قررت المحكمة المركزية الإسرائيلية في مدينة بئر السبع، الأربعاء، الاستجابة لطلب النيابة العامة الإسرائيلية وسلطة السجون وتمديد العزل الانفرادي لرئيس الحركة الإسلامية في أراضي الـ48 الشيخ رائد صلاح حتى نهاية محكوميته البالغة عاماً ونصف العام تقريباً.
ونظرت المحكمة في جلسة استمرت نحو 3 ساعات في تمديد العزل الانفرادي، حضرها الشيخ رائد من سجنه في معتقل "رامون" عبر الفيديو.
في أعقاب قرار المحكمة بتمديد عزله الانفرادي، عقّب الشيخ رائد صلاح بكلمات مقتضبة، قائلاً: “الله على كل ظالم”، في حين حياه الحضور في قاعة المحكمة وثمنوا صموده وثباته راجين إطلاق سراحه قريباً.
وقال محامي الدفاع خالد زبارقة إن"طاقم الدفاع اعترض على طلب النيابة العامة وسلطة السجون بتمديد العزل الانفرادي على الشيخ رائد، ودحض الدفاع مزاعم سلطة السجون حول الخطورة التي يشكلها الشيخ رائد صلاح على غيره من السجناء".
وأوضح أن مبدأ العزل الانفرادي يتناقض بشكل صارخ مع القوانين الدولية وحتى القوانين الإسرائيلية.
وأضاف: “طرحنا كل النقاط القانونية التي يمكن أن تطرح حول الموضوع، ونحن هنا نتحدث عن نقاط إجرائية تتعلق بالإجراء القانوني المناسب لمثل هذه الملفات، حيث طلبنا سماع المسؤولين في سلطة السجون الذين أوصوا بتمديد العزل الانفرادي على الشيخ رائد صلاح، كذلك النقطة الجوهرية والتي تتعلق بالمسوغات القانونية التي يستند عليها طلب النيابة".
وقال: “قمنا بتفنيد ادعاءات النيابة جملة وتفصيلاً ومزاعمهم لتبرير تمديد العزل، وأكدنا أمام المحكمة أن العزل الانفرادي يعتبر أحد ألوان التعذيب المحرم قانونياً على المستوى الدولي وحتى المحلي، وقلنا إن هذا يعتبر مخالفة قانونية صريحة للقانون الدولي بل هو جريمة مكتملة الأركان حسب القانون الجنائي الدولي، ومن يتحمل مسؤولية هذه الجريمة ليس فقط الدولة ومؤسساتها الرسمية بل أيضاً الأفراد الذين كان لهم دور في ممارسة العزل الانفرادي".
وأشار زبارقة إلى أن “المحكمة رفضت طلبنا باستدعاء ممثلي سلطة السجون، كما رفضت مقترحاتنا كبدائل للعزل الانفرادي مثل تحويل الشيخ إلى القسم العام أو تحوله لقسم خاص يخضع للحراسة أو حتى سجنه مع أسير فلسطيني أو سجين جنائي".
من جانبها، اعتبرت حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، تمديد العزل الانفرادي في السجن للشيخ رائد صلاح، "قراراً سياسياً".
جاء ذلك في سلسلة تغريدات لحسام بدران، عضو المكتب السياسي للحركة، عبر "تويتر".
وقال بدران: "تمديد عزل الشيخ رائد صلاح في سجنه قرار سياسي مصدره أعلى السلطات السياسية والأمنية في دولة الاحتلال، بهدف زيادة الضغط على الشيخ بسبب مواقفه الثابتة والراسخة في الدفاع عن شعبنا داخل الأرض المحتلة عام 1948".
