وسائل الإعلام الفرنسية تخصص مساحة في برامجها لمعاداة الإسلام بنفس مساحة تغطيتها لمشكلة عالمية كبيرة مثل جائحة كورونا (AP)
تابعنا


قال البروفيسور الفرنسي أوليفييه لو كور غراندمايسون، إن عداء بلاده للإسلام مرتبط بماضيها الاستعماري، إذ لا يمكن فهم موقف باريس المعادي للإسلام اليوم دون فهم هذا الماضي.

وتَطرَّق غراندمايسون، أستاذ العلوم السياسية بجامعة "إيفري فال ديسون" الفرنسية، إلى استهداف الإسلام والمسلمين في فرنسا ومحاولات شيطنتهم، قائلاً للأناضول إن "ما يُكتب عن الإسلام في فرنسا اليوم يُعَدّ استمراراً لما كان يُكتب منذ نهاية القرن التاسع عشر".

وأفاد بوجود محاولات حاليّاً لترويج نظريات معادية للإسلام تُعَدّ مشتقات من النظريات والادعاءات المعادية للإسلام إبان الحقبة الاستعمارية.

وأردف: "توجد اليوم محاولات لإعادة إحياء الادّعاءات التي تقول إن الإسلام في فرنسا يشكّل تهديداً لمبادئ الجمهورية والعلمانية والمساواة بين الجنسين".

وأوضح أن النخب والسياسيين الفرنسيين بشكل خاصّ إضافةً إلى بعض الشخصيات في وسائل الإعلام يدّعون أن فرنسا والعلمانية في خطر، في "محاولة لتبرير موقفهم المعادي للإسلام".

تطور سياسي خطير

ورأى غراندمايسون أن وسائل الإعلام الفرنسية تُفرِد مساحة في برامجها لمعاداة الإسلام بنفس مساحة تغطيتها مشكلة عالمية كبيرة مثل جائحة كورونا.

وأضاف أن النقاشات والجدل حول قانون "الانفصالية" منحت الفرصة لشخصيات من اليمين واليمين المتطرف ممن يرون في الإسلام تهديداً للجمهورية، ليقولوا كل ما يحلو لهم ضده.

واستطرد: "نشهد تطوراً سياسياً خطيراً اليوم، مع تطرف الخطاب المعادي للإسلام، بخاصة أن خطاب بعض وسائل الإعلام يزداد تطرفاً".

واستدرك: "فعندما يخرج وزير الخارجية الفرنسي (جان إيف لودريان) بتصريحات معادية للإسلام ويتهم المسلمين، سيجد الصحفيون المعادون للإسلام أن لديهم الحق في قول ما هو أكثر من ذلك".

وأشار إلى أن اتهام الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون للمسلمين بالانفصالية يؤدي إلى مزيد من الاضطهاد والاتهامات للمسلمين.

وأكد أن "الادعاءات بأن سبب مشكلات وأزمات المجتمعات التي تتعرض للتمييز والعنصرية هو عاداتها الدينية والثقافية، وبأنها لا علاقة لها بتمييز المؤسسات الممنهج في حقهم، ما هي إلا طريقة تقليدية كثيراً ما يستخدمها العنصريون والمعادون للإسلام".

عداء اليوم يُفهم من الماضي

وأفاد الأكاديمي الفرنسي بأنه لا يمكن فهم موقف فرنسا المعادي للإسلام اليوم دون فهم ماضيها الاستعماري، وأضاف أن "خسارة فرنسا للحرب ضد الجزائر على المستوى السياسي والعسكري أدّت إلى تأجيج وزيادة معاداة الإسلام لدى بعض القطاعات".

وذكر غراندمايسون أن "ماكرون يستعين بأسماء مثل وزير الداخلية جيرالد دارمانين للفوز بأصوات الناخبين من اليمين واليمين المتطرف"، لافتاً إلى أن مارين لوبان رئيسة حزب اليمين المتطرف والمرشحة الرئاسية تشكل تهديداً كبيراً للرئيس ماكرون بسبب نسبة الأصوات الكبيرة الداعمة لها.

وأوضح أن وزير الداخلية دارمانين "مسؤول عن صد هذا التهديد"، مشيراً إلى اتهام الأخير لمارين لوبان على شاشات التليفزيون بتهاونها مع الإسلام.

وأكد أن "مشروع قانون الانفصالية هو ورقة ماكرون الرابحة في الانتخابات".

ورأى أن مجلس الشيوخ الفرنسي سيمرّر المشروع ليصبح قانوناً نافذاً رغم تأكيد اللجنة الاستشارية الوطنية لحقوق الإنسان أنه يتناقض مع الحقوق والحريات الأساسية، وإجماع المجتمع الدولي على أنه يستهدف المسلمين.

TRT عربي - وكالات
الأكثر تداولاً