شغل أناتولي شوبيس مناصب سياسية رفيعة في عهد بوتين كان أحدثها مبعوث الكرملين الخاص إلى المنظمات الدولية (Evgenia Novozhenina/Reuters)
تابعنا

قال مصدران الأربعاء إن مساعداً مخضرماً للرئيس الروسي فلاديمير بوتين استقال بسبب حرب أوكرانيا وغادر روسيا بلا نية للعودة، ليكون بذلك أول مسؤول بارز يختلف مع الكرملين منذ أمر بوتين بالهجوم قبل شهر.

وأكد الكرملين أن أناتولي شوبيس ترك منصب المبعوث الخاص للكرملين طوعاً لأسباب خاصة به، وأغلق شوبيس هاتفه لدى اتصال رويترز به، ولم يذكر المصدران مكانه.

كان شوبيس أحد المخططين الرئيسيين للإصلاحات الاقتصادية في عهد بوريس يلتسن في التسعينيات، وكان مدير بوتين في أول وظيفة له في الكرملين. وشغل مناصب رفيعة سياسية وفي مجال الأعمال في عهد بوتين، كان أحدثها مبعوث الكرملين الخاص إلى المنظمات الدولية.

وتوجه الرئيس الأمريكي جو بايدن الأربعاء إلى أوروبا لحضور قمة طارئة لحلف شمال الأطلسي بشأن أوكرانيا.

وتوقف تقدُّم القوات الروسية الغازية لأوكرانيا حالياً، لكن المدن الأوكرانية تتعرض للقصف، فيما عمّ الدمار مدينة ماريوبول الساحلية.

وأخفقت روسيا رغم مرور أربعة أسابيع على الحرب في السيطرة على أي مدينة أوكرانية كبرى، فيما أدّت العقوبات الغربية إلى إبعاد موسكو عن الاقتصاد العالمي.

ودفعت الحرب نحو ربع سكان أوكرانيا البالغ عددهم 44 مليون نسمة إلى الفرار من منازلهم.

وبعد الإخفاق في ما وصفته الدول الغربية بأنه محاولة للسيطرة على كييف والإطاحة بالحكومة الأوكرانية، تكبدت القوات الروسية خسائر فادحة وتجمدت في مواقعها منذ أسبوع على الأقلّ على أغلب الجبهات، فيما تواجه مشكلات في الإمداد ومقاومة شرسة.

وتحولت القوات الروسية لاتباع أساليب الحصار وقصف المدن مما تسبب في دمار واسع ومقتل كثير من المدنيين.

وتقول موسكو إن هدفها نزع سلاح جارتها، وإن ما تصفه بـ"العملية العسكرية الخاصة" يسير وفقاً للخطط، وتنفي استهداف المدنيين.

وشهدت مدينة ماريوبول الساحلية في جنوب أوكرانيا المحاطة من كل الجهات بالقوات الروسية أسوأ تداعيات للحرب، إذ يختبئ مئات الآلاف منذ أول أيام الغزو تحت قصف متواصل بلا إمدادات من طعام أو ماء أو تدفئة.

وأظهرت صور جديدة التقطتها الأقمار الصناعية من شركة "ماكسار" التجارية ونُشرت خلال الليل دماراً واسعاً بالمدينة التي كان يسكنها قبل الحرب 400 ألف نسمة، مع تصاعد أعمدة الدخان من بنايات سكنية تحترق.

ولم يتمكن أي صحفي من تغطية الأحداث من داخل المناطق التي لا تزال تحت السيطرة الأوكرانية في المدينة منذ أكثر من أسبوع، قال خلاله مسؤولون أوكرانيون إن روسيا قصفت مسرحاً ومدرسة للفنون كانا يُستخدمان كملجأين من القنابل، مما أدى إلى دفن المئات أحياء. وتنفي روسيا استهداف البنايتين.

ومن المقرر أن يصل بايدن إلى بروكسل مساء الأربعاء في أول جولة خارجية له منذ بدء الحرب، وسيلتقي زعماء دول حلف شمال الأطلسي وأوروبا في قمة طارئة بمقرّ الحلف.

ومن المتوقع أن يوافق الزعماء على فرض عقوبات إضافية على روسيا غداً الخميس. وقالت مصادر إن حزمة العقوبات الأمريكية ستشمل إجراءات تستهدف أعضاء في البرلمان الروسي.

وسيزور بايدن بولندا التي استقبلت القسم الأكبر من اللاجئين الذين بلغ عددهم حتى الآن 3.6 مليون أوكراني، كما أنها الطريق الرئيسي للإمدادات العسكرية الغربية لأوكرانيا.

وفي مؤشر على تزايد عزلة موسكو، أعلنت بولندا أنها تعتزم طرد 45 دبلوماسياً روسياً تتهمهم بالتجسس تحت ستار المهامّ الدبلوماسية أو التعاون مع جواسيس. وأعلنت عدة دول في شرق أوروبا خطوات مماثلة في الأيام الماضية لكن على نطاق أصغر، فيما رفضت روسيا تلك الاتهامات.

"دُمرت عن آخرها"

تقول كاترينا متكيفيتش (38 عاماً) التي وصلت إلى الحدود البولندية مع طفلها بعد أن فرَّا من القصف العنيف على مدينة تشيرنيهيف في شرقي أوكرانيا: "لم أشهد من قبل مثل هذه الوحشية"، وأشارت إلى أن المدينة "دُمرت عن آخرها".

وتابعت: "لا كهرباء ولا غاز ولا اتصال بشبكات الهاتف المحمول في تشيرنيهيف. جئنا عبر كييف، ولم نكن نعلم إن كانت كييف لا تزال صامدة"، قبل أن تنفجر في البكاء.

وفي خاركيف في الشرق نقلت عيادة للولادة المريضات إلى القبو من أجل السلامة، وقالت يانا والدموع تنهمر من عينيها وهي تهدهد وليدها في غرفة اصطفّت فيها الأسرّة بمحاذاة الجدران: "ليس لديّ مكان أذهب إليه" بعد أن تَعرَّض منزلها للقصف.

ورغم الخسائر التي تكبدتها حتى الآن، ربما لا تزال روسيا تأمل في تحقيق مزيد من المكاسب في أرض المعركة، بخاصة في الشرق، في مناطق تشمل ماريوبول التي تطالب موسكو أوكرانيا بالتنازل عنها لانفصاليين تدعمهم روسيا.

وفي تحديث يومي يصدر عن المخابرات قالت وزارة الدفاع البريطانية إن ساحة المعركة بأكملها في أنحاء شمال أوكرانيا، الذي شهد صفوفاً ضخمة من العربات المدرعة التي كانت متجهة صوب كييف، تتّسم حالياً بالجمود، وإن الغزاة يحاولون في ما يبدو إعادة تنظيم صفوفهم.

لكن في الشرق يحاول الروس ربط القوات في ماريوبول بتلك القريبة في خاركيف على أمل تطويق القوات الأوكرانية، فيما يتجاوزون في الجنوب الغربي مدينة ميكولاييف سعياً للتقدم صوب أوديسا أكبر مواني أوكرانيا.

وتحدث مسؤولون أوكرانيون عن قصف بين حين وآخر على مدن أخرى خلال الليل، مما أدَّى إلى مقتل اثنين من المدنيين في منطقة ميكولاييف وتدمير جسر في منطقة تشيرنيهيف واستهداف بنايات سكنية ومركز للتسوق في منطقتين في كييف مما أدى إلى إصابة أربعة على الأقلّ. ولم يتسنَّ لرويترز التحقق بعد من تلك التقارير.

TRT عربي - وكالات
الأكثر تداولاً