قال لوكاشينكو مخاطباً المهاجرين إنّ الاتحاد الأوروبي هو الذي أثار عمداً أزمة إنسانية تحتاج إلى حلّ (Kacper Pempel/Reuters)
تابعنا

قال رئيس بيلاروسيا ألكسندر لوكاشينكو الجمعة للمهاجرين الذين تقطّعت بهم السبل على الحدود مع بولندا، إنّ بلاده ستساعدهم على العودة إلى ديارهم إذا رغبوا، لكنّها لن تجبرهم.

وما زال آلاف من المهاجرين عالقين على الحدود الشرقية للاتحاد الأوروبي في ما يصفه التكتّل بأزمة أثارتها مينسك من خلال منح التأشيرات للقادمين من دول الشرق الأوسط ونقلهم إليها جواً ودفعهم عبر الحدود.

لكن لوكاشينكو قال إنّ الاتحاد الأوروبي هو الذي أثار عمداً أزمة إنسانية تحتاج إلى حلّ.

وفي أول ظهور علني له على الحدود منذ بداية الأزمة، التقى لوكاشينكو مهاجرين في مستودع تحوّل إلى مأوى وأخبرهم أنّهم أحرار في التوجّه غرباً أو العودة إلى ديارهم.

وفي مقطع فيديو نشرته وكالة "بيلتا"، يبدو لوكاشينكو محاطاً بطوق من الحراس الشخصيين والصحافيين والمهاجرين.

وقال لوكاشينكو مخاطباً المهاجرين: "إنّنا نتفهّمكم، أنتم تسعون للذهاب إلى أوروبا. نحن، البيلاروسيين وأنا، الرئيس البيلاروسي، سنفعل ما تشاؤون، ولو أن ذلك سيئ للبولنديين (...) أو لغيرهم".

وقالت فتاة عراقية للوكاشينكو إنّها لا تستطيع العودة إلى ديارها، وتأمل في مواصلة طريقها إلى أوروبا.

وأجابها قائلاً: "لن نأمل فقط، سنعمل معاً لتحقيق حلمك".

وقال لوكاشينكو إنّه لن يُرغَم أحد على العودة.

ووسط تصفيق مئات المهاجرين، وجّه لوكاشينكو حديثه إليهم قائلاً: "إذا كنت تريد الذهاب غرباً فلن نحتجزك ونخنقك ونضربك، الأمر متروك لك، انطلق، انطلق".

وتابع: "لن نحتجزك بأي حال من الأحوال ونقيد يديك ونحملك على متن طائرات لنرسلك إلى وطنك إذا كنت لا تريد ذلك".

ودعا ألمانيا إلى استقبال المهاجرين، مُضيفاً: "ألفا شخص ليسوا مشكلة كبيرة" لأكبر بلد في الاتحاد الأوروبي من حيث عدّد السكان.

والتقى لوكاشنكو مرتين المستشارة الألمانية المنتهية ولايتها أنغيلا ميركل، في انتصار للرئيس البيلاروسي الذي لم تعترف الدول الغربية بإعادة انتخابه المثيرة للجدل العام الماضي.

ورغم التطوّرات الملموسة، يبدو أن الحكومة البيلاروسية تريد الاستمرار في الضغط على أوروبا.

وتقول بولندا ودول أخرى في الاتحاد الأوروبي إنّ الأزمة جزء من "هجوم غير تقليدي بمختلف الوسائل" تشنّه مينسك انتقاماً من التكتُّل الذي فرض عليها عقوبات ردّاً على سحق لوكاشينكو الاحتجاجات ضد إعادة انتخابه في اقتراع مثير للجدل العام الماضي، وأنّ الأزمة تهدف إلى زعزعة استقرار التكتل.

ووافق الاتحاد الأوروبي على عقوبات جديدة رداً على أزمة الحدود الّتي يقول دبلوماسيون في بروكسل إنّه ينبغي التصديق عليها وتبنيها في أوائل ديسمبر/كانون الأول.

ونشرت لاتفيا وليتوانيا وبولندا، التي تتحمل وطأة الأزمة، آلافاً من حرس الحدود والجنود وأفراد الشرطة لإغلاق الحدود والتصدّي للمهاجرين الذين يحاولون العبور من بيلاروسيا.

وقالت ليتوانيا الجمعة، إنّها قد تغلق معابرها الحدودية إذا حاول مزيد من المهاجرين العبور من بيلاروسيا البيضاء في شاحنات.

وبدأت بيلاروسيا إعادة بعض المهاجرين إلى بلادهم، لكنّها قالت إنّها تنتظر رداً من الاتحاد الأوروبي بشأن طلبها قبول ألمانيا 2000 مهاجر عالقين على الحدود، وهو ما رفضه الاتحاد الأوروبي ونفت ألمانيا موافقتها عليه.

وأعادت طائرتان اليوم مئات العراقيين من بيلاروسيا إلى أربيل عاصمة إقليم كردستان العراق شبه المستقل.

وأفادت وكالة أنباء "تاس" بأنّ من المتوقّع تسيير رحلتين أخريين يومَي الجمعة والسبت.

وتسببت هذه الأزمة في تصاعد حدة التوتّر بين روسيا والاتحاد الأوروبي، اللذين تراجعت علاقاتهما إلى أدنى مستوى منذ نهاية الحرب الباردة بعد ضمّ موسكو شبه جزيرة القرم من أوكرانيا في عام 2014.

كما دعم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بيلاروسيا في أحدث مواجهة لها مع الاتحاد الأوروبي، وكان بوتين ساعد لوكاشينكو على التغلب على الاحتجاجات الحاشدة في الشوارع بعد انتخابات العام الماضي.

واتّهمت وارسو قوات الأمن البيلاروسية بالمشاركة الفعّالة في هذا الدخول من خلال "التعمية" على الحرس الحدودي البولندي عبر استخدام "أضواء قوية وأشعة ليزر ذات ضوء أخضر وأحمر قوي".

وحسب وسائل إعلام بولندية، لقي 11 شخصاً على الأقلّ حتفهم في المنطقة الحدودية منذ الصيف.

TRT عربي - وكالات
الأكثر تداولاً