رئيس الموساد الإسرائيلي السابق يوسي كوهين (وسائل إعلام إسرائيلية)
تابعنا

كشفت القناة الإسرائيلية الأولى أن السلطات في الكونغو بادرت إلى طرد رئيس الموساد الإسرائيلي السابق يوسي كوهين خلال زيارته الثالثة وفقاً لطلب رئيس هذه الدولة الإفريقية فيليكس تشيسكيدي الذي شك في نوايا كوهين لأنه التقى خصمه السياسي، منوهة إلى أن الكشف عن غاية زيارات كوهين من شأنه المس بشكل قاس بصورة إسرائيل في العالم.

وقالت القناة إن كوهين زار الكونغو خلال 2019 ثلاث مرات دون تنسيق مسبق مع المؤسسة الحاكمة هناك من أجل غاية ترفض الرقابة العسكرية الإسرائيلية الكشف عنها.

واكتفت صحيفة "ذي ماركر" الاقتصادية العبرية بالقول نقلاً عن مصادر أمنية إن هدف الزيارة خلافي وينطوي على إشكالية بل يقول البعض "مشبوهة".

كما تقول "ذي ماركر" إن تفاصيل هذه الزيارة تعزز علامات سؤال حول سلوكيات رئيس الموساد السابق والتي أدت بالتالي إلى الكشف عملياً عن نشاطه وتحركاته.

من جهتها توضح القناة الأولى الإسرائيلية الرسمية أن زيارة رئيس الموساد وغيره من المسؤولين الإسرائيليين للكونغو جاءت في إطار محاولات مساعدة رجل أعمال يهودي من أتباع اليهود المتزمتين (الحريديم) يدعى دان غرتلر، يتاجر بالمجوهرات وفرضت عليه عقوبات في الولايات المتحدة.

وحسب تقرير ذي ماركر فقد زار كوهين برفقة الثري الإسرائيلي، دان غرتلر، المشتبه لدى السلطات البريطانية والأمريكية والسويسرية بدفع رشوة، بمبلغ 360 مليون دولار، مقابل الحصول على حقوق لاستخراج الفحم في الكونغو منوهة إلى أن كوهين تحرك وقتها من أجل رفع العقوبات الأمريكية على غرتلر.

زيارات مفاجئة

واستذكرت ما قاله مسؤولون أمنيون إسرائيليون إن زيارات كوهين المفاجئة إلى الكونغو "مصلحة أمن قومي"، إلا أن الصحيفة توضح أن غايتها لم تكن كذلك "وبالإمكان القول إنها بعيدة عن كونها مصلحة أمن قومي".

وكشفت أنه خلال لقاء كوهين الأول مع الرئيس تشيسكيدي، طلب التشاور مع الرئيس السابق، جوزيف كابيلا، حول مصلحة معينة لإسرائيل ووافق الرئيس على ذلك، إذ كان تشيسكيدي قد علم في هذه المرحلة أن كوهين قد التقى كابيلا، المقرب من غرتلر.

وطبقاً للتقرير الصحفي الإسرائيلي فقد بدأ محيطون بالرئيس تشيسكيدي بعد اللقاء الثاني يشككون في دوافع كوهين وحتى أن قسماً من مستشاري الرئيس عبروا عن تخوفهم من أن كوهين يساعد كابيلا على التسلح من أجل تنفيذ انقلاب على الحكم.

وخلال الزيارة الثالثة، حضر كوهين على رأس وفد أكبر، والتقى مع تشيسكيدي في مكتب الرئيس، رغم عدم تبلغ الأخير بالزيارة مسبقاً. وتشير "ذي ماركر" نقلا عن مصادر مطلعة إلى أن كوهين تحدث مرة أخرى بشعارات عامة حول تعاون بين الدولتين، لكن صبر تشيسكيدي كان قد نفذ.

وطلب الرئيس من جميع من في الغرفة مغادرتها، باستثناء كوهين، الذي طلب منه الرئيس التوجه مباشرة إلى المطار بمرافقة قوات أمن محلية ومغادرة الكونغو وعدم العودة إليها.

يشار إلى أن عدة تقارير صحفية إسرائيلية قد أوضحت في السنوات الأخيرة أن كوهين والسفير الإسرائيلي في واشنطن في حينه، رون ديرمر مارسا ضغوطاً على وزير الخزانة الأمريكية وقتها، ستيفن مينوتشين، بغية تجميد العقوبات المفروضة على غرتلر وأعماله التجارية.

شروط العبودية

من جهتها تقول القناة الإسرائيلية الأولى التي ستبث غداً تحقيقاً عن زيارة كوهين واثنين من الموساد للكونغو قبل ثلاث سنوات من أجل مساعدة رجل أعمال إسرائيلي (دان غرتتلر) وإخراجه من القائمة السوداء التابعة لوزارة التجارة الأمريكية إن "غرتلر حقق أرباحاً هائلة من خلال امتيازات البحث عن المجوهرات في الكونغو لكنه تورط في مخالفات خطيرة دفعت واشنطن إلى إدخاله القائمة السوداء وفرض عقوبات قاسية عليه".

TRT عربي - وكالات
الأكثر تداولاً