شهدت عدن توتراً بين الحكومة المعترف بها دوليا والمجلس الانتقالي الجنوبي الانفصالي (مواقع التواصل الاجتماعي)
تابعنا

قال مصدران أمنيّان إن اشتباكات اندلعت في مدينة عدن اليمنية، السبت، بين أعضاء في المجلس الانتقالي الجنوبي مما أسفر عن قتل أربعة من المسلحين على الأقل.

وذكر سكان أنهم سمعوا دوي إطلاق نار مكثف في حي كريتر الذي يقع وسط المدينة ويضم مقار الحكومة والبنك المركزي.

وشهدت المدينة توتراً بين الحكومة المعترف بها دوليا والمجلس الانتقالي الجنوبي الانفصالي (مدعوم من الإمارات) حول السيطرة على جنوب البلاد.

وعاد معين عبد الملك رئيس الحكومة المدعومة من السعودية إلى اليمن الأسبوع الماضي قادما من المملكة، ويقيم في القصر الرئاسي في كريتر مع بقية وزراء الحكومة، بينما يقيم الرئيس اليمني في الرياض.

في غضون ذلك، أعلن مكوّنان يمنيّان تأييدهما للاحتجاجات الشعبية في محافظتي عدن وحضرموت (جنوب)، المنددة بتدهور الأوضاع المعيشية وانهيار العملة المحلية، فيما أعرب سفراء بريطانيا وأمريكا والسعودية والإمارات لدى اليمن عن قلقهم من انهيار الوضع الاقتصادي والإنساني.

ومنذ أيام تشهد محافظتا عدن وحضرموت احتجاجات غاضبة تنديداً بتردّي الخدمات والارتفاع الكبير في أسعار المواد الغذائية جراء التدهور غير المسبوق في تاريخ الريال، حيث تجاوز سعر الدولار الأمريكي الواحد ألفاً من العملة المحلية.

ومع هبوط الريال تفاقمت معاناة السكان، ووصلت قيمة مرتبات كثير من الفئات إلى ما يقل عن 100 دولار.

وعبّر الائتلاف الوطني الجنوبي، في بيان، عن تضامنه الكامل ووقوفه المطلق مع المتظاهرين السلميين بمحافظتي عدن وحضرموت في مطالبهم المشروعة.

واعتبر ما وصلت إليه الأوضاع في عدن ومدن أخرى، من انفلات أمني وانهيار العملة وغلاء المعيشة وتردي الخدمات الأساسية، نتيجة حتمية لعدم تطبيق الشق العسكري والأمني من اتفاق الرياض.

وحمّل البيان الطرفَ المعرقل، لتنفيذ الشقّ العسكري والأمني (يقصد المجلس الانتقالي) من اتفاق الرياض، المسؤولية عن السوء الذي آلت إليه الأوضاع، داعياً إلى تمكين الحكومة ومؤسسات الدولة من القيام بواجبها في تطبيع الأوضاع وتوفير الخدمات والاهتمام بالاقتصاد.

بدوره، أعلن رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي عيدروس الزبيدي حالة الطوارئ في محافظات اليمن الجنوبية، ودعا قواته إلى "الضرب بيد من حديد لكل من تسوّل له نفسه زعزعة الأمن والاستقرار في عدن"، حسب تعبيره.

كما دعا قواته إلى عدم التهاون مع من سماها العناصر المندسة في احتجاجات عدن.

وحذَّر الزبيدي من توجيه الاحتجاجات لأهداف غير وطنية وحسابات سياسية أو افتعال الفوضى والتخريب كما قال.

ويعاني جنوب اليمن حالة من الشلل بسبب الصراع على السلطة بين الحكومة والمجلس الانتقالي الجنوبي الذي تدعمه الإمارات، الأمر الذي أدى إلى احتجاجات في الشهور الماضية بسبب انتشار الفقر وتدهور الخدمات العامة.

والطرفان حليفان في ظل تحالف تقوده السعودية ويحارب جماعة الحوثي المتحالفة مع إيران والتي أخرجت الحكومة من العاصمة صنعاء في أواخر عام 2014 وتسيطر حالياً على معظم شمال اليمن والمراكز الحضرية الرئيسية.

وتوسطت السعودية لإبرام اتفاق يهدف لإنهاء الأزمة بين الحكومة والمجلس الانتقالي الجنوبي بما يشمل تشكيل حكومة جديدة تضم الانفصاليين. لكن لم تُنفّذ حتى الآن إعادة نشرٍ مزمعة للقوات.

وتدخّل التحالف الذي تقوده السعودية في اليمن عام 2015 لقتال الحوثيين، لكنّ الحرب استمرت وأسفرت عن قتل عشرات الآلاف ودفعت البلاد إلى شفا المجاعة.

TRT عربي - وكالات
الأكثر تداولاً