سيما بعد رصد الطائرات الروسية.

وأضاف: أن "هناك تعاونا أمنيا أيضاً مع تركيا كدولة عظمى وحليف لنا، وهي عضو في حلف الناتو، ولدينا معها شراكة إستراتيجية، وهناك تنسيق أمريكي-تركي في هذا المجال".

لن نجلس على طاولة الحوار مع حفتر

وعن تأثير محادثات اللجنة العسكرية المشتركة (5 5)، أوضح النمروش أنها "لجنة فنية، هناك 5 ممثلين عن حكومة الوفاق، التي وضعت شروطاً من الناحية الأمنية والعسكرية، كما أننا لا نجلس على طاولة الحوار مع حفتر".

واستطرد "نحن حكومة نسعى للوفاق ولحل سياسي، بعيداً عن إراقة الدماء، لكن المعتدي لم يلتزم بكل الاتفاقات السابقة، وفشلت جميع المحاولات لوقف إطلاق النار، لكننا ماضون في الطريق السياسي والعسكري".

وحول لجوء حفتر إلى مصر وإطلاق ما سُمي بـ"وثيقة القاهرة"، قال وكيل وزارة الدفاع الليبية: "لا يوجد لنا أي تعليق بشأنها، نحن منفتحون ولنا علاقة مع جميع الدول التي لم تتدخل في شؤوننا ولم تمس بالسيادة الليبية".

وتحدث النمروش عن التورط الإماراتي في الشأن الليبي معتبراً أن ذلك "معروف لدى الجميع، حيث غنمنا منظومة بانتسير التي تم توريدها عن طريق الإمارات من روسيا، وعلى بعض المدرعات الإماراتية الصنع".

وأضاف: أن "ضباطاً إماراتيين تورطوا في الأزمة الليبية بدليل وجود فيديو مسرب من داخل منظومة بانتسير (بالأراضي الليبية).. كل هذه أدلة ملموسة وواضحة أمام العالم".

وحول خلفيات تشكيل لواء جديد في طرابلس تابع للجيش الليبي، أوضح النمروش أن هناك دراسات سابقة (حول إدماج ثوار في جيش نظامي)، كما تواصل المجلس الرئاسي الليبي في فترة سابقة مع شركة أمريكية لها تجربة في هذا المجال (لم يذكرها)، في عملية دمج الأشخاص الراغبين في الالتحاق بالجيش.

وعن زيارة وفد تركي رفيع المستوى في 17 يونيو/حزيران الجاري، ضم وزيري الخارجية مولود جاوش أوغلو، والخزينة والمالية براءت ألبيراق، ورئيس المخابرات هاكان فيدان، أوضح النمروش أن الوفد "جاء لدعم حكومة الوفاق، ولدعم الحل السياسي والسلمي في ليبيا، بغرض دراسة بعض المشاريع التنموية وتقوية الشراكة، ليست فقط العسكرية والأمنية، بل تمتد لجميع المجالات، منها التعليمي والاقتصادي وا لبنى التحتية".

وفي ختام المقابلة مع وكالة الأناضول، شكر وكيل وزارة الدفاع الليبية الرئيس التركي رجب طيب أردوغان على "وقفته الجادة مع الشعب الليبي"، وأضاف: "نشكر الشعب التركي الصديق ونتطلع إلى مزيد من التعاون والتقدم".

TRT عربي - وكالات
الأكثر تداولاً