قوات الأمن العراقية تطلق الغاز على المتظاهرين في بغداد  (Reuters)
تابعنا

قُتل متظاهر وأصيب 15 في مواجهات مع قوات الأمن ببغداد، في الوقت الذي قطع فيه محتجون طرقاً رئيسية بين المحافظات الجنوبية تضامناً مع المتظاهرين في محافظتَي البصرة وذي قار والعاصمة بغداد، وأكبر تحالف للقوى السنّية في البرلمان يقاطع جلسات البرلمان احتجاجاً على عدم إدراج القوانين الإصلاحية الخاصة بمطالب المتظاهرين على جدول الأعمال.

قتلى وجرحى

قُتل متظاهر وأصيب 15 آخرون السبت، خلال مواجهات مع قوات الأمن على جسر الأحرار، والمنطقة المحيطة به وسط العاصمة العراقية بغداد، وفق مصدر طبي.

ويسعى المحتجون عبر جسر الأحرار، للوصول إلى المنطقة الخضراء شديدة التحصين، حيث توجد مقرات الحكومة والهيئات والبعثات الأجنبية.

وقال مصدر يعمل في دائرة صحة بغداد الحكومية، إن متظاهراً قُتل جراء إصابته برصاصة مطاطية في منطقة الرأس، وأصيب 15 آ خرون بجروح وحالات اختناق بقنابل الغاز المسيل للدموع.

وأضاف مصدر نقلت عنه وكالة الاناضول، مفضلاً عدم ذكر اسمه، أن القتيل والجرحى سقطوا على جسر الأحرار والمنطقة المحيطة به، وبخاصة شارع الرشيد.

وحسب شاهد عيان فإن مواجهات عنيفة تدور بين المتظاهرين وقوات الأمن على الجسر والمنطقة المحيطة به، وصولاً إلى شارع الرشيد القريب، وقوات الأمن تطلق الرصاص الحي والمطاطي وقنابل الغاز لإبعاد المتظاهرين عن جسر الأحرار.

طرقات مقطوعة

قطع مئات المحتجين السبت، طرقاً رئيسية بين المحافظات الجنوبية في العراق، معلنين تضامنهم مع المتظاهرين في محافظتي البصرة وذي قار والعاصمة بغداد.

وأفاد الناشط ناصر الأسدي أن المحتجين قطعوا طريق الناصرية-السماوة بشكل تام وأوقفوا حركة النقل، مضيفاً أن متظاهرين قطعوا الطريق بين ذي قار والمثنى، احتجاجاً على تأخر تنفيذ المطالب.

وأوضح الأسدي أن "الإجراء جاء بالتزامن مع الاعتصام في محافظتَي البصرة وذي قار والعاصمة بغداد".

مقاطعة البرلمان

أعلن تحالف القوى العراقية، أكبر تحالف للقوى السنيّة في البرلمان، السبت، مقاطعة جلسات البرلمان، عدا الجلسات التي تناقش القوانين المهمة، وذلك احتجاجاً على عدم إدراج القوانين الإصلاحية الخاصة بمطالب المتظاهرين على جدول الأعمال.

وقالت عضو التحالف غيداء كمبش في مؤتمر صحفي عقدته في البرلمان، برفقة أعضاء في التحالف، إن "كتلة تحالف القوى تعلن تعليق حضورها جلسات البرلمان باستثناء الجلسات التي تشهد عرض القوانين المهمة التي تتضمن القوانين والقرارات الإصلاحية".

وانتقدت كمبش ما أسمته "اعتماد أسلوب الانتقائية في تقديم القوانين" بجلسات البرلمان، كما اتهمت الحكومة بعدم الإيفاء بتعهداتها في عودة النازحين خارج البلد وداخلها إلى مناطقهم.

وتشغل الكتلة التي يترأسها رئيس البرلمان محمد الحلبوسي 40 من أصل 329 مقعداً.

ووسط أجواء متوترة سادت قاعة البرلمان، فشل الحلبوسي في عقد الجلسة، ما دفع رئيس البرلمان إلى تأجيلها إلى الاثنين المقبل.

واحتج الكثير من النواب على جدول أعمال الجلسة التي خلت من مناقشة قوانين خاصة بمطالب المتظاهرين وعلى رأسها تشريع قانون جديد للانتخابات.

واتهمت كتلة تحالف سائرون المدعومة من زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، الحلبوسي، بالمماطلة في تحديد موعد لاستجواب رئيس الحكومة الحالية عادل عبد المهدي بشأن مقتل واعتقال لمحتجّين.

وقال النائب عن الكتلة صباح الساعدي في مؤتمر صحفي عقده في البرلمان برفقة أعضاء من كتلته وكتل أخرى، إن "كتلة سائرون تقدمت بطلب لاستجواب رئيس مجلس الوزراء، لكن رئاسة مجلس النواب تماطل في تحديد موعد للاستجواب".

وأضاف أن كتلته، 54 من أصل 329 مقعداً، ترغب في استجواب عبد المهدي بشأن مقتل واعتقال لمحتجّين في البلاد، مشدداً على أن "رئاسة المجلس تتحمل مسؤولية تأخير تحديد موعد لاستجواب رئيس مجلس الوزراء وهذا يزيد من استمرار قمع المتظاهرين".

وأقرت الحكومة العراقية الشهر الماضي، باستخدام قواتها العنف المفرط ضد المتظاهرين وتعهدت بمحاسبة المتورطين، لكن مسؤولين عراقيين يتحدثون بين حين وآخر عن "طرف ثالث" يستهدف المتظاهرين وقوات الأمن على حد سواء.

ويشهد العراق احتجاجات مناهضة للحكومة منذ مطلع أكتوبر/تشرين الأول الماضي، قتل خلالها 339 شخصاً على الأقل و15 ألف جريح، وفق أرقام لجنة حقوق الإنسان البرلمانية، ومفوضية حقوق الإنسان، ومصادر طبية وحقوقية.

ويرفض رئيس الحكومة عادل عبد المهدي الاستقالة، ويشترط أن تتوافق القوى السياسية أولاً على بديل له، محذراً من أن عدم وجود بديل "سلس وسريع"، سيترك مصير العراق للمجهول.

TRT عربي - وكالات
الأكثر تداولاً