قُتل 25 من مقاتلي كتائب حزب الله العراقي وأصيب 51 آخرين جراء قصف أمريكي (AFP)
تابعنا

زاد القصف الأمريكي على مقاتلي كتائب حزب الله العراقي، إحدى فصائل الحشد التابع للحكومة، المشهد في العراق توتُّراً، وحوّل البلاد إلى ساحة صراع بين أحزاب عراقية وقوى خارجية بعدما كانت مقتصرة على ثورة بين حكومة وشعب يطالب بإسقاط النظام.

وعلى حين غرة قُتل 25 من مقاتلي الكتائب وأصيب 51 آخرين وسط تنبؤات باحتمال ارتفاع عدد القتلى والجرحى نتيجة وجود إصابات بليغة، حسب مدير مديرية الحركات في هيئة الحشد الشعبي جواد كاظم الربيعاوي.

جاءت هذه الضربات الجوية لمواقع الكتائب ردّاً على هجمات صاروخية شنّتها الكتائب على قواعد عسكرية عراقية تستضيف جنوداً ودبلوماسيين أمريكيين، وَفْقاً لوزارة الدفاع الأمريكية، وأحدثها هجوم استهدف قبل يومين قاعدة K1 في كركوك، أدَّى إلى مقتل متعاقد مدني أمريكي وإصابة أربعة من أفراد الخدمة الأمريكية واثنين من قوات الأمن العراقية.

من جانبه قال وزير الدفاع الأمريكي مارك إسبر إن طائرات من طرازF-15 قصفت خمسة أهداف، ثلاثة في غرب العراق، واثنان في شرق سوريا، مشيراً إلى أنها كانت منشآت قيادة أو سيطرة، أو مخازن أسلحة.

هجماتنا الجوية في العراق وسوريا كانت ناجحة، ونوقشت خيارات أخرى مع الرئيس الأمريكي دونالد ترمب

وزير الدفاع الأميركي - مارك إسبر

لكن تصريحات وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو تشير إلى نية واشنطن استغلال استهداف بعض الفصائل العراقية لضرب إيران، إذ قال في تصريح: "ما فعلناه كان ردّاً حاسماً يجعل ما قاله الرئيس ترمب منذ شهور كثيرة واضحاً، وهو أننا لن نقف مكتوفي الأيدي أمام ما تتخذه إيران من إجراءات تعرِّض الرجال والنساء الأمريكيين للخطر".

من جانبها أدانت الخارجية الإيرانية الهجوم الأمريكي على الحشد الشعبي في العراق وسوريا ووصفته بالإرهابي، حسب وكالة رويترز.

وعلى الرغم من أن الولايات المتحدة تمتلك نحو خمسة آلاف جندي أمريكي في قواعد عسكرية بأرجاء العراق، ضمن التحالف الدولي لمحاربة تنظيم داعش الإرهابي، فإن ردودالفعل السياسية والرسمية توالت بعد القصف مندّدة بالهجوم.

وأدان العراق القصف الأمريكي، إذ اعتبر الرئيس العراقي برهم صالح الهجوم انتهاكاً لسيادة العراق، فيما قالت حكومة تصريف الأعمال العراقية إن القصف الجوي الأمريكي يُعَدّ تصعيداً خطيراً، فيما لوّحت فصائل الحشد الشعبي بحقّها في الردّ.

وأشار مراسل TRT في بغداد إلى أن جميع العراقيين يرفضون القصف ويعتبرنه تجاوزاً كبيراً على سيادة العراق، منوهاً بأن هذه الضربات ستضرّ العلاقات العراقية-الأمريكية.

سيناريو ما بعد القصف

ويشير رئيس مجموعة المورد للدراسات والإعلام نجم القصاب في حديثه لـTRT عربي، إلى أن إعلان البنتاغون الهجوم بصورة صريحة ومختلفة عن سابقتها، يأتي بعد مقتل المتعاقد المدني الأمريكي بعد الهجوم على قاعدة K1 في كركوك، وهذا دليل واضح على أن واشنطن ما زالت تخترق السيادة العراقية وتستخدم هذه الضربات لاستفزاز مقاتلي الحشد الشعبي.

وعن موقف الحكومة العراقية بعد الضربات يقول القصاب إنه "ينبغي للحكومة الاتحادية اتخاذ قرارات حاسمة، بخاصة مع وجود القوات الأمريكية في عدة قواعد بالعراق، وعلى الرغم من وجود اتفاقية استراتيجية أُبرِمَت مع الحكومات السابقة، لكن القوات العراقية الآن أكثر خبرة ودراية بعد القضاء على تنظيم داعش الإرهابي، الذي كان بعض القيادات العسكرية والسياسية يعتقد أنها عاجزة عن القضاء عليه دون مساعدة، لذلك تجب حماية الفصائل العراقية من ضربات أمريكية أخرى".

ويستبعد القصاب حدوث ردّ فعل إيراني، لأن طهران لا ترغب في التصعيد حاليّاً، بخاصة بعد العقوبات الأمريكية عليها التي أثّرَت على اقتصادها وعملتها وجعلتها معزولة عن العالَم.

ويضيف: "الحشد الشعبي سيشنّ ضربات صاروخية على قواعد أمريكية وربما السفارة الأمريكية في بغداد"، مشيراً إلى أن تلك الفصائل لن تسكت عن استهدافها، لذلك سيحدث تصعيد على المستويين العسكري والأمني".

كتائب حزب الله العراقي

تأسست كتائب حزب الله العراقي، إحدى أبرز فصائل الحشد الشعبي، عام 2007 بدعم وتدريب من الحرس الثوري الإيراني، وتعتبر واشنطن أن هذه الكتائب جاءت لدعم نفوذ إيران في العراق، ففرضت عليها عقوبات، وأدرجتها على القائمة السوداء في الولايات المتحدة، بخاصة بعد تنفيذها هجمات بالقنابل والصواريخ على القوات الأمريكية بين مارس 2007 ويونيو 2008.

وأسس هذه الكتائب أبو مهدي المهندس، مستشار قاسم سليماني قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني، بعدما فكّ ارتباطه بمنظمة بدر، الذي فرضت عليه واشنطن عقوبات عام 2009.

وتعتبر كتائب حزب الله نفسها أنها "تشكيل جهادي إسلامي مقاوم يؤمن بمبادئ الإسلام ويرفض الظلم والتكفير والإقصاء والتمييز على أساس الدين أو الطائفة أو القومية وينصر المظلومين والمستضعفين، حسب موقع كتائب حزب الله.

ويرى حزب الله العراقي أن "تأسيس الجمهورية الإسلامية في إيران مرحلة أساسية في التمهيد لدولة العدل الإلهي وصورة من صور حاكمية الإسلام وولاية الفقيه"، وله خطة عمل وأهداف، أهمها هو "إبراز دور المقاومة وتأصيل ثقافتها في مستقبل العراق"، وكشف ومواجهة مشروعات ما تسمِّيه دول "الاستكبار"، والحفاظ على وحدة العراق، والسعي لتحقيق الأغلبية السياسية القادرة على إحداث تغييرات جذرية في الدستور والعملية السياسية عبر الآليات الديمقراطية.

وتتلقى عناصر كتائب حزب الله في العراق تدريبات متقدمة، إذ زُوّدَت بمعدات متطورة، وكانت أولى المليشيات المدعومة من إيران التي انضمّت إلى القتال في سوريا منذ 2013.

ورغم تشابه الأسماء، فإن كتائب حزب الله في العراق لا ترتبط بحزب الله اللبناني مباشرةً، ولكنها تتمتع بعلاقات وثيقة مع "الوحدة 3800" التابعة لحزب الله اللبناني، كما كان المهندس يوظف خبراء لبنانيين لتدريب عناصره على حرب العصابات واستخدام المتفجرات.

TRT عربي
الأكثر تداولاً