تتواصل حملات التعقيم في المخيمات السورية المكتظة بالنازحين (AA)
تابعنا

مع ازدياد المخاوف من وصول وباء كورونا إلى محافظة إدلب السورية المحاصَرة، تسعى الفرق الطبية إلى رفع استعداداتها وتأمين ما تستطيع تجهيزه لمواجهة الفيروس، فيما يعمل ناشطون على التوعية من انتشار الوباء وشرح إرشادات الوقاية منه.

واستنزفت تسع سنوات من الحرب المنظومة الصحية في أنحاء سوريا، مع دمار المستشفيات ونقص الكوادر الطبية، إلا أن الوضع يبدو أكثر هشاشة في المناطق الخارجة عن سيطرة الحكومة.

ورغم عدم تسجيل أي إصابة بكورونا في إدلب، فإن لدى السكان تخوفاً كبيراً من انتشار الفيروس القاتل فيها، فيما لا يكترث كثيرون للفيروس، آملين أن يكون للحصار المفروض عليه وجه حسن بمنع دخوله إلى تلك المناطق.

لكن الأطباء يرون أن الدمار الذي تعرضت له المشافي بسبب قصف روسيا والنظام، إضافة إلى نقص المعدات والأسرة والطواقم الطبية، يزيدان مخاوف الفرق الطبية التي تخشى أن تتحول المشافي غير المجهزة جيداً إلى بؤر للوباء.

يقول الطبيب في مستشفى إدلب أحمد البيوش لـTRT عربي، إن المناطق المحررة تشهد نقصاً كبيراً في العناصر والأجهزة، بالإضافة إلى ما دمّره جيش الأسد من المشافي نتيجة قصف الطيران والحملات العسكرية.

ويطلب البيوش من الأهالي تقليل زيارة المشافي ما أمكن، لأن أي حالة يُشتبه بها قد تحوّل المشفى إلى بؤرة للوباء بسبب قلة الإمكانيات.

فيما يؤكد مدير المختبر الوبائي في إدلب محمد شاه مكي لـTRT عربي، أن عدد وحدات العناية المركزة في مشافي المدنية قليل جداً، ولا يمكنها مواجهة انتشار مثل هذا المرض، وتسارع مديريات الصحة إلى تأمين مشافٍ خاصة وأماكن عزل.

الكارثة ستكون في حال انتشار المرض في مناطق المخيمات، حيث الازدحام السكاني والفقر الشديد وسوء الصرف الصحي، إذ سيشكل الأمر خطراً كبيراً على حياتهم

مدير المختبر الوبائي في إدلب - محمد شاه مكي

السلام والدورات للوقاية

وقالت الأمم المتحدة واللجنة الدولية للصليب الأحمر إن الحاجة إلى وقف فوري لإطلاق النار في جميع أنحاء سوريا ملحّة، حتى تنجح الجهود الشاملة في القضاء على فيروس كورونا، وأضافتا أن السجناء وملايين اللاجئين مهدَّدون بشكل خاص بعد حرب امتدت لتسع سنوات.

وأعلنت منظمة الصحة العالمية السبت، أن 70% من العاملين في المجال الصحي غادروا سوريا، حيث كانت 64% من المستشفيات لا تزال في الخدمة حتى نهاية العام 2019.

واعتبرت لجنة التحقيق أن هذا الوضع المأساوي سببه "بشكل كبير القوات الموالية للحكومة التي تستهدف المنشآت الطبية بشكل ممنهج"، داعية إلى وقف فوري لهذه الاعتداءات.

وحذّرَت المنظمة من أن يطال الوباء المخيمات المكتظة بالنازحين في إدلب، التي شهدت منذ مطلع ديسمبر/كانون الأول هجوماً واسعاً لقوات النظام بدعم روسي استمرّ نحو ثلاثة أشهر، ودفع بنحو مليون شخص إلى الفرار من القصف.

ولجأ الجزء الأكبر من هؤلاء إلى المنطقة الحدودية مع تركيا حيث تنتشر مخيمات النازحين الذين يعيشون في ظروف إنسانية سيئة ولا تتوافر لهم أبسط الخدمات من مياه نظيفة وشبكات صرف صحي.

ولمجابهة الفيروس من ناحية عملية، أشرفت منظمة الصحة العالمية على تنظيم تدريب على الوقاية من الفيروس في الشمال السوري، وقالت ميسون حمادي، صيدلانية متدربة، لـTRT عربي، إنهم دعتهم المنظمة ككوادر طبية تعمل بالداخل السوري، بخاصة الذين يعملون في المخيمات، مشيرة إلى وجود 600 عامل في القطاع الصحي من بينهم أطباء وممرضون وصيادلة، تدربوا على طرق الكشف عن الفيروس وكيفية الوقاية منه وعزل المصابين في حجرات خاصة.

في إدلب أكثر من 1259 مخيماً يقطنها نحو مليون و22 ألف نسمة، وجميع المنظمات الدولية تحذر من الكارثة في حال انتشار وباء كورونا

مدير مستشفى استجابة سوريا - محمد الحلاج

من جانبه يشير مدير مستشفى استجابة سوريا محمد الحلاج في حديث لـTRT عربي، إلى أنه أجرى دراسة مبسَّطة كشفت أنه في حال وجود مصاب واحد فقط بالفيروس في المخيمات، فسوف ينتقل الفيروس إلى 2500 شخص خلال شهر واحد، وسيرتفع العدد إلى6 آلاف في حال توسُّع انتشار الفيروس بشكل سريع.

وأضاف: "نتّخذ عديداً من الإجراءات لمواجهة الفيروس، بين حملات التوعية من المنظمات العاملة في المنطقة إلى حملات التعقيم المستمرة، بالإضافة إلى تعليق العمليات الأساسية في قطاع التربية والصحة".

ويؤكّد الحلاج أن جميع ما يفعلونه لا يكفي، لأن المخيمات بحاجة إلى كثير من الأمور للتغلب على انتشار الفيروس، مثل زيادة المشاريع الخاصة بالنظافة والمياه، وزيادة الدعم للقطاع الطبي، بخاصة أنها تسهم بشدة في محاربة الفيروس.

TRT عربي - وكالات
الأكثر تداولاً