بوتين يلتقي أمهات الجنود الروس القتلى في الحرب مع أوكرانيا (Others)
تابعنا

دعا الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الأوروبيين اليوم الجمعة للبقاء صفاً واحداً في مواجهة الحرب الروسية وخفض سعر النفط الروسي لأقصى حد.

وفي خطاب عبر دائرة الفيديو أبلغ زيلينسكي مؤتمراً في ليتوانيا بأنه "لا يوجد انقسام ولا يوجد انشقاق بين الأوروبيين وعلينا الحفاظ على هذا. هذه هي مهمتنا الأولى هذا العام".

وأضاف أن "أوروبا تساعد نفسها. إنها لا تساعد أوكرانيا في الوقوف ضد روسيا، فهذا يساعد أوروبا على الوقوف في وجه العدوان الروسي".

واستمرت حكومات الاتحاد الأوروبي في انقسامها أمس الخميس بشأن مستوى الحد الأقصى لأسعار النفط الروسي بهدف كبح قدرة موسكو على تمويل الحرب، ودعا زيلينسكي زعماء الاتحاد الأوروبي للاتفاق على أقل سعر وهو 30 دولاراً.

وقال زيلينسكي: "خفض الأسعار مهم جداً. نسمع عن (مقترحات لتحديد سقف لسعر البرميل عند) 60 أو 70 دولاراً. مثل هذه الكلمات تبدو أشبه بالخضوع (لروسيا)".

وأضاف: "لكنني ممتن للغاية لزملائنا في البلطيق والبولنديين على مقترحاتهم الوجيهة، لتحديد السعر عند 30 دولاراً للبرميل. إنها فكرة أفضل بكثير".

وفشلت دول الاتحاد الأوروبي في التوصل إلى اتفاق حول تحديد سقف لسعر النفط الروسي المنقول بحراً يوم الأربعاء إذ إن اقتراح مجموعة الدول السبع بشأن سقف يتراوح بين 65 و70 دولاراً للبرميل رآه البعض مرتفعاً للغاية فيما عده آخرون منخفضاً جداً.

وتريد بولندا تحديد السقف عند 30 دولاراً، بحجة أنه مع تكاليف الإنتاج الروسية التي يقدرها البعض بنحو 20 دولاراً للبرميل، فإن اقتراح مجموعة السبع سيتيح لموسكو ربحاً كبيراً. وتدعم ليتوانيا وإستونيا بولندا.

استهداف الطاقة

وظلت أجزاء كبيرة من أوكرانيا بدون تدفئة أو كهرباء بعد الضربات الجوية الروسية الأكثر تدميراً حتى الآن والتي استهدفت شبكة الطاقة، وجرى تحذير سكان كييف من مزيد من الهجمات ومناشدتهم تخزين المياه والطعام والملابس الثقيلة.

كما خلّف قصف روسي مساء الخميس على خيرسون 15 قتيلاً ونحو 50 جريحاً، حسب الرئاسة الأوكرانية.

وأعلن حاكم منطقة خيرسون في وقت سابق الجمعة إجلاء المرضى من مستشفيات المدينة.

وقال ياروسلاف يانوشيفيتش على مواقع التواصل الاجتماعي إنه "بسبب القصف الروسي المتواصل، نجلي المرضى من مستشفيات خيرسون".

وتعتبر الدول الغربية الحليفة لكييف أن استراتيجية موسكو في قصف منشآت الطاقة منذ أكتوبر/تشرين الأول على خلفية انتكاساتها العسكرية، ترقى إلى مستوى "جرائم حرب"، ووصفها الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بأنها "جريمة ضد الإنسانية".

وقال عبر فيسبوك الجمعة: "علينا أن نتحمل هذا الشتاء، شتاء سيتذكره الجميع".

وبعد الضربات المكثفة التي وقعت الأربعاء في أوكرانيا، يواصل المهندسون إصلاح الأضرار بينما انقطع التيار الكهربائي عن ملايين الأشخاص الخميس بخاصة في العاصمة.

وقال رئيس بلدية كييف فيتالي كليتشكو: "ثلث المساكن في كييف بات لديها تدفئة، يواصل الخبراء العمل على إعادة (التيار الكهربائي) إلى العاصمة".

وأضاف: "خلال النهار، تنوي شركات الطاقة توصيل الكهرباء إلى جميع المستهلكين بالتناوب". ولامست الجمعة درجات الحرارة الصفر مئوية، مع تساقط أمطار.

واعتبر رئيس مجلس إدارة شركة الكهرباء الوطنية "أوكرنرجو" فولوديمير كودريتسكي أن نظام الطاقة الأوكراني قد "تجاوز الآن المرحلة الأصعب" بعد الهجوم الذي استهدفه.

وقال عبر فيسبوك إن الكهرباء عادت جزئياً في المناطق و"شبكة الطاقة مرتبطة من جديد بنظام الطاقة في الاتحاد الأوروبي".

وفي مواجهة القصف الروسي المكثف تلقت أوكرانيا أنظمة دفاع مضادة للطائرات من الغرب، لكنها ستحتاج إلى المزيد لتحييد صواريخ موسكو وطائراتها المسيّرة.

وشوهدت الجمعة طوابير سيارات تنتظر للتزود بالوقود أمام عدة محطات في كييف، ولا تزال شبكات الهاتف المحمول معطلة في بعض أحياء العاصمة.

من جانبها تقول روسيا إنها تستهدف البنية التحتية العسكرية فقط وتلقي باللوم في انقطاع التيار الكهربائي على الدفاعات الجوية الأوكرانية. واعتبر الكرملين أن أوكرانيا يمكنها إنهاء معاناة شعبها بقبول المطالب الروسية.

مساعدات غربية جديدة

وفي برلين قالت رئيسة الحكومة الفرنسية إليزابيت بورن الجمعة إلى جانب المستشار الألماني أولاف شولتز إن الدولتين "ستدعمان أوكرانيا حتى نهاية هذا النزاع".

وقال شولتز إن "على روسيا إنهاء هذه الحرب وسحب قواتها فوراً"، مشيراً إلى أن ألمانيا وفرنسا تعملان لمساعدة أوكرانيا على "إعادة تشييد بنيتها التحتية للطاقة".

وعلى صعيد متصل رأى الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (ناتو) ينس ستولتنبرغ الجمعة أنه يعود لألمانيا أن تقرّر ما إذا كانت تريد تزويد أوكرانيا بنظام اعتراض الصواريخ "باتريوت" الذي كان مخصصاً لبولندا، بعد أن طلبت وارسو ذلك من برلين.

وكانت برلين عرضت نشر جزء من منظومات باتريوت التي تملكها في بولندا بعد أن شهدت قرية بولندية الأسبوع الماضي انفجاراً أسفر عن سقوط قتلى ويعتقد أنه لصاروخ دفاعي جوي أوكراني.

لكن السلطات البولندية اقترحت على برلين تسليم هذا النظام بدلاً من ذلك إلى أوكرانيا لمساعدة البلاد في الدفاع عن نفسها ضد القصف الروسي.

وقال ستولتنبرغ: "أرحب بالعرض الألماني لتعزيز الدفاعات الجوية لبولندا من خلال اقتراح نشر صواريخ باتريوت"، مشيراً إلى أن أي خطط لإرسال أسلحة محددة إلى أوكرانيا تعد "قرارات وطنية".

وأضاف: "أحياناً توجد اتفاقات للمستخدمين وأمور أخرى تجعلهم يحتاجون إلى التشاور مع الحلفاء الآخرين. لكن في نهاية المطاف القرار تتخذه الحكومات الوطنية".

وقالت وزيرة الدفاع الألمانية كريستين لامبرخت الخميس إن هذا الطلب يجب أن "يناقش مع الحلف الأطلسي".

وأكدت متحدثة باسم الحكومة الألمانية الجمعة أن برلين أخذت علماً باقتراح وارسو. وأضافت: "نناقش ذلك حالياً مع شركائنا" في الناتو.

وفي هذا السياق أكد ستولتنبرغ أنه سيحثّ وزراء خارجية دول الحلف الذين سيجتمعون في بوخارست الأسبوع المقبل، على تسريع وتيرة عمليات التسليم إلى أوكرانيا.

بوتين يلتقي أمهات الجنود

التقى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الجمعة مع 17 من أمهات الجنود الروس الذين يقاتلون في أوكرانيا، وقال لمن فقدن أبناءهن في الحرب إنه والقيادة الروسية بكاملها يشاركونهن آلامهن.

وأسفرت الحرب في أوكرانيا عن مقتل وإصابة عشرات آلاف الجنود من الجانبين، وفقاً لتقديرات الولايات المتحدة.

ودفعت روسيا بمئات الآلاف من الجنود للقتال في أوكرانيا، بما في ذلك بعض من بين أكثر من 300 ألف من جنود الاحتياط الذين جرى استدعاؤهم في إطار التعبئة التي أعلنها بوتين في سبتمبر/أيلول.

والتقى بوتين الأمهات في مقر إقامته بضيعة نوفو أوجاريوفو خارج موسكو بمناسبة عيد الأم الروسي الذي يوافق يوم الأحد.

وقال بوتين إنه يتفهم قلق وخوف أمهات الجنود وآلام من فقدن أبناءهن في أوكرانيا. ومضى يقول: "أود أن تعرفن أنني شخصياً وباقي قيادة البلاد نشعر بآلامكن".

وقال بوتين: "ندرك أنه لا شيء يمكن أن يعوض عن فقد ابن، بخاصة للأم... نشارككن الشعور بهذا الألم".

وقال بوتين إنه لا يشعر بأي ندم على شن ما يسميه "العملية العسكرية الخاصة" لروسيا في أوكرانيا، ووصف الحرب بأنها لحظة فاصلة وقفت فيها روسيا أخيراً في وجه هيمنة غربية متعجرفة بعد عقود من الامتهان في السنوات التي تلت سقوط الاتحاد السوفيتي عام 1991.

TRT عربي - وكالات
الأكثر تداولاً