تراجع الروبل إلى أدنى مستوياته منذ 2016 مع بدء روسيا هجومها على أوكرانيا في 24 فبراير/شباط (Dado Ruvic/Reuters)
تابعنا

منذ إعلان روسيا في24 من فبراير/شباط بدء هجومها على أوكرانيا انخفض سعر الروبل الروسي إلى أدنى مستوياته على الإطلاق منذ 2016.

وفرضت الولايات المتحدة والدول الغربية على روسيا سلسلة عقوبات اقتصادية ومالية وتجارية شديدة بسبب الحرب، غير أن الروبل استعاد اليوم الجمعة كامل قيمته.

وتراجع الروبل على أثر إعلان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الهجوم على أوكرانيا، إذ أصيبت الأسواق المالية بحالة من الهلع، بنسبة 3.6 في المئة مقابل الدولار إلى 84.0750 بعد دقائق من الفتح في الساعة 04:00 بتوقيت غرينتش، وانخفض 3.9 في المئة إلى 95.2425 مقابل اليورو مسجلاً نزولاً قياسياً قبل تعليق التداول على نحو سريع.

وفي 7 مارس/آذار، وفي أقسى إجراء اتخذته الإدارة الأمريكية حينها، أعلن الرئيس الأمريكي جو بايدن فرض حظر على واردات الولايات المتحدة من النفط والغاز الروسي ليهبط الروبل إلى أدنى مستوياته عند نحو 150 روبل لكل دولار.

إجراءات روسية فورية

في محاولة لدعم عملة بلاده المحلية، اتخذ بوتين على الفور سلسلة من الإجراءات، من ضمنها منع السكان في روسيا من تحويل أموال إلى الخارج. كذلك أُجبرَت الجهات المصدّرة الروسية على أن تحول إلى الروبل ثمانين في المئة من العائدات التي تلقّتها بالعملات الأجنبية منذ الأول من يناير/كانون الثاني الفائت، مما ساعد على ارتفاع سعر صرف العملة.

وكانت المفاجأة انتعاش الروبل الذي عاد إلى مستويات قريبة من التي كانت تسبق الهجوم، بخاصة بعد إعلان بوتين عزمه بعد شهر من الهجوم الروسي بيع الغاز للدول "غير الصديقة" بالروبل.

وأرغمت روسيا المصدرين بمن فيهم مجموعة "غازبروم" العملاقة على تحويل 80% من إيراداتها إلى الروبل.

وشدد بوتين على أن الدفع بالروبل لن يؤثر إطلاقاً في كمية الإمدادات أو الأسعار المحددة في معظم العقود بالعملة الأجنبية. وسيتحتم على مستهلكي الغاز الروسي إجراء عملية تحويل عملات في روسيا، مثلما أوضح الكرملين صباح الخميس.

كيف تَعزَّز الطلب على الروبل؟

تعليقاً على قرار بوتين، قال كريستيان كوبف رئيس الدخل الثابت في شركة "يونيون إنفستمنت" لإدارة الأصول، إن "ذلك سيعكس التدفق الحالي للأموال، مما يجعل الدول التي تفرض العقوبات على روسيا تدعم العملة الروسية وتضمن لروسيا دعم الروبل من مبيعات الطاقة، مثل هذه الخطوة غير مرجَّحة، إلا أنها تشير إلى رغبة روسيا في تعزيز الطلب على الروبل".

وواصلت روسيا بيع نفطها على الرغم من إعلان مئات الشركات العالمية انسحابها من روسيا على وقع حربها مع أوكرانيا.

ارتفاع أسعار النفط

بعد أن بلغت أسعار النفط أرقاماً قياسية ووصل سعر البرميل إلى 100 دولار، أعطى هذا الارتفاع دفعة قوية للإيرادات الروسية، حتى مع تداول مخزونات موسكو بسعر مخفض، ما قد يؤدي إلى تقوية الروبل، إلا أن هذا التحسن لن يجعل الاقتصاد الروسي أقوى.

وحذّر بوتين من أن التخلف عن الدفع بالروبل سيؤدي إلى "وقف العقود القائمة"، وأشار إلى أن هذا الإجراء جاء ردّاً على تجميد نحو 300 مليار دولار من احتياطيات روسيا بالعملات الأجنبية في الخارج.

بناءً على ذلك اعتبر بوتين أن فرض شراء الإمدادات بالروبل "يعزّز السيادة الاقتصادية والمالية" لروسيا.

TRT عربي - وكالات
الأكثر تداولاً