السعودية سجلت إصابة 562 شخصاً بفيروس كورونا (AFP)
تابعنا

على الرغم من القرارات الأمنية والاقتصادية والاجتماعية التي اتخذتها السعودية لمواجهة انتشار فيروس كورونا فيها، فإن المملكة سجلت أعلى نسبة إصابات بالفيروس، إذ ارتفع العدد الإجمالي إلى 562، لتصبح الأعلى بين دول الخليج والدول العربية، ليمثّل أكثر من 55% من الحالات في الدول العربية.

وجاءت السعودية على رأس القائمة، تليها قطر فالبحرين فالكويت فالإمارات، مقارنة بسلطنة عمان التي سجلت العدد الأقل بين دول الخليج، إذ أكّد عبد الخويطري، مراسل TRT عربي في سلطنة عمان، أنه منذ الإعلان عن بدء انتشار كورونا في البلاد، بادرت السلطات بأخذ الإجراءات لمكافحة الفيروس، بالإضافة إلى التعاون المجتمعي.

ولم يتجاوز عدد الوفيات في دول الخليج أربع حالات فقط، اثنتان في الإمارات والبحرين، على الرغم من العدد الكبير من الإصابات، وهو معدَّل لا يتجاوز 6.6% من الوفيات في الوطن العربي.

حظر تجول في السعودية

وأصدر الملك سلمان أمراً بحظر التجول، يبدأ من مساء الاثنين ويستمرّ لمدة 21 يوماً، للحدّ من انتشار وباء كورونا. وقالت وكالة الأنباء السعودية الرسمية إن الأمر الملكي تَضمَّن مطالبة المواطنين التزام منازلهم خلال فترات حظر التجول، وعدم الخروج إلا للضرورة القصوى.

وجاء توقيت حظر التجوال بعد ظهور الحالات الجديدة بمكة المكرمة والرياض بالعشرات، مقابل حالات متفرقة في مدن الساحل الشرقي كالدمام والقطيف والأحساء.

وشدّدَت وزارة الصحة السعودية على أهمية حظر التجوال لعدم انتشار الفيروس بسبب المخالطة الاجتماعية لأصحَّاء مع حاملين أو مصابين بفيروس كورونا.

وتواجه السعودية عجزاً في ميزانيتها بسبب انخفاض أسعار النفط، لذلك أصدر العاهل السعودي زيادة نسبة الاقتراض للناتج المحلي إلى 50%، في الوقت الذي يعتمد فيه الاقتصاد السعودي على بيع النفط الخام في الأسواق العالمية تزامناً مع قرار آخر بضخّ مليارات الريالات في الاقتصاد على شكل إعفاءات ضريبية وقروض.

وقال رئيس مجلس إدارة مؤسسة البلاد للصحافة خالد المعينا لـTRT عربي، إن المملكة كانت من الدول الأولى التي اتخذت الإجراءات الاحترازية، مشيراً إلى أن قرار حظر التجول يستثني بعض القطاعات الحيوية التي يتطلب عملها تقديم الخدمات الأساسية للمواطنين، مثل قطاعَي الاتصالات والخدمات المالية.

وفسّر المعينا تزايد أعداد المصابين في المملكة، بالكثافة السكانية فيها مقارنة بدول عربية أخرى، إذ يبلغ عدد سكانها نحو 30 مليون، بالإضافة إلى استقبال المملكة للمعتمرين من الخارج.

خسائر الاقتصاد

ولحقت خسائر فادحة بالاقتصاد السعودي بعد تفشِّي وباء كورونا، إذ يعتمد الاقتصاد السعودي بشكل رئيسي على النفط، المتضرّر بشدة نتيجة انخفاض الطلب والأسعار بسبب الفيروس.

وتراجعت بورصة السعودية في منتصف جلسة الاثنين بنسبة 2.94% مدفوعة بتراجع قطاعات كالطاقة والنقل والسلع الاستهلاكية، بالتزامن مع تأثُّر مختلف القطاعات بفيروس كورونا من جهة، وهبوط أسعار النفط من جهة أخرى.

كذلك تراجع مؤشر أرامكو السعودية، المصنَّفة أكبر شركة نفط في العالم، بنسبة 1.04% في منتصف جلسة الاثنين، إلى 28.60 ريال للسهم الواحد (7.62 دولارات).

وتبدأ السعودية الأسبوع المقبل زيادة الإنتاج إلى 13 مليون برميل يوميّاً، مقارنة مع متوسط فعلي يبلغ 9.8 مليون برميل في فبراير/شباط، واستعداد الإمارات لزيادة إنتاجها بمقدار مليون برميل إلى 4 ملايين برميل يوميّاً.

واتخذت المملكة إجراءات للحَدّ من أثر انخفاض أسعار البترول، كما ستُتخَذ إجراءات إضافية للتعامل مع انخفاض الأسعار المتوقَّع، حسب وزير المالية السعودي محمد الجدعان.

وقالت وكالة رويترز في تقرير لها إن كلّاً من قطر والكويت والإمارات تستطيع تحمُّل انخفاض أسعار النفط لمدة أطول، في حين ستواجه السعودية مصاعب رغم كونها صاحبة أكبر اقتصاد في المنطقة العربية.

TRT عربي - وكالات
الأكثر تداولاً