وزير الدفاع عوض محمد أحمد أدى اليمين رئيساً للمجلس العسكري الانتقالي (Reuters)
تابعنا

تعيش مسيرة الاحتجاجات الشعبية الحالية في السودان أياماً حاسمة بعد إعلان قادة الجيش، عزل البشير واعتقاله في مكان آمن، وتشكيل مجلس عسكري لإدارة شؤون البلاد خلال فترة انتقالية مدتها عامان تنتهي بإجراء انتخابات.

وقال التلفزيون السوداني إن وزير الدفاع عوض محمد أحمد بن عوف سيرأس المجلس العسكري الانتقالي الجديد، وأن رئيس الأركان الفريق أول ركن كمال عبد المعروف الماحي سيكون نائباً له، وعرض صوراً لهما وهما يؤديان اليمين.

ورفضت المعارضة بيان قادة الجيش الذي عدته "انقلاباً عسكرياً"، وطالبت بتسليم السلطة للمدنيين، ما دفع المجلس العسكري الانتقالي السوداني إلى الخروج، الجمعة، ليقول إنه لا يطمع في السلطة ولم يقم بانقلاب، دون أن يقدم رؤية واضحة للمرحلة الانتقالية.

المجلس العسكري الانتقالي يتحدّث

عقد رئيس اللجنة السياسية المكلفة من المجلس العسكري الانتقالي في السودان الفريق عمر زين العابدين، مؤتمراً صحفياً، الجمعة، أوضح فيه رؤية المجلس للمرحلة القادمة، وقال إن المجلس لا يطمع في الحكم، وإن الخطوة التي أقدم عليها "ليست انقلاباً، بل استجابة لمطالب الشعب".

وقال زين العابدين "كلفنا رؤساء القوات وقادتهم بالحصول على تفويض لإحداث تغيير"، مضيفاً "ليست لدينا حلول بل نحن أبناء القوات المسلحة، وجئنا لترتيب التداول بشكل سلمي".

وأوضح زين العابدين أن "الحكومة ستكون مدنية بالكامل، وندعو الكيانات السياسية للتوافق، وليست لدينا أسماء أو مقترحات للحكومة". غير أنه عاد واستدرك متمسكاً بوزارتين، وقال "لدينا حق تعيين وزير الدفاع، والمجلس سيرشح اسماً لوزير الداخلية".

وعن الترتيب للمرحلة الانتقالية، قال زين العابدين إن "أقصى مدة للفترة الانتقالية ستكون سنتين، وهي لضمان عدم حدوث فوضى"، وأضاف "لدينا لقاءات مع رجالات السلك الدبلوماسي، لإعطائهم رسائل مهمة ومعلومات حول الوضع"، و"ليس لدينا أي حجْر على أي سوداني فيما يخص الحوار مع الحركات المسلحة".

وتابع "مدير المخابرات صلاح قوش، وقادة المنظومة الأمنية والدفاعية هم قادة التغيير"، و"ما تم ليس انقلاباً بل استجابة لمطالب الشعب، وأتينا لتأمين السودان"، و"لم تتم دعوة حزب المؤتمر الوطني لحوار القوى السياسية".

ولتبرير الخطوة التي أقدم عليها الجيش، الخميس، قال زين العابدين "نحن لم نقفز إلى الحكم. نحن من الجيش، ولسنا من المؤتمر الوطني، وليست لدينا إيديولوجية"، وأضاف "الشعب هو من طالبنا بتسلّم السلطة من خلال تظاهره أمام القيادة العامة.. واستجبنا، وليست لدينا أهداف".

وعن الإجراءات التي تمت بعد عزل البشير، قال "الرئيس البشير متحفَّظ عليه الآن"، و"تشكيل المجلس العسكري الانتقالي يحتاج إلى مزيد من التشاور"، مشيراً إلى أنه جرى تواصل بين المجلس العسكري والقوى السياسية قائلاً "كان الأفق مسدوداً، لأنهم يريدون التغيير فقط".

وأضاف "لم نلغ الدستور لكن تم تعطيله، ويمكن رفع التعطيل إذا تم التوافق مع القوى السياسية"، وأضاف "الرموز التي كانت تدير الأمر تحفظنا عليها"، و"نطالب اللجنة الأمنية بالكشف عن أسماء جميع المعتقلين"، مؤكداً أنه "لا بد من إغلاق منافذ الفساد، وأي شخص متورط سيحاسب".

قوات الدعم السريع.. بوادرُ خلاف ومواجهة

قال قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو الشهير بلقب حميدتيو، الجمعة، إنه يعتذر عن عدم المشاركة في المجلس العسكري الانتقالي، مباشرة بعد كلمة رئيس اللجنة السياسية المكلفة من المجلس العسكري الانتقالي في السودان.

وأبدى قائد قوات الدعم السريع حميدتيو، في وقت سابق، الجمعة، مخاوفه من مواجهة مبكرة بين أعضاء اللجنة الأمنية التي خلعت الرئيس عمر البشير، في تطور جديد سيكون له تأثير كبير على المرحلة القادمة.

ونشر حميدتي مخاوفه وتطلعاته، على الصفحة الرسمية لقوات الدعم السريع على فيسبوك، وأشار فيها إلى الرفض الشعبي لعوض بن عوف رئيس المجلس العسكري الانتقالي.

تضمّ اللجنة الأمنية التي شكلها البشير نفسه، وزير الدفاع ومدير الأمن والمخابرات وقائد قوات الدعم السريع ومدير الشرطة.

ويضع إعلان خلع البشير حميدتي في مواجهة مبكرة مع حلفائه في اللجنة الأمنية بقيادة عوض بن عوف، ومدير المخابرات صلاح قوش، والثلاثة شكّلوا أضلاع عملية استلام السلطة الخميس.

وأرسل حميدتي عدة إشارات لحلفائه في السلطة الجديدة، أولها أن تولي بن عوف لم يرضَ الشعب السوداني، وهو لن يقف مع حل لا يرضي تطلعات الشعب.

ويوضح ذلك أيضاً أن قيادات "الجيش والأمن والدعم السريع" أضلاع المثلث الذين استلموا السلطة ليسوا على اتفاق كامل، وهو مؤشر يخدم حراك الشارع، وفق ما نقلته وكالة الأناضول.

واللافت في تصريح حميدتي أنه بدء بالشعب وهو ما لم يفعله بن عوف في بيانه الأول، الخميس، فقائد المجلس العسكري الانتقالي لم يشر إلى مطالب المعتصمين على بعد أمتار من مكتبه أمام مقر القيادة لحوالي أسبوع.

كما خاطب قائد الدعم السريع المحتجين، طالباً فتح باب الحوار والتفاوض للوصول إلى حلول ترضي الشعب السوداني، وتجنّب البلاد الانزلاق إلى الفوضى.

وحسب وكالة الأناضول، غازل حميدتي الرافضين في الجيش لتولّي بن عوف، وهم مجموعة من الضباط من وحدات مختلفة اصطفت إلى جانب المعتصمين والمحتجين في عدد من المواقع، حينما تعرضوا لرصاص القوات الأمنية، ما يجعل التنسيق بينهم ممكناً لوضع حد لمغامرة بن عوف وحلفائه في السلطة.

تفاعل المعارضة والشارع

تزايد تدفق المعتصمين لليوم السابع على التوالي، الجمعة، أمام مقر الجيش السوداني في العاصمة الخرطوم؛ للمطالبة بإسقاط النظام، حسب وكالة الأناضول.

وأفاد تجمع المهنيين السودانيين وجهات معارضة أخرى، عبر حساباتهم على مواقع التواصل، أن مدناً أخرى انضمت للاعتصام أمام مقار قيادات الجيش بمدن بورتسودان، ومدني، والدمازين.

ويتوقع أن تزداد أعداد المشاركين في الاعتصامات في الساعات القادمة وصولاً إلى ساعات المساء "رغم إعلان حظر التجول من قِبل المجلس العسكري الانتقالي"، حسب ما رصدته وكالة الأناضول.

ووجّه تجمع المهنيين، الخميس، نداءً إلى السودانيين للمشاركة في الاعتصام أمام مقر الجيش بالخرطوم، الذي يشارك فيه الآلاف، والتحضير لصلاة الجمعة وصلاة الغائب على أرواح الشهداء.

كذلك أعلن حزب الأمة القومي المعارض، أن زعيم الحزب الصادق المهدي شارك المعتصمين صلاة الجمعة، فيما تداول ناشطون صوراً لأئمة ودعاة معرفين وشيوخ طرق صوفية يشاركون في الاعتصام.

TRT عربي - وكالات
الأكثر تداولاً