غانتس (يمين) ونتنياهو (شمال) يتنافسان في دعاية انتخابية على حساب الشعب الفلسطيني (AFP)
تابعنا

مع اقتراب موعد الانتخابات الإسرائيلية، تبدأ الحملات الانتخابية التي لطالما كان الشعب الفلسطيني وقوداً لها. وفي ظلّ التنافس المحموم بين رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وزعيم تحالف أزرق-أبيض بيني غانتس، وسط أزمة سياسية واضحة في إسرائيل التي تخوض للمرة الثالثة انتخابات عامة خلال أقل من عام، تزداد وتيرة التصريحات المناوئة للفلسطينيين.

وأصبح التنافس على تشكيل الحكومة واضحاً باستخدامه للشعب الفلسطيني أداةً للفوز، فبعد الحديث عن محاولة الرئيس الأمريكي دونالد ترمب تطبيق صفقة القرن قبل مارس/آذار، وهو موعد الانتخابات الثالثة في إسرائيل، في خطوة تصبّ في صالح نتنياهو، أصبح الاستيطان وضم غور الأردن إلى إسرائيل مادة المنافسة الجديدة بين الزعيمين.

ضمّ الأغوار.. دعاية انتخابية

من هنا بدأ السجال بين غانتس ونتنياهو الذي تَوعَّد بضمّ الأغوار وبسط السيادة الإسرائيلية على جميع المستوطنات، وقال في خطاب انتخابي إيذاناً ببدء الدعاية الانتخابية: "لن نقتلع أي مستوطنة، وسيسري القانون الإسرائيلي على جميع المستوطنات دون استثناء. لن نُجلِي أي مستوطن من بيته".

سنبسط السيادة الإسرائيلية قريباً على غور الأردن وشمال البحر الميت دون تأجيل ودون فيتو

رئيس الوزراء الإسرائيلي- بنيامين نتنياهو

وفي ظلّ سعيه لسكب أصوات اليمين الإسرائيلي، كتب بيني غانتس تغريدة قال فيها إنه سيسعى إلى ضمّ منطقة الأغوار إلى إسرائيل بالتوافق مع المجتمع الدولي بعد فوزه في الانتخابات".

وفي معرض رده على غانتس الذي بات يلعب في نفس ملعبه، قال نتنياهو في تغريدة إنه يدرس مقايضة غانتس على تخلِّيه عن طلب الحصانة البرلمانية مقابل دعم الأخير لفرض السيادة الإسرائيلية على غور الأردن، شرقي الضفة الغربية.

وظهر التحدي بين نتنياهو وغانتس في تغريدة نتنياهو على تويتر التي قال فيها: "لماذا الانتظار إلى ما بعد الانتخابات، إذا كان بالإمكان أن نبدأ بفرض السيادة على غور الأردن الآن من خلال أغلبية في الكنيست؟ انتظر إجابتك يا غانتس حتى المساء"، كما أبدى سعادته لقرار غانتس في تغريدة أخرى، لكنه استدرك قائلاً: "قريباً جدّاً أضعك في هذا الاختبار".

رفض فلسطيني.. تهديد للسلم والاستقرار

ويعتزم نتنياهو طرح مشروع قرار لضمّ غور الأردن وشمال البحر الميت، خلال جلسة الكنيست المقرَّر عقدها الثلاثاء المقبل، للتصويت على تشكيل اللجنة البرلمانية المعنية بالبَتّ في منح رئيس الوزراء الحصانة من المحاكمة بثلاث قضايا فساد، حسب صحيفة معاريف الإسرائيلية.

ووسط هذه المنافسة، يرفض الفلسطينيون ضمّ غور الأردن إلى إسرائيل، ويقولون إنه سينسف فرص حلّ الدولتين، إذ قال النائب العربي في الكنيست أحمد الطيبي، إن غانتس سيبقى رئيساً للمعارضة إذا تجرأ على طرح ضمّ غور الأردن إلى إسرائيل، إذ إن الأحزاب العربية هي الأمل الوحيد لغانتس والتي يستطيع من خلالها إسقاط نتنياهو وتشكيل الحكومة.

أنا رئيس كتلة القائمة المشتركة، أبلغكم أنه إذا تجرأتم على التقدم باتجاه الضم فإن بيني غانتس سيبقى رئيساً للمعارضة، لأنه من دوننا لن يكون رئيساً للوزراء، لن نسمح لكم بالضمّ

رئيس كتلة القائمة المشتركة - أحمد الطيبي

من جانبها رفضت الرئاسة الفلسطينية الثلاثاء، تهديدات إسرائيل بفرض سيادتها على غور الأردن، معتبرة تصريحات نتنياهو وغانتس "تهديداً للسلم والاستقرار، وتنسف الأسس التي قامت عليها عملية السلام، الأمر الذي يُدخِل المنطقة في مرحلة جديدة خطرة من الصراع وعدم الاستقرار".

غانتس على خطى نتنياهو

واعتبرت الكاتبة الإسرائيلية في صحيفة هآرتس نيعا لينداو، أن "غاية غانتس من تصريحاته حول غور الأردن هي محاولة محاكاة لتصرفات بنيامين نتنياهو"، وأضافت: "لقد قدّم عرضاً يبدو غريباً، يحاول الحصول على أصوات من اليمين الإسرائيلي في الانتخابات، مقابل تقديم عرض هو يدرك جيداً أنه لن يحظى بأي دعم دولي".

غانتس يدرك جيداً أن ضم غور الأردن إلى إسرائيل لا يمكن أن يتحقّق بتنسيق مع المجتمع الدولي كما يقول، فإما اتفاقيات رسمية مؤقتة أو دائمة، وإما ضمّ أحادي الجانب يزدري المجتمع الدولي ولا يلقي له بالاً

الكاتبة الإسرائيلية في صحيفة هآرتس - نيعا لينداو
وأضافت: "غانتس يدرك جيداً أن ضم غور الأردن إلى إسرائيل لا يمكن أن يتحقق بتنسيق مع المجتمع الدولي كما يقول، فإما أن تكون اتفاقيات رسمية مؤقتة أو دائمة، وإما أن يكون لدينا ضم أحادي الجانب يزدري المجتمع الدولي ولا يلقي له بالاً".

وأشارت الكاتبة إلى أن "غانتس يشبه نتنياهو كثيراً، لم يذكر لنا ما الذي سيحصل للفلسطينيين الذين يسكنون تلك المناطق، لقد تحدث عن ضمها لإسرائيل فقط، فهل سيحصلون على جنسية إسرائيلية على سبيل المثال؟ لكن ذلك سيكون مناقضاً لتصريحاتهما حول مساعي الانفصال عن الفلسطينيين"، في إشارة منها إلى استغلال المتنافسين للفلسطينيين على حساب دعايتهما الانتخابية.

ورأت الكاتبة الإسرائيلية أن تصريحات غانتس حول غور الأردن، هدفها الحصول على أصوات اليمينيين الذين بدؤوا يشعرون بالحرج جراء تهم الفساد الموجهة لنتنياهو، "يريد القول إن تحالف أزرق-أبيض الذي يقوده بإمكانه أن يكون شريكاً لهم، ثم إنه بات يلعب في ملعب خصمه نتنياهو قبل الانتخابات، ووفق قواعده التي وضعها والتي بموجبها جعل قضية التهديد الإيراني، ومساعي ضم أجزاء من الضفة الغربية تسيطر على عناوين وسائل الإعلام".

TRT عربي - وكالات
الأكثر تداولاً