راجعت السلطات الدنماركية تصاريح الإقامة لنحو 1250 لاجئاً سورياً يعيشون فيها منذ سنوات  (Mads Claus Rasmussen/AFP)
تابعنا

كشفت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية الأربعاء، في تقرير حول أوضاع اللاجئين السوريين في الدنمارك، عن إلغاء السلطات الدنماركية تصاريح الإقامة لأكثر من 250 لاجئاً مؤخراً.

وفي عام 2019، أعلنت خدمات الهجرة الدنماركية أنها تعتبر دمشق والمناطق المحيطة بها آمنة، ثم راجعت تصاريح الإقامة لنحو 1250 لاجئاً سورياً يعيشون فيها بأوضاع مستقرة منذ فرارهم من سوريا إثر الحرب، من أصل نحو 34 ألف سوري يعيشون في الدنمارك.

وبذلك القرار أصبحت الدنمارك الدولة الأولى في الاتحاد الأوروبي التي تحرم اللاجئين وضع لجوئهم، مع استمرار الحرب وتداعياتها في سوريا حتى اليوم، فقد وصفت الأمم المتحدة معظم المناطق السورية بأنها "غير مؤهلة لاعتبارها آمنة وإعادة اللاجئين إليها".

"لقد قصفت دوائر الهجرة الدنماركية حلمي تماماً، كما قصف بشار الأسد منازلنا"، هكذا قالت أسماء الناطور، 50 عاماً، إحدى المتضررين من القرارات الأخيرة، وتابعت: "الفرق أن القصف هذه المرة نفسي لا مادّي".

وتعيش أسماء مع زوجها الذي أُبلِغَ أيضاً إلغاء تصريح إقامته، فيما بإمكان ولديهما البالغين من العمر 20 و22 عاماً، البقاء في الدنمارك، بسبب "إمكانية تَعرُّض الابنين للاضطهاد في سوريا" عكس والديهما المسنَّين، حسب السلطات الدنماركية.

أسماء وزوجها ليسا الحالة الوحيدة، فقد شملت القرارات جميع الفئات السورية التي اندمجت داخل المجتمع الدنماركي منذ عام 2011، منهم طلاب مدارس ثانوية وجامعات، وسائقو شاحنات، وعمّال بالمصانع، وأصحاب متاجر، بالإضافة إلى متطوعين في منظمات غير حكومية، جميعهم يواجهون الآن خطر الاقتلاع من حياة جديدة بنوها بصعوبة خلال السنوات الماضية.

وتُعتبر خطوة تجريد مئات من أوضاعهم القانونية في الدنمارك هي الحلقة الأحدث في سلسلة من الإجراءات الأخيرة التي استهدفت بها السلطات "المهاجرين والأقليات"، حسب جمعيات حقوقية.

وأوضح بيير موريسن، أستاذ العلوم السياسية بجامعة آرهوس، أن الحكومة الدنماركية تسعى لتجنُّب خسارة الأصوات في الانتخابات لصالح اليمين، وهذا ما دفعها إلى تشديد مواقفها بشأن ملف الهجرة.

وأضاف موريسن: "كأن الطريقة الوحيدة للتغلب على اليمين في الدنمارك هي بيع روحك للشيطان، والصرامة الشديدة في التعامل مع المهاجرين، ودعم سياسات الرعاية الاجتماعية في المقابل".

وقد تَعهَّد رئيس الوزراء الدنماركي ميت فريدريكسن باستمرار تلك السياسة، مشدداً على أن الدنمارك تستهدف "عدم وجود أي طالب لجوء"، فيما تجاوز عدد اللاجئين الذين غادروا الدنمارك العام الماضي عدد الوافدين بالفعل، حسب الصحيفة الأمريكية.

TRT عربي - وكالات
الأكثر تداولاً