حفتر أعلن إطلاق عملية عسكرية لإسقاط الحكومة المعترف بها دولياً في طرابلس (AFP)
تابعنا

قالت صحفة التايمز البريطانية إن مرتزقة روساً يقاتلون إلى جانب خليفة حفتر في ليبيا، بعدد يصل إلى أكثر من 200 من المرتزقة، فضلاً عن طائرات دون طيار وأخرى مقاتلة ومدفعية دقيقة التوجيه.

ومنذ أبريل/نيسان الماضي، أعلن حفتر إطلاق حملة عسكرية واسعة للسيطرة على طرابلس ضدّ الحكومة الليبية المعترف بها دولياً، وذلك استكمالاً لسيطرته العسكرية على مناطق شرق البلاد، فيما تعمل حكومة فائز السراج على صد الهجوم عسكريّاً ودعوة الأمم المتحدة للتدخل لوقف هجمات حفتر.

ونقلت الصحيفة عن خبراء ومحللين عسكريين قولهم إن الهدف من دعم موسكو قوات حفتر الذي يقاتل الحكومة المعترف بها دولياً هو توسيع نفوذ روسيا في شمال إفريقيا والشرق الأوسط.

ويُعتقد أن هؤلاء المرتزقة قد جاؤوا من سوريا وإفريقيا الوسطى وموزمبيق، يعملون بالنيابة عن روسيا لصالح الجنرال المتقاعد الذي كان طرفاً رئيسياً في الصراع في ليبيا طوال خمس سنوات.

ونقلاً عن محللي الدفاع تقول الصحيفة: "إن انتشار المرتزقة الروس في الفترة الأخيرة في ليبيا هو جزء من خطة توسيعية لموسكو في ظل غياب أي موقف غربي معارض".

وتشير الصحيفة إلى الدعم الذي تقدّمه روسيا لرئيس النظام السوري بشار الأسد، فيما تطمح اليوم إلى تكوين علاقات في الخليج وتعزيز دورها في المنطقة عموماً، من خلال تعزيز وجودها وتأثيرها في ليبيا.

في السياق ذاته يقول محلّل الدفاع البريطاني بول بيفر، إن التدخل الروسي في ليبيا جاء بهدف النفط والمال والنفوذ فقط، ويبدو أن موسكو استطاعت تنفيذ ذلك، في ظل عدم اتخاذ الغرب أي خطوة في المقابل.

من جهة أخرى قال الخبير في السياسية الخارجية في موسكو فلاديمير فرولوف للصحيفة البريطانية، إن "روسيا تفضل التفاوض والحديث مع الجميع، وتتجنب الرهانات المصيرية، على الرغم من بعض الوجود العسكري المحدود لها على البحر الأبيض المتوسط، وبعض الصفقات التجارية التي تجريها لإعادة إعمار البلاد، لكن الرهان في ليبيا معاكس ومختلف عن الوضع في سوريا".

ويرى أن الأحزاب الليبية ودعمها للفصائل المختلفة "أمر لا يراهن عليه، وأن روسيا تفهم هذا الأمر جيداً"، لذلك فإن تدخلها العسكري والسياسي مقصور على شكل دعم خارجي، وفي الباطن تهدف من ورائه إلى تمكين نفوذها في المنطقة.

وهو الأمر الذي يؤكده المسؤول السابق في البنتاغون أندرو كريبينيفيتش، بقوله إن الهدف من الوجود الروسي في ليبيا هو إعادة تأسيس الوجود العالمي لموسكو وتصويرها كقوة عظمى.

ويضيف: "بوتين لعب دوراً أقل تكلفة من الولايات المتحدة وأقل خسارة من تلك التي تَكبَّدَتها واشنطن"، مشيراً إلى أن بوتين يلعب بشكل جيد وبإمكانيات محدودة بهدف إدخال بلاده كلاعب في الشرق الأوسط". وأنها تُعتبر فرصة أمام بوتين في ممارسة النفوذ بين المنافسين الضعفاء على حد تعبيره.

يشار إلى أن خليفة حفتر يستعين بعدد من القوى الإقليمية لدعم تحركاته العسكرية، أهمّها الدعم المصري والإماراتي السياسي والعسكري، إذ تتهم الأمم المتحدة الإمارات ومصر بتنفيذ هجمات جوية على أهداف مدنية في طرابلس كان آخرها ما ورد في تقرير أممي عن استهداف طائرات يُعتقد أنها إماراتية لمركز إيواء اللاجئين في تاجوراء قبل نحو أربعة أشهر، مما أسفر عن مقتل أكثر من 50 مدنيّاً.

TRT عربي - وكالات
الأكثر تداولاً