حملة فلسطينية تتسبب بخفض تقييم فيسبوك (صفحة مش هيك على تويتر)
تابعنا

لم يقف الفلسطينيون مكتوفي الأيدي أمام سياسات موقع فيسبوك العنصرية ضدهم، والمتحيزة للمحتوى الإسرائيلي الذي يدعو إلى قتل الفلسطينيين وتهجيرهم، على حساب المحتوى الفلسطيني الذي يستعرض واقع ما يجري في فلسطين من جرائم للاحتلال وانتهاك للحريات بشكل عام.

ففي كل مرة يحذف فيسبوك مئات الحسابات الخاصة بنشطاء وصحفيين ومواقع إلكترونية وشبكات إعلامية، دون سابق إنذار، يتواصل الفلسطينيون مع إدارته، لكن دون جدوى، وكرد فعل لا يملكون طريقة سوى إيصال رسالتهم للعالم بفضح سياسات فيسبوك ضد المحتوى الفلسطيني عن طريق الحملات الإعلامية التي تطوي صفحة الحسابات المحذوفة بمجرد انتهائها.

هذه المرة قرر الفلسطينيون فضح فيسبوك بطريقة مختلفة، إذ أطلقت صحفة "مش هيك" الفلسطينية الناقدة الساخرة، حملة ضد تطبيق فيسبوك على متجر جوجل “google play" و"Apple store"، بهدف خفض تقييم تطبيق فيسبوك على منصة التطبيقات google play، حيث كان تقييم التطبيق في فلسطين 3.3 قبل الحملة، إلا أنه وصل بعد الحملة إلى 2.0.

ومن المتوقع أن ينخفض تقييم التطبيق إلى أدنى من ذلك مع استمرار الحملة التي تلقى رواجاً عربياً وفلسطينياً.

نجاح الحملة بخفض تقييم فيسبوك

وبعد الإعلان عن الحملة التي بدأت فكرتها تيمناً بالحملة التي قام بها الهنود ضد تطبيق TikTok بعد حذف فيديو ليوتيوبر مشهور ، حيث انخفض تقييم TikTok الى 1.2.

وقال المسؤول عن صفحة "مش هيك" لـTRT عربي، إن هدف الحملة ضد فيسبوك هو محاربة الموقع للمحتوى الفلسطيني وانحيازه التام للاحتلال الإسرائيلي، إذ قام بحذف مئات الصحفات والحسابات الفلسطينية تحت بند التحريض على الاحتلال الإسرائيلي، بالإضافة إلى وضعه خوارزمية تحذف اي منشور فيه كلمات مثل ( شهيد، الشهداء، المقاومة، الجهاد، القسام .. الخ ) بشكل مباشر، كما أنه يحذف المنشورات التي تحوي صور الشهداء والأسرى أو أي صورة تتعلق بالمقاومة أو تفضح جرائم الاحتلال".

وتحدث المسؤول عن الصحفة حول انخفاض التقييم العالمي لتطبيق فيسبوك على "بلاي ستور" "من 4.3 الى 4.2 بمشاركة أكثر من مليون و300 ألف شخص قيموا التطبيق بنجمة واحدة، علماً ان عدد مُقيمي التطبيق على "بلاي ستور" وصل إلى ما يقارب 100 مليون".

وأضاف: "بالنسبة لـ"آب ستور" انخفض التقييم العالمي من 3.1 إلى 3 من مجمل عدد المقيمين عالمياً الذين يبلغ عددهم مليوناً و 600 ألف تقريباً".

وتابع: "في فلسطين انخفض التقييم على "آب ستور" من 3.8 إلى 1.8 بمشاركة أكثر من 15 ألف شخص، أما في الأردن انخفض من 3.5 إلى 2.2 بمشاركة أكثر من 11 ألف شخص على "آب ستور"، وفي السعودية، انخفض التقييم من 3.8 إلى 3.4، والإمارات من 3.6 إلى 3.2".

وأشار المسؤول عن الصفحة إلى أن التقييم "انخفض في عدة دول عربية وأجنبية، من بينها الإمارات وقطر وتركيا وبلجيكا وألمانيا والسويد حيث كانت المشاركة في هذه الدول كبيرة".

انخفض التقييم العالمي لموقع فيسبوك، كما انخفض التقييم بشكل كبير على "آب ستور" في عدة دول عربية وأجنبية من بينها فلسطين الذي وصل فيها إلى 1.8 من 3.4

مسؤول صفحة "مش هيك" لـTRT عربي
تفاعل واسع مع الحملة

وشهدت الحملة تفاعلاً عالمياً وفلسطينياً كبيراً، حيث شارك العديد من الإعلاميين العرب بالترويج لها، فيما دعا نشطاء وكُتاب وفنانون لتقييم فيسبوك كما هو مذكور بالحملة وكتابة تعليق يدعم القضية الفلسطينية.

وقال مسؤول الصفحة إن وسائل إعلام عربية وعالمية دعمت الحملة، منتقداً وسائل الإعلام الفلسطينية والعربية التي لم تدعم الحملة.

ودعت الإعلامية غادة عويس في فيديو لها للمشاركة في الحملة "لأن فيسبوك غير عادل مع الفلسطينيين، ومنحازٌ لدعاية الاحتلال الإسرائيلي"، معتبرة أنها "حملة دفاع عن المحتوى الفلسطيني".
وتساءل الإعلامي أسعد طه عبر صفحته في تويتر قائلاً "هل شاركتم في هذه الحملة أم ليس بعد؟".
كما تحدث الإعلامي في قناة الجزيرة تامر المسحال عن الحملة ودعا للمشاركة فيها، وكتب على صفحته شرحاً حول آلية محاربة فيسبوك كما تدعو الحملة.
وكما العديد من الفنانين والشعراء، دعا الشاعر عبد الرحمن يوسف للمشاركة في الحملة، مشاركاً منشوراً لمراسلة الجزيرة في القدس نجوان سمري، تتحدث فيه عن الحملة وتطلب من متابعيها كتابة عبارات تضامنية مع القضية الفلسطينية على "آب ستور" و "بلاي ستور".

ويرى مسؤول الحملة الذي يرفض ذكر اسمه أن “المختلف في هذه الحملة عن الحملات السابقة أنها لا تحتاج إلا إلى الدخول لتطبيق فيسبوك ووضع نجمه واحدة، وكتابه تعليق، وهذا الامر لا يأخذ أكثر من دقيقه ويستطيع أي شخص القيام به“.

ويشير إلى أن "الحملة تعطي نتائجها بشكل مباشر وملموس من خلال انخفاض التقييم لذلك"، وهو ما جعل المشاركين والمتضامنين متحمسين لها".

وعند سؤاله فيما إذا كانت الحملة ستغير من سياسات فيسبوك العنصرية ضد المحتوى الفلسطيني، قال إنه "لا يعرف تحديداً إن كانت قادرة على ذلك، لكنه متأكد من أنها أوصلت صوت الشعب الفلسطيني والمتضامنين معه بشكل قوي، وأكدت للجميع أن فيسبوك منحاز للاحتلال ويحارب المحتوى الفلسطيني ويضيق عليه".

ويعتبر مسؤول الصفحة أن "أجمل ما في هذه الحملة هو تضامن الشعب العربي في كل مكان مع المحتوى الفلسطيني، وهو ما أثبتته المشاركة الواسعة فيها، وهذا يدل على أن فلسطين قضيتهم كما هي قضيتنا"، على حد تعبيره.

عدد كبير من المعتقلين حُوّلوا للاعتقال الإداري من بينهم أطفال ونساء، وعدد آخر أُصدِرَت لوائح اتهام بحقهم بتهمة المساس بأمن إسرائيل والتحريض

هيئة شؤون الأسرى والمحررين

وتطرق مسؤول الصفحة للحديث عن السلطة الفلسطينية التي قال إنها "تضيق على المحتوى الفلسطيني وتحاربه، من خلال قانون الجرائم الإلكترونية وكذلك من خلال حظرها لأكثر من 60 موقعاً إلكترونياً".

وأضاف: "مؤسسات السلطة الفلسطينية كوزارة الخارجية والاتصالات هي مؤسسات لا فائدة منها فلم تقم بأي خطوة ضد ما يفعله فيسبوك من محاربة للمحتوى الفلسطيني ولم تتواصل معهم أو ترفع شكوى او اعتراض كما يفعل الاحتلال".

وعن الحلول لمحاولات تضييق فيسبوك على المحتوى الفلسطيني يقول: "الفلسطيني في الفترة الأخيرة حاول الالتفاف على خوارزميات فيسبوك من خلال تقطيع الكلمات التي يحظرها، لكن حتى هذا الأمر يُكشف أحياناً وتحذف الصفحات والحسابات بشكل موسع وبأثر رجعي على منشورات قبل سنوات".

وتابع: "ما نريده حالياً من الفلسطينيين والعرب دعم الحملة والمشاركة فيها بكثافه لكي ننجح في التصدي لسياسات فيسبوك وإجباره على وقف حربه على المحتوى الفلسطيني".

مش هيك فكرة

وتعتبر صفحة "مش هيك" من الصفحات الفلسطينية السياسية الساخرة، انطلقت عام 2013، وتحدثت في الشؤون السياسية الفلسطينية والتنسيق الأمني بأسلوب ساخر، كما تحدثت عن جرائم الاحتلال الإسرائيلي وانتهاكاته المستمرة وعن أعمال المقاومة ضده، وهو ما أثار حفيظة الاحتلال ضدها فحاربها وقال إنها "صفحة تحريضية".

وقال مسؤول الصفحة لـTRT عربي إن "فيسبوك حَذَفها بعد وصولها لـ120 ألف متابع، لكنها انطلقت من جديد، ووصلت إلى أكثر من 350 ألفاً، ومع تغطيتها لانتفاضة القدس عام 2017 ونشرها أخباراً عن الشهداء الفلسطينيين وعمليات المقاومة، تم حذفها مرة أخرى، ثم تتابعت عمليات الحذف لتصل إلى أكثر من 20 مرة".

وقام الجنرال يؤاف مردخاي منسق حكومة الاحتلال الإسرائيلي في الأراضي الفلسطينية المحتلة والذي يعرف بـ"المنسق" بنشر منشور عن صفحة "مش هيك" متهماً إياها بأنها صفحة إرهابية وتدعم التحريض، كما أرفق المنشور بصورة شهيد فلسطيني.

وأثّر استمرار إغلاق موقع فيسبوك الصفحات الفلسطينية سلباً على حرية الرأي والتعبير، الأمر الذي دفع الإعلاميين والنشطاء سابقاً إلى التغريد عبر هاشتاغ fbblockspalestine ضد سياسات فيسبوك المتحيزة لإسرائيل التي حذفت مئات الحسابات لصحفيين ونشطاء ووكالات إعلام.

وتناول تقرير سابق لـTRT عربي الانتهاكات المستمرة للمحتوى الفلسطيني الذي حوّل موقع فيسبوك إلى منصة أمنية يرصد الاحتلال الإسرائيلي من خلالها مشاركات النشطاء ويعتقلهم بناءً عليها ويحاكمهم عليها بتهم التحريض.

وأشارت هيئة شؤون الأسرى والمحررين في منظَّمة التحرير الفلسطينية إلى أن الاحتلال الإسرائيلي اعتقل ما يزيد على 70 فلسطينيّاً عام2017، و350 فلسطينياً عام 2018، بينهم صحفيون وكُتَّاب بسبب منشورات وشعارات أو نشر ملصقات وصور قتلى وأسرى على صفحات فيسبوك، وأحياناً بسبب مشاركة وتسجيل إعجاب لمنشورات آخرين.

ووصلت مركز صدى سوشال، وهو مركز فلسطيني معني بمواقع التواصل، عشرات البلاغات من مستخدمي فيسبوك في فلسطين، تبلغه بتعرض الحسابات للإغلاق دون إبداء الأسباب للبعض، وبحجة عدم الالتزام بسياسات الموقع للبعض الآخر.

وأوضح المركز أن معظم هذه الحسابات تعود لصحفيين ونشطاء، يستخدمون حساباتهم بشكل طبيعي ولنشر أخبار ذات علاقة بالحالة الفلسطينية اليومية، لكن فيسبوك ما زال يقوم بشكل واضح على الانحياز للرواية الصهيونية، وتبنّي معايير دولة الاحتلال التي تمارس جرائم حرب بحق الفلسطينيين.

في الحملة الأخيرة لفيسبوك ... صدى سوشال يوثق حذف أكثر من 100 حساب ويعمل لاستردادها وثق مركز صدى سوشال حملة حذف وتعطيل...

Posted by ‎صدى سوشال Sada Social‎ on Wednesday, 6 May 2020

وعام 2018، أعلنت وزارة القضاء الإسرائيلية أن إدارة موقع فيسبوك استجابت عام 2017 لما يقرب من 85% من طلبات إسرائيل، لإزالة وحظر وتقديم بيانات خاصة بالمحتوى الفلسطيني على موقع التواصل.

وكانت مؤسسة "إمباكت الدولية لسياسات حقوق الإنسان" ومقرها في لندن، قد اتهمت إسرائيل العام الماضي بـ"توظيف علاقاتها مع شركة فيسبوك لمحاربة المحتوى الفلسطيني في الفضاء الإلكتروني الأزرق".

TRT عربي
الأكثر تداولاً