أعلنت النرويج أنها ستعزز التدابير الأمنية حول منشآتها النفطية، بعد عمل "تخريبي" تعرّض له خط أنابيب الغاز نورد ستريم في بحر البلطيق.
وجاء في بيان لوزير الطاقة النرويجي تيري آسلاند أن "الحكومة قرّرت أن تتخذ تدابير لتعزيز أمن البنى التحتية والمحطات الأرضية ومنصات الجرف القاري النرويجي".
وجاء إعلان الحكومة بعد ثلاث حوادث تسرّب للغاز سبقتها انفجارات تعرّض لها خطَّا أنابيب نورد ستريم 1 و2، سبقها تحليق مسيّرات أفادت شركات نفطية برصده قرب منصّاتها في المياه النرويجية.
وهذا الأسبوع دعت الهيئة النرويجية للأمن النفطي "كل مشغّلي السفن ومالكيها على الجرف القاري إلى مزيد من اليقظة" بعد رصد المسيّرات التي يمكن أن تتسبب بحوادث أو أن تُستخدم في هجمات.
وازدادت المخاوف بعد تسّرب كميات كبيرة من الغاز في حوادث غامضة سبقتها انفجارات تحت الماء منذ الاثنين على خطي أنابيب نورد ستريم اللذيْن يربطان روسيا بألمانيا عبر بحر البلطيق.
واعتبر آسلاند أن "أموراً كثيرة يمكن أن تدل على أنه عمل تخريبي".
وأصبحت النرويج أكبر مورّد للغاز إلى أوروبا بدلاً من روسيا وذلك على خلفية الحرب في أوكرانيا. وتربط شبكة كبرى من أنابيب الغاز النرويج بالقارة الأوروبية، لكن خبراء يحذّرون من أن هذه الشبكة عرضة للتخريب.
سيقابَل برد قوي
وحذر الاتحاد الأوروبي الأربعاء من أي هجوم على منشآت الطاقة التابعة له في بيان صادر عن مسؤول السياسة الخارجية فيه جوزيف بوريل.
وأكد بوريل متحدثاً باسم الدول السبع والعشرين الأعضاء في الاتحاد "أي عبث متعمد بمنشآت الطاقة الأوروبية غير مقبول بتاتاً وسيُقابَل برد قوي وموحد".
وشدد على أن "كل المعلومات المتوافرة تشير إلى أن تسرّب الغاز ناجم عن عمل متعمد".
وكانت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين أشارت الثلاثاء مساءً إلى "عمل تخريبي"، بعد تحدثها مع رئيسة الوزراء الدنماركية ميتي فريدريكسن.
وأكد بوريل أن "هذه الحوادث ليست صدفة وتؤثر علينا جميعاً".
وقال: "سندعم أي تحقيق يهدف إلى إلقاء الضوء على ما حدث ولماذا، وسنتخذ خطوات إضافية لزيادة قدراتنا في مجال أمن الطاقة".
ومن جانبه، قال ينس ستولتنبرغ الأمين العام لحلف شمال الأطلسي، اليوم الأربعاء، إن تسريبات خطي أنابيب نورد ستريم عمل تخريبي، مضيفاً أنه ناقش حماية البنية التحتية الحيوية في بلدان الحلف مع وزير الدفاع الدنماركي.
وكتب على تويتر: "ناقشت تخريب خط أنابيب نورد ستريم مع وزير الدفاع مورتن بودسكوف".
وأضاف: "ناقشنا حماية البنية التحتية الحيوية في بلدان حلف شمال الأطلسي".
اتهام روسيا "من الغباء والسخف"
ومع تتالي الاتهامات، رد الكرملين الأربعاء قائلاً إنه من "الغباء والسخف" استنتاج أن روسيا كانت وراء تسرب الغاز من خطوط أنابيب نورد ستريم.
وبعد أن وصفت أوكرانيا حالات التسرب بأنها "هجوم إرهابي" دبرته موسكو، قال المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف للصحفيين: "إنه أمر متوقع تماماً وغبي كما هو متوقع أيضاً أن تصدر روايات على هذه الشاكلة، غبي وسخيف كما يمكن أن يُتوقع".
