توافق تلك المظاهرات الذكرى الثالثة لانطلاق الاحتجاجات الشعبية في اليوم ذاته عام 2018، التي انتهت بتدخل قيادة الجيش وعزل البشير (Mohamed Nureldin Abdallah/Reuters)
تابعنا

شهدت العاصمة السودانية الخرطوم الأحد تظاهرات قُدرّت بالآلاف رفضاً للاتفاق السياسي الموقع بين قائد الجيش عبد الفتاح البرهان ورئيس الوزراء عبد الله حمدوك والمطالبة بالحكم المدني الديمقراطي.

وردد المتظاهرون الذين يحملون الأعلام الوطنية شعارات تندد بإجراءات قائد الجيش التي اتخذها في 25 أكتوبر/تشرين الأول الماضي والاتفاق السياسي الموقع بين البرهان وحمدوك في 21 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي.

كما رفع المتظاهرون لافتات مكتوب عليها "لا تفاوض، و"لا شراكة"، و"لا مساومة"، و"لا لحكم العسكر"، و"الشعب أقوى والردة مستحيلة"، و"الثورة ثورة شعب، والسلطة سلطة شعب"، و"نعم للحكم المدني الديمقراطي"، وفق وكالة الأناضول.

وتوافق تلك التظاهرات الذكرى الثالثة لانطلاق الاحتجاجات الشعبية في اليوم ذاته عام 2018، التي انتهت بتدخل قيادة الجيش وعزل البشير في 11 أبريل/نيسان 2019.

وفي وقت سابق الأحد أغلقت السلطات السودانية جسوراً تربط وسط الخرطوم بضاحيتي أم درمان وبحري غرب العاصمة وشمالها ووضع أطواق أمنية ومتاريس ونشر قوات مكافحة الشغب بكثافة، تحسباً لتلك التظاهرات وفق وكالة الصحافة الفرنسية.

من جانبه حذر رئيس الوزراء عبد الله حمدوك من "انزلاق البلاد نحو الهاوية" في الذكرى الثالثة لـ"الثورة" التي أسقطت نظام عمر البشير بعد أربعة أشهر من اندلاعها.

وفي كلمة وجهها إلى السودانيين مساء السبت قال حمدوك: "نواجه اليوم تراجعاً كبيراً في مسيرة ثورتنا يهدد أمن البلاد ووحدتها واستقرارها، وينذر ببداية الانزلاق نحو هاوية لا تبقي لنا وطناً ولا ثورة".

وفي سياق متصل نصحت السفارة الأمريكية بالخرطوم موظفيها بتجنب أماكن الحشود والاحتجاجات المتوقع خروجها في البلاد الأحد.

وقالت السفارة: "من المتوقع أن تجري مظاهرات بالخرطوم وربما في ولايات أخرى في 19 ديسمبر/تشرين الأول".

وأضافت: "جرى تشجيع موظفي السفارة على العمل في المنزل وتجنب السفر غير الضروري وأماكن الحشود والمظاهرات".

من جانبه أعرب رئيس مجلس السيادة السوداني عبد الفتاح البرهان عن أمله في الوصول إلى حكومة منتخبة بنهاية الفترة الانتقالية في البلاد.

جاء ذلك في كلمته بمناسبة الذكرى السادسة والستين لإعلان الاستقلال من داخل البرلمان والذكرى الثالثة لثورة ديسمبر، وفق الوكالة الرسمية.

وقال البرهان: "إننا إذ نستشرف عهداً جديداً ما أحوجنا إلى تلك الروح عندما أجمع كل أبناء السودان بمختلف أطيافهم السياسية والجهوية على حتمية استقلال السودان".

وأضاف: "نأمل بذات الروح أن نصل في نهاية الفترة الانتقالية إلى حكومة منتخبة تقودنا إلى تحقيق ما كان يتطلع إليه الآباء، في قدرة وعزم أبنائهم على تجاوز الخلافات والتسامي والتسامح".

ودعت قوى سياسية، بينها "لجان المقاومة" و"تجمع المهنيين"، إلى مظاهرات حاشدة بالخرطوم ومدن البلاد الأحد، رفضاً للاتفاق السياسي الموقع بين قائد الجيش عبد الفتاح البرهان ورئيس الوزراء عبد الله حمدوك وللمطالبة بحكم مدني كامل.

ومنذ 25 أكتوبر/تشرين الأول الماضي يشهد السودان احتجاجات رفضاً لإجراءات استثنائية، تضمنت إعلان حالة الطوارئ وحل مجلسَي السيادة والوزراء الانتقاليين وعزل حمدوك واعتقال قيادات حزبية ومسؤولين، ضمن إجراءات وصفتها قوى سياسية بأنها "انقلاب عسكري".

وفي 21 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي وقَّع البرهان وحمدوك اتفاقاً سياسياً يتضمن عودة الأخير إلى منصبه وتشكيل حكومة كفاءات وإطلاق سراح المعتقلين السياسيين وتعهد الطرفين بالعمل سوياً لاستكمال المسار الديمقراطي، إلا أن قوى سياسية عبرت عن رفضها للاتفاق باعتباره "محاولة لشرعنة الانقلاب"، متعهدة بمواصلة الاحتجاجات حتى تحقيق الحكم المدني الكامل.

TRT عربي - وكالات
الأكثر تداولاً