أعداد كبيرة من مصابي كورونا في تركيا تعافوا حسب وزارة الصحة التركية (Reuters)
تابعنا

أدى تقدم تركيا وسرعتها في مواجهة فيروس كورونا الذي انتشر فيها وتسبب في إصابة 124.357 شخصاً، مقابل تعافي 58 ألفاً و259، إلى توقعات بتغيرات إيجابية للبلاد، ترتقي بعدها بدورها الإجرائي والطبي والإنساني الرائد.

وعلى الرغم من أن تغييراً جذرياً سيطرأ على النظام العالمي في عدة أصعدة، في ضوء انتشار فيروس كورونا، وفي الوقت الذي باتت فيه "مشروعية عديد من الهيئات والمؤسسات الدولية على المحك"، حسب تصريحات المتحدث باسم الرئاسة التركية إبراهيم قالن، فإن تركيا ستنجو من ذلك لعدم وقوفها عاجزة أمام انتشار الوباء كما حصل في دول أوروبية ودول عظمى أخرى، بل سعت لاحتواء انتشار الفيروس داخلياً، وقدّمت المساعدات الطبية للعشرات من الدول.

وأوضح قالن في حديث لقناة "24" المحلية أن 3 قطاعات ستكتسب أهمية كبرى في المرحلة الحالية على صعيد دولي، وهي الأمن البيولوجي متمثلة بالمنتجات والأسلحة والأدوية والتكنولوجيا البيولوجية وطرق التداوي البيولوجي"، والأمن السيبراني، والأمن الغذائي، حيث ستأخذ حيزاً كبيراً في استثمارات الأبحاث والتطوير للدول.

تبوؤ موقع مركزي.. وإعادة الهيكلة

وبالمقارنة مع الأوضاع التي وصلت إليها دول كبرى بالاقتصاد والقوة العسكرية، فإن هذه الظروف أتاحت لتركيا فرصة رؤية ما يمكن أن تفعله بالإمكانات المتوافرة لديها، إذ لعبت ثلاثة عوامل دوراً في نجاحها بمكافحة الفيروس، وهي معدل الأعمار الفتي للشعب التركي، والبنية التحتية القوية في المجال الطبي، والإجراءات الاحترازية المبكرة التي اتخذت، والتنسيق العالي بين الجهات الحكومية والمؤسسات.

وبالإضافة إلى نجاح تركيا في إنجاز عديد من المشاريع الضخمة خلال السنوات الـ17 الأخيرة، ورغم جميع محاولات العرقلة، نجحت أيضاً في التغلب على مشكلة تأمين أجهزة تنفس، خلال أزمة كورونا، وهو أمر عزاه الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إلى البنية التحتية القوية والمنشآت.

تصريحات قالن حول التأثيرات الدولية لفيروس كورونا، سبق وجاءت على لسان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الذي قال إن "العالم يتجه نحو نظام عالمي جديد بعد كورونا"، وإن حكومته عازمة على الارتقاء بتركيا إلى المكانة التي تستحقها في النظام العالمي الجديد من خلال الاستثمارات والأعمال والخدمات الجديدة.

وأضاف: "العالم يسير نحو مرحلة لن يكون فيها أي شيء كما كان من قبل، وسنشهد بناء نظام عالمي جديد بعد كورونا، ولدى تركيا فرصة لتبوؤ موقع مركزي في إعادة الهيكلة العالمية".

تركيا تثبت نفسها

وفي هذا الشأن، قال الصحفي المختص بالشأن التركي محمد العباسي لـTRT عربي، إن "تركيا نجحت في أداء دورها الإنساني والعالمي وأثبتت أنها قوة بإمكانها تقديم الدعم لكل دول العالم، وبالتالي هي تستعد لمواجهة مرحلة ما بعد كورونا من خلال تطوير القطاعات الثلاثة التي حددها قالن".

وأضاف: "نجحت تركيا في تأكيد قوة بنيتها التكنولوجية من خلال ضمان التواصل بين الشعب والدولة عن طريق الاتصالات الإلكترونية والعمل من بعد، فيما نجح كثير من المؤسسات في عدم التراجع في الإنتاج الاقتصادي، وخلال المرحلة المقبلة ستقوم تركيا تطوير هذه القطاعات وضخ المزيد من الاستثمارات فيها".

بدأت تركيا فعلياً تطوير قطاعات الأمن البيولوجي متمثلة بالمنتجات والأسلحة والأدوية والتكنولوجيا البيولوجية وطرق التداوي البيولوجي والأمن السيبراني، وتُعقد اجتماعات لوضع الرؤية الكاملة لتطويرها

الصحفي المختص بالشأن التركي - محمد العباسي

ورأى العباسي أن "دبلوماسية المساعدات الإنسانية ونجاح تركيا في تقديم الدعم لستين دولة من بينها دول متقدمة مثل الولايات المتحدة الأمريكية وإيطاليا وفرنسا، أكدت صوابية رؤية السياسة الخارجية التركي التي تبناها حزب العدالة والتنمية".

تباشير بانفراجة قريبة

وللمرة الأولى منذ نحو شهر يقل عدد الإصابات في تركيا إلى ما دون ألفين، ويعود الفضل في ذلك إلى تضافر عوامل كثيرة، أهمها نجاح تركيا في توفير مليون اختبار للكشف عن الفيروس.

وتُظهِر المعطيات التي تعلن عنها وزارة الصحة التركية يومياً، تراجع الإصابات والوفيات في البلاد مقابل ارتفاع حالات الشفاء المسجلة في الأيام الأخيرة، إذ تبيّن أرقام السبت تسجيل انخفاض لعدد الإصابات اليومية إلى ما دون ألفي حالة للمرة الأولى منذ شهر، إذسُجلت 1938 إصابة بكورونا خلال 24 ساعة ليرتفع الإجمالي إلى 124.357، فيما سجّلت 78 وفاة بكورونا ليرتفع الإجمالي إلى 3 آلاف و336، وسُجّل تعافي 4 آلاف و451 لترتفع الحصيلة إلى 58 ألفاً و259.

واتبعت أنقرة استراتيجية مُحكَمة للسيطرة على تفشي الوباء، تبدأ بالتشخيص المبكر وتنتهي بالإجراءات الصارمة للحفاظ على أرواح الأشخاص المعرضين للخطر أكثر من غيرهم بسبب وضعهم الصحي الحرج، كالمرضى وكبار السن.

وكان البحث عن مصدر العدوى بالتزامن مع إجراءات سلامة عالية في المراكز الخاصة ومؤسسات الدولة التي واصلت عملها خلال المرض، من الركائز الأساسية في احتواء تفشي وباء كورونا، وغيرها من الإجراءات الأخرى كتأسيس جيش من طواقم الصحة ووضع مدن طبية للخدمة بما تحويه من تكنولوجيا حديثة مع الاستمرار في تشييد 10 مدن طبية أخرى.

ويلتزم المواطنون الأتراك قرار تقييد الحركة الذي أعلنته السلطات التركية بشكل كبير، كما أفاد أبو طالب العبد الله مراسل TRT عربي.

وأضاف: "حالة من التفاؤل إزاء إمكانية التخلص من الوباء مع نهاية شهر رمضان، أو بعد عيد الفطر، بخاصة مع التدني الكبير في حجم وعدد المصابين في الفيروس، بسبب الإجراءات الصارمة التي اتخذت لمواجهة الفيروس".

TRT عربي
الأكثر تداولاً