الرئيس التركي قال إن لتحقيق السلام الدائم في المنطقة فرصة جديدة إذا ما اغتنمت أرمينيا الفرصة (Others)
تابعنا

سادت العلاقات الثنائية بين تركيا وأرمينيا قطيعة طيلة العقود الثلاثة الأخيرة، بسبب المزاعم الأرمينية حول أحداث عام 1915، إلى جانب احتلال يريفان إقليم قره باغ الأذربيجاني، لكن العلاقات شهدت خلال الفترة الأخيرة مؤشرات إيجابية على التهدئة والتقارب.

وكانت تركيا من أوائل الدول التي اعترفت باستقلال أرمينيا عن الاتحاد السوفييتي، وعلى الرغم من أنهما بلدان جاران، إلا أن العلاقات بينهما شهدت تقلبات دون تأسيس أي علاقات دبلوماسية حتى الآن.

وعقب استقلالها حصلت أرمينيا على دعم تركي كبير تمثل في إرسال مساعدات إنسانية لها لمواجهة أزمتها الاقتصادية، وبذلها الجهود لانضمام يريفان إلى مختلف المؤسسات والمنظمات والمنصات الدولية والإقليمية.

وقُبيل تبادل البلدين للبعثات الدبلوماسية بينهما، احتلت أرمينيا إقليم قره باغ الأذربيجاني، مما أدى إلى تدهور العلاقات بين أنقرة ويريفان.

وإثر احتلال أرمينيا منطقة كلبجار الأذربيجانية، أعلنت أنقرة عام 1993 قطع علاقاتها التجارية المباشرة مع يريفان، إضافة إلى إغلاق المعابر الحدودية وقطع خطوط النقل البرية، والحديدية والجوية.

أجواء إيجابية خيّمت عقب عام 2005

عقب وصول "حزب العدالة والتنمية" إلى الحكم في تركيا، أرسل رئيس الوزراء رجب طيب أردوغان عام 2005، رسالة إلى الرئيس الأرميني آنذاك روبرت كوتشاريان، مقترحاً عليه تشكيل لجنة من مؤرّخي البلدين للتحقيق في تفاصيل أحداث عام 1915 (مزاعم إبادة الأرمن)، وتقديم الحقائق التي تتوصل إليها للرأي العامّ.

وقابل كوتشاريان مقترح أردوغان بتطبيع العلاقات بين البلدين وإطلاق الحوار السياسي الرفيع، بدلاً من تأسيس اللجنة المذكورة.

وفي سبتمبر/أيلول 2008، زار عبد الله غل، يريفان، ليكون بذلك أول رئيس تركي يزور أرمينيا منذ استقلالها، كما زار سركسيان تركيا في العام التالي، استجابة لدعوة نظيره التركي عبد الله غل.

بروتوكول لتطبيع العلاقات

وفي إطار تحسين علاقاتهما، أبرمت تركيا وأرمينيا في أكتوبر/تشرين الأول 2009 "بروتوكول تأسيس العلاقات الدبلوماسية" بينهما، في مدينة زيورخ السويسرية.

البروتوكول الذي قوبل بانتقاد وتنديد من الكنيسة والجالية الأرمينية والأحزاب القومية في أرمينيا، كان ينصّ على تطوير علاقات البلدين وإعداد خارطة من أجل ذلك، إلى جانب احترام الجانبين لحدود وسيادة ووحدة أراضي الطرف الآخر.

وعلى الرغم من اتفاق البلدين أيضاً على افتتاح الممثليات الدبلوماسية بشكل متبادل، في إطار البروتوكول نفسه، فإنه لم يُطبَّق أيّ من بنوده، بسبب تعليق أرمينيا عملية التصديق عليه في أبريل/نيسان 2010.

انتصار أذربيجان

أكّدت تركيا على لسان رئيسها أردوغان وباقي مسؤوليها، منذ اليوم الأول لانطلاق معارك قره باغ، وقوفها إلى جانب أذربيجان في استرداد أراضيها المحتلة من أرمينيا.

وعقب انتهاء معارك "قره باغ" بانتصار أذربيجان على أرمينيا، شهدت العلاقات التركية الأرمينية اتجاهاً نحو التهدئة ومن ثم التقارب، تَجسَّد ذلك في تصريحات أردوغان الذي أشار إلى إمكانية فتح صفحة جديدة في العلاقات بين أنقرة ويريفان.

وفي خطاب ألقاه الرئيس التركي أمام أعضاء البرلمان الأذربيجاني بالعاصمة باكو في يونيو/حزيران 2021، أفاد بأن الاستقرار والسلام في القوقاز لن يعودا بالفائدة على أذربيجان فحسب، بل على أرمينيا ودول المنطقة والعالم بأسره.

وفي كلمة أخرى له يوم 25 أغسطس/آب 2021، قال أردوغان إن لتحقيق السلام الدائم في المنطقة فرصة جديدة، مبيناً أن تركيا ستتخذ الخطو ات اللازمة في حال اغتنمت أرمينيا هذه الفرصة.

بدوره رحّب رئيس الوزراء الأرميني نيكول باشينيان، في سبتمبر/أيلول 2021، بتصريحات أردوغان، مبيناً أن بلاده مستعدة للتشاور مع تركيا حول تطبيع العلاقات وإعادة فتح الطرق البرية والخطوط الحديدية بين البلدين.

تعيين ممثل خاصّ لتطبيع العلاقات

أعلن وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو في ديسمبر/كانون الأول 2021، تعيين بلاده ممثلاً خاصاً في أرمينيا، لافتاً إلى دخول علاقات البلدين في مرحلة جديدة.

في المقابل أعلنت أرمينيا خلال الشهر ذاته، نائب رئيس البرلمان ممثلاً خاصّاً لها لدى تركيا.

وأتبعت يريفان خطوتها هذه بإعلانها رفع تمديد الحظر المفروض على استيراد البضائع التركية، الذي فرضته في ديسمبر/كانون الأول 2020، بسبب دعم أنقرة لأذربيجان في معارك قره باغ.

وأخيراً أعلنت وزارة الخارجية التركية أن الاجتماع الأول بين الممثلين الخاصين التركي والأرميني سينعقد يوم 14 يناير/كانون الثاني الجاري، في العاصمة الروسية موسكو.

TRT عربي - وكالات
الأكثر تداولاً