اقتحام أنصار الرئيس الأمريكي دونالد ترمب مبنى الكونغرس قوبل بموجة واسعة من ردود الفعل الدولية المستنكرة (Shannon Stapleton/Reuters)
تابعنا

انتابت العالم صدمة كبيرة عكستها الإدانات المتتالية لاقتحام أنصار الرئيس الأمريكي دونالد ترمب مبنى الكونغرس، احتجاجاً على إعلان فوز منافسه الديمقراطي جو بايدن، وذلك في سابقة تاريخية.

الإدانات التي نُقِلت عبر تصريحات وتغريدات ووسائل إعلام محلية بمختلف دول العالم جاءت غداة مواجهات وقعت الأربعاء بين قوات الأمن ومحتجين من أنصار ترمب اقتحموا مبنى الكونغرس في العاصمة واشنطن، وأسفرت عن مقتل 4 أشخاص واعتقال 52 آخرين.

مشاهد "مفزعة"

في تركيا قال المتحدث باسم حزب العدالة والتنمية الحاكم عمر جليك إن ما حدث "خاطئ وغير قانوني"، وعلى الجميع قبول نتائج الانتخابات والامتثال لسيادة الإرادة الشعبية.

وفي ألمانيا قالت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل: "أغضبتني وأحزنتني الصور المزعجة، ويؤسفني أن ترمب لم يعترف بهزيمته (في انتخابات الرئاسة) حتى أمس".

كما قال وزير الخارجية الألماني هايكو ماس عبر تويتر إن "أعداء الديمقراطية سيسعدون برؤية هذه الصور المروّعة".

فيما أشار الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى أن ما فعله مناصرو ترمب يسيء إلى الفكر الديمقراطي العالمي.

بينما قال رئيس الوزراء الأيرلندي مايكل مارتن: "أعلم أن الكثيرين مثلي يتابعون المشاهد التي تتوالى في واشنطن بقلق وفزع كبيرين".

فيما حمّل وزير الخارجية الأيرلندي سيمون كوفيني، ترمب، المسؤولية، قائلاً: "مشاهد مفزعة واعتداء متعمد على الديمقراطية من قِبل رئيس حالي وأنصاره.. العالم يراقب".

بدوره وصف رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون أحداث الكونغرس بأنها "مخزية"، داعياً لانتقال سلمي ومنظّم للسلطة.

فيما قال رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو إن "الكنديين يشعرون بقلق وحزن عميقين من الهجوم على الديمقراطية".

"محاولة انقلاب هشة"

من جهته أشار رئيس لجنة الشؤون الدولية في مجلس الاتحاد الروسي قسطنطين كوساتشيف إلى أن الديمقراطية الأمريكية "باتت عرجاء، ولا يحق لها بعد اليوم أن تلقّن الدول الأخرى دروساً".

وأكّد رئيس لجنة الشؤون الدولية في مجلس الدوما ليونيد سلوتسكيأن الولايات المتحدة لن تكون قادرة بعد الآن على تحديد معايير الانتخابات في الدول الأخرى.

فيما قالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الصينية هوا تشونينغ: "نأمل أن ينعم الأمريكيون بالسلام والاستقرار والأمن في أسرع وقت ممكن".

وفي إيران قال الرئيس حسن روحاني إن أحداث اقتحام الكونغرس "أثبتت أن ديمقراطية الغرب فاقدة لأصول محكمة"، معتبراً أن ترمب "أضر بسمعة الولايات المتحدة".

بدوره وصف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الهجوم على مبنى الكونغرس بالمخزي، و"نقيض صارخ للقيم التي يتمسك بها الأمريكيون والإسرائيليون".

وقال وزير الدفاع الإسرائيلي بيني غانتس إن تلك الأحداث "تجرح قلوب كل من يؤمن بالديمقراطية.. لم أصدِّق أنني سأرى مثل هذه الصور في أقوى ديمقراطية في العالم".

"هجوم على الديمقراطية"

ووصف رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو أحداث اقتحام الكونغرس بأنها "هجوم على الديمقراطية".

وأعرب عبر حسابه على تويتر عن "قلق شعبه وحزنه العميق" إزاء تلك الأحداث، مؤكداً أن "العنف لن ينجح أبداً في نقض إرادة الشعب".

ودعت الصين على لسان المتحدثة باسم خارجيتها هوا تشونينغ في مؤتمر صحفي بالعاصمة بكين، الولايات المتحدة، لتحقيق السلام والاستقرار في البلاد، قائلة: "نأمل أن ينعم الأمريكيون بالسلام والاستقرار والأمن في أسرع وقت".

من جانبه أدان رئيس الوزراء الأسترالي سكوت موريسون الذي يعد حليفاً مقرباً للولايات المتحدة "أحداث العنف والمشاهد المؤلمة" التي جرت بالكونغرس.

وأكد موريسون في تغريدة على تويتر تطلُّعه إلى "انتقال سلمي للسلطة" في الولايات المتحدة.

بدورها أدانت الحكومة الفنزويلية التي لا تعترف الولايات المتحدة بشرعيتها، أحداث العنف بالعاصمة واشنطن.

وأضافت في بيان نُشر على موقع وزارة الشؤون الخارجية: "تعاني الولايات المتحدة نفس الشيء الذي أثارته في دول أخرى بسياساتها العدوانية".

لحظة درامية تاريخية

وقالت وزارة الخارجية الروسية في بيان إن "الأحداث الأخيرة في واشنطن أظهرت أن النظام الانتخابي في الولايات المتحدة قديم، ولم يعد يستجيب للمعايير الحديثة"، معتبرة أن ما تشهده العاصمة الأمريكية هو "شأن داخلي".

كما أعربت موسكو عن تمنياتها أن "يجتاز الشعب الأمريكي هذه اللحظة الدرامية من تاريخه".

في السياق نفسه وصف رئيس الوزراء الهولندي مارك روته في تغريدة له، ما حدث في العاصمة واشنطن بالمشاهد "المروّعة".

كما قال رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز إنه يتابع بـ"قلق" أحداث اقتحام الكونغرس، مؤكداً "ثقته بقوة الديموقراطية الأمريكية".

وأضاف في تغريدة له أن إدارة بايدن "ستتغلب على هذا الوقت الذي يسود فيه التوتر وستتمكن من توحيد الشعب الأمريكي".

فيما أعرب المستشار النمساوي سيباستيان كورتز عن "صدمته" من مشاهد أحداث الكونغرس، واصفاً إياها في تغريدة بأنها "اعتداء غير مقبول على الديمقراطية".

من جانبه قال رئيس الوزراء الإيطالي جوزيبي كونتي إنه يتابع بـ"قلق بالغ" أحداث العنف في الولايات المتحدة.

وأضاف عبر تويتر: "العنف يتعارض مع ممارسة الحقوق السياسية والحريات الديمقراطية".

على الصعيد نفسه أعرب رئيس الوزراء اليوناني كيرياكوس مي تسوتاكيس عن "قلقه البالغ" إزاء أعمال العنف "المروعة" التي شهدتها واشنطن.

وأكد في تغريدة على تويتر أن "الديمقراطية الأمريكية قادرة على الصمود وراسخة وستتغلب على الأزمة".

"يوم حزين"

وفي الهند أعرب رئيس الوزراء ناريندرا مودي عن "حزنه لرؤية مشاهد أعمال الشغب والعنف" في واشنطن.

وأضاف مودي الذي تربطه علاقات جيدة مع ترمب، على حسابه بموقع تويتر، أنه "يجب أن يستمر التداول المنظم والسلمي للسلطة (في الولايات المتحدة)".

فيما أكدت رئيسة وزراء نيوزيلندا جاسيندا أردرن أن "الديمقراطية التي تشمل حق الناس في الإدلاء بصوتهم والتعبير عنه ثم دعم هذا القرار بشكل سلمي، لا ينبغي أبداً إبطالها على يد الغوغاء".

وفي سنغافورة قال تيو تشي هين كبير الوزراء والوزير المنسق للأمن القومي إنه تابع "المشاهد المروعة" التي جرت عند مبنى الكونغرس، واصفاً اليوم بأنه كان "يوماً حزيناً".

وأضاف في منشور على صفحته بموقع فيسبو: "نأمل أن تنتهي (تلك الأحداث) بشكل سلمي".

"احترام الديمقراطية ضرورة"

وبالإضافة إلى الدول استنكرت منظمات دولية اقتحام الكونغرس وحمّل بعضها ترمب المسؤولية.

في هذا الصدد قال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش: "أشعر بالحزن بسبب تلك الأحداث.. فاحترام العملية الديمقراطية ضرورة".

ووصف الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرغ مشاهد الكونغرس بأنها "صادمة"، داعياً لاحترام نتيجة الانتخابات.

وأكّدت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين أنها تنتظر بفارغ الصبر العمل مع بايدن، مشيرة إلى ضرورة تسليم السلطة بشكل سلمي.

وقالت منظمة العفو الدولية إن "ترمب حرّض على العنف والترهيب واحتضن الجماعات المتعصبة".

ووفقاً لصحيفة وول ستريت جورنال، فإن السلطات الفيدرالية خططت للتعامل مع الاحتجاجات أمام مقر الكونغرس بحضور أمني ضعيف نسبياً، وهو ما أسفر عن اقتحام أنصار ترمب المبنى بسهولة.

ونقلت الصحيفة الأمريكية عن المسؤول التنفيذي المتقاعد من مكتب التحقيقات الفدرالي ديفيد غوميز قوله إن "شرطة الكابيتول لم تكن مستعدة لتلك الأعداد الهائلة من المحتجين".

وأضاف غوميز أن "استجابة القوات كانت بطيئة عند اقتحام المشاغبين مبنى الكابيتول، وذلك يُعزى إما إلى احترام الرئيس ترمب وإما إلى نقص الخبرة في التعامل مع أعمال شغب كهذه".

ولاحقاً أعلن البيت الأبيض أن ترمب يعلن قبوله انتقالاً منظماً وسلساً للسلطة في 20 يناير/كانون الثاني الجاري، عقب تصديق الكونغرس على فوز جو بايدن رئيساً جديداً للولايات المتحدة.

TRT عربي - وكالات
الأكثر تداولاً