أعلنت السلطات المغربية السبت تعزيز قواتها لمكافحة حرائق تجتاح شمال البلاد منذ أربعة أيام، وفق وكالة الصحافة الفرنسية فيما تشتعل الحرائق بجنوب أوروبا من البرتغال إلى اليونان مروراً بإسبانيا وفرنسا.
وجرى إجلاء نحو 1325 أسرة موزعة على 19 قرية حتى الآن وفق مصادر محلية، فيما رصِدت بؤرة حريق كبيرة وسُجلت وفاة شخص في إقليم العرائش، وتضرر نحو 4660 هكتاراً طالت ألسنة النيران نصفها تقريباً.
وانتشرت تعزيزات إضافية من الجيش ورجال الإطفاء منذ الجمعة، ولا سيما في القصر الكبير، وهي إحدى أكثر المناطق عرضة للخطر ويصعب الوصول إليها.
ودُمرت مئات الهكتارات من أراضي الغابات في أقاليم وزان وتطوان وتازة المجاورة.
وتأججت النيران بسبب درجات حرارة مرتفعة جداً تقترب من 40 درجة مصحوبة برياح عنيفة، فيما لا تزال أسباب هذه الحرائق مجهولة لكن العامل البشري غير مستبعد، وفق السلطات.
وفي محاولة لوقف اتساع رقعة الحرائق تنفّذ أربع طائرات من نوع "كانادير" تابعة للقوات الجوية وأربع طائرات أخرى من نوع "توربو ثراش" طلعات جوية، تزامناً مع انتشار مئات من عناصر المياه والغابات والوقاية المدنية والقوات المساعدة والقوات المسلحة الملكية وأعوان الإنعاش الوطني والمتطوعين.
ويتعرّض المغرب منذ أيام عدة لموجة حارة، إذ اقتربت الحرارة من 45 درجة مئوية في وقت تعاني فيه البلاد جفافاً استثنائياً وإجهاداً مائياً.
على الجهة الأخرى من مضيق جبل طارق تشتعل الحرائق في جنوب أوروبا من البرتغال إلى اليونان مروراً بإسبانيا وفرنسا، وقد تسببت في خسائر فادحة وأودت بحياة المئات.
ففي جنوب إسبانيا هرب نحو 2300 شخص من الحرائق التي تلتهم تلال ميخاس.
وفي فرنسا انتشرت النيران جنوب منطقة بوردو لمسافة نحو 10 آلاف هكتار، ويحاول ما يقرب من ثلاثة آلاف رجل إطفاء هذه الحرائق.
وقد وصفتها مواطنة كانت تقطن بالقرب من شاطئ فرنسا الجنوبي بأنها: "تشبه ما بعد نهاية العالم".
وتشهد فرنسا ارتفاعاً شديداً في درجة الحرارة بلغت نحو 40 درجة مئوية ويُتوقع أن ترتفع أكثر الأسبوع المقبل، وقد وضعت 16 منطقة في حالة تأهب من الدرجة البرتقالية تحسباً لتداعيات ذلك.
ومنذ الثلاثاء ارتفعت درجات الحرارة إلى 47 درجة مئوية في البرتغال وتخطت 40 درجة في إسبانيا ما جعل الريف جافاً وساعد في تأجيج الحرائق، وتُوفي أكثر من 300 شخص بسبب الحرارة في الدولتين، حسب ما أوردت وكالة الأنباء الإسبانية.
وقد دمرت الحرائق 30 ألف هكتار من الأراضي هذا العام، وهي المساحة الأكبر منذ عام 2017، عندما عانت البرتغال من حرائق مدمرة تسببت في وفاة نحو 100 شخص.
وفي اليونان يتعامل رجال الإطفاء مع الحرائق في منطقة فيريزا على بعد نحو 50 كيلومتراً جنوب شرق العاصمة أثينا، وأيضاً بالقرب من ريثيمنو على الساحل الشمالي لجزيرة كريت، وقد أُخليت سبع قرى بالقرب من تلك المنطقة.
