تسجيل صوتي لوزير خارجية إيران يقول فيه كلاماً صريحاً عن العلاقة مع روسيا والاتفاق النووي وقاسم سليماني (Reuters)
تابعنا

أحدثت التصريحات المسرّبة لوزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف ضجة كبيرة داخل إيران، إذ اهتم المسؤولون بعناية بكلماته وسط بيئة سياسية محتدمة تضم الحرس الثوري.

وبُثت أجزاء من المقابلة المسربة لأول مرة خلال الليل على قناة إيران الدولية، وهي قناة إخبارية فضائية ناطقة باللغة الفارسية ومقرها لندن.

وقال ظريف في المقابلة إنّ روسيا كان تريد وقف الاتفاق النووي، وهو أمر يبدو حساساً للغاية لدرجة أنّه حذّر المحاور بقوله: "بالتأكيد لا يمكنك بث هذا الجزء مطلقاً".

وأضاف ظريف: "لو لم تصبح إيران أولوية السيد دونالد ترمب لكانت الصين وروسيا على رأس أولوياته. إذا كنا بسبب العداء مع الغرب نحتاج دائماً إلى روسيا والصين فلا يتعين عليهما التنافس مع أحد، ويمكنهما أيضاً الاستمتاع دائماً بأقصى قدر من الفوائد من خلالنا".

وكشفت وكالة رويترز جزءاً آخر من التسريب، مشيرة إلى أن ظريف اشتكى فيه من أن الحرس الثوري كان له نفوذ أكبر في الشؤون الخارجية والملف النووي للبلاد.

وأوردت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية التي قالت إنها حصلت على نسخة من التسجيل، بعض المقتطفات منه.

ومما جاء في المقتطفات قول ظريف إنه "في إيران الميدان العسكري هو الذي يحكم (...) لقد ضحيت بالدبلوماسية من أجل الميدان العسكري بدل أن يخدم الميدان الدبلوماسية"، وإن "هيكلية وزارة الخارجية هي ذات توجه أمني غالباً".

كما نقلت الصحيفة عنه قوله إن "قائد فيلق قدس الراحل قاسم سليماني عمل عن قرب مع روسيا لمعارضة الاتفاق حول البرنامج النووي الذي أُبرم بين طهران والقوى الكبرى عام 2015"، بعد مفاوضات شاقة كان ظريف أبرز ممثل لإيران فيها.

ولم تشكك الخارجية الإيرانية في صحة التسجييلات بعد انتشار التسريبات، إذ أكد المتحدث باسم الخارجية الإيرانية سعيد خطيب زاده أنّ التسجيل لا يمثل سوى جزء من مقابلة استمرت سبع ساعات أجراها ظريف مع خبير اقتصادي شهير.

ووصف خطيب زاده نشر التسجيل بالخطوة "غير القانونية"، ووصفه بأنه بُث "بشكل انتقائي".

يذكر أن علاقة روسيا وقت إبرام الاتفاق النووي كانت فاترة مع الرئيس الأسبق باراك أوباما الذي ضمنت إدارته الاتفاق مع الرئيس الإيراني حسن روحاني.

كما توترت العلاقات بين روسيا وإيران في بعض الأحيان على الرغم من كونهما حليفين في ساحة المعركة بسوريا.

وحسب وكالة الصحافة الفرنسية فقد أثارت التصريحات المسربة انتقادات سياسيين محافظين، لا سيما أنها طالت سليماني الذي يعد من أبرز مهندسي السياسة الإقليمية الإيرانية، ويحظى بمكانة كبيرة خصوصاً بعد اغتياله بضربة جوية أمريكية العام الماضي.

ورأى النائب المحافظ نصر الله بغمن فر أن ظريف في تسجيله "يشكك بمسائل تندرج ضمن الخطوط الحمر لإيران التي يتولى فيها منصب وزير الخارجية"، وفق ما نقلت وكالة "فارس" للأنباء. وطلب النائب "توضيحات" من ظريف بشأن ما أدلى به.

TRT عربي - وكالات
الأكثر تداولاً