يستمر نتنياهو في استخدام قتل الفلسطينيين كورقة رابحة في لعبته السياسية (Reuters)
تابعنا

على الرغم من أن الحرب على غزة ستكلف إسرائيل ثمناً باهظاً على حد تعبير رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، فإنه لا يزال يطارد قادة حركة الجهاد الإسلامي داخل فلسطين وخارجها، حين حاول اغتيال أحد زعماء الحركة، لكنه نجا من سلسلة غارات ضد أهداف تابعة للحركة في سوريا وقطاع غزة، قتلت اثنين وأصابت 4 آخرين.

وأعلن الجيش الإسرائيلي أنه شن سلسلة غارات استهدفت مواقع لحركة الجهاد في قطاع غزة، ما أسفر عن إصابة 4 فلسطينيين، حسب وزارة الصحة والناطق باسمها في غزة أشرف القدرة.

نتنياهو الذي ادّعى خلال حديث مع "إذاعة القدس" الإسرائيلية، أنه لا يريد أن يعرّض أمن إسرائيل لاعتبارات سياسية، استدرك قائلًا: "إن الحرب هي الخيار الأخير بالنسبة إلى إسرائيل، في حال لم يكن مفر من ذلك"، وتوعّد حماس والجهاد بمفاجآت صعبة وأبدى استعداد جيشه لعملية عسكرية كبيرة.

إذا دخلت إسرائيل في عملية عسكرية واسعة النطاق ضد غزة فستكون أكبر من الحروب السابقة الثلاث.

بنيامين نتنياهو - رئيس الحكومة الإسرائيلية

احتمالات الحرب

ومن خلال تصريحاته، يعتقد نتنياهو أن تكرار الضربات على فصائل المقاومة الفلسطينية تجنّب إسرائيل الهجمات، فقد رصد جيش الاحتلال الإسرائيلي إطلاق 21 قذيفة صاروخية من قطاع غزة باتجاه إسرائيل، اعترض 13 منها، وهو أمر لم تعد تحتمله إسرائيل التي أعلنت على لسان وزير أمنها الداخلي جلعاد أردان قائلة: "أعتقد أننا اقتربنا أكثر من أي وقت مضى من اتخاذ قرار لشن عملية عسكرية واسعة في غزة لأن الأوضاع في الجنوب لا تُطاق".

وتدفع طريقة إسرائيل الإجرامية في التعامل مع الفلسطينيين إلى الرد وتصعيد الجبهة الجنوبية في غزة، فقد أطلقت فصائل المقاومة دفعة جديدة من الصواريخ على المستوطنات الإسرائيلية المحيطة بقطاع غزة، كرد على اغتيال أعضاء من حركة الجهاد الإسلامي في دمشق.

وقال أبو حمزة الناطق باسم سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، إن العدوان الإسرائيلي على دمشق لن يمر مرور الكرام.

ودفعت جولة التصعيد التي قادتها إسرائيل إلى غلق العديد من المناطق والطرق القريبة من السياج الأمني المحيط بقطاع غزة ومنطقة سديروت، فيما أصدرت قيادة الجبهة الداخلية في الجيش الإسرائيلي تعليمات تمنع بموجبها الدوام الدراسي في البلدات والمدن الجنوبية، كما وقفت حركة القطارات بين عسقلان وسديروت، حسب صحيفةيديعوت أحرونوتالإسرائيلية.

65 ألف طالب وطالبة يسكنون في المناطق القريبة من غزة، بقوا في منازلهم جرّاء قرار الجيش الإسرائيلي تعطيل الدراسة بسبب التوتر.

الإذاعة الإسرائيلية

التصعيد.. أهداف سياسية

وفي ظل هذا التصعيد، تحاول مصر والأمم المتحدة التدخل بين فصائل المقاومة الفلسطينية وإسرائيل لوقف إطلاق النار لإنهاء التوهج المفاجئ الناجم عن قتل الاحتلال الإسرائيلي فلسطينياً عند السياج الحدودي في غزة، والتنكيل بجثته وسحلها بالجرافة، حسب صحيفة يديعوت أحرونوتالإسرائيلية، وهو ما أثار حفيظة الفلسطينيين الذين اتهموا إسرائيل بالإساءة إلى جثة الشاب.

واعتبر الصحفي الإسرائيلي المختص في الشؤون العسكرية عاموس هاريل في مقال له بصحيفة هآرتسالإسرائيلية، أن رد فعل حركة الجهاد الإسلامي ضرب نتنياهو قبل الانتخابات بأسبوع، فبرأي الكاتب: "آخر ما يحتاجه رئيس الوزراء المحاصَر هو صراع عنيف في غزة".

وقال هاريل إن ما يجري في إسرائيل هو حركة سياسية سيبقى الجدل فيها مستمراً حتى يوم الانتخابات، مشيراً إلى أن نتنياهو دخل في المرحلة الحاسمة من المعركة من أجل حياته السياسية، وآخر ما يحتاج إليه هو اندلاع حرب في غزة.

ويستمر نتنياهو في استخدام قتل الفلسطينيين كورقة رابحة في لعبته السياسية، وهو ما حصل من خلال تصريحه بأن هدف الغارات الأخيرة على دمشق كان من أجل اغتيال زعيم كبير في الجهاد الإسلامي، وهو أيضاً ما تشير إليه جميع الاستطلاعات الداخلية التي أجراها حزب الليكود، التي رجحت عدم منح الناخبين الحكومة درجات عالية بسبب تعاملها مع حماس، ويمكن أن تؤدي الزيادة المفاجئة في التصعيد بهذا الوقت إلى الإضرار بفرص نتنياهو أكثر مما قد تساعده.

ورأى الصحفي أنه في الوقت نفسه، لا يمكن لنتنياهو أن يجلس بقوة بينما يجري إطلاق العشرات من الصواريخ على المستوطنات الحدودية في غزة، لذلك تحاول الحكومة إبلاغ الجمهور الإسرائيلي بأنها ليست غير مبالية بمعاناة الناس في جنوب إسرائيل.

مع اقتراب الحملة الانتخابية الثالثة من نهايتها، تلقي غزة مرة أخرى بظلالها الطويلة على الساحة السياسية الإسرائيلية.

عاموس هاريل - صحفي إسرائيلي مختص في الشؤون العسكرية

ويجيب الكاتب عن استفسار لماذا يتركز القصف الإسرائيلي على حركة الجهاد الإسلامي في سوريا، قائلاً: "ربما أصبحت سوريا الآن جبهة أقل حساسية من غزة. طالما استهدفت الهجمات منشأة تديرها منظمة فلسطينية وليس الوجود العسكري الإيراني في سوريا، فيمكن للمضيفين السوريين الصبر".

ويختم الصحفي مقاله قائلاً: "غزة ليست في مركز الانتخابات ولكن الأحداث هناك قد تؤثر على النتائج إذا استمر التصعيد".

TRT عربي - وكالات
الأكثر تداولاً