جمّدت كوريا الجنوبية كامل أسطول طائراتها المقاتلة من طراز F-35، وفق ما ذكره مسؤولون الأربعاء، في انتظار التحقيق بعد هبوط اضطراري مدهش نفّذه طيارها.
وبعد أن تعطّلت معدّات الهبوط في مقاتلة كورية جنوبية من طراز F-35 بسبب خلل كبير في الأنظمة، اختار الطيار عدم القفز من الطائرة وقرّر بدلاً من ذلك أن يهبط بها على بطنها وخرج سالماً.
وبوشر التحقيق في الحادثة التي وقعت في قاعدة جوية غربي البلاد، وتَقرَّر خلاله تجميد مقاتلات F-35 الكورية الجنوبية.
وقال مسؤول في وزارة الدفاع لوكالة الصحافة الفرنسية: "خلال التحقيق الجاري، سيتوقّف كامل أسطول طائرات F-35".
وطلبت كوريا الجنوبية 40 مقاتلة من طراز "F-35A" من الشركة المصنِّعة "لوكهيد مارتن" الأمريكية عام 2014، وتسلمت الدفعة الأولى بعد خمس سنوات.
ويُعَدّ هذا الهبوط الاضطراري الثلاثاء، أوّل حادثة معروفة تتعلّق بطائرة من طراز F-35 كورية جنوبية.
وعرض نائب رئيس أركان القوات الجوية الكورية شين أوك-تشول، تفاصيل الحادثة خلال جلسة البرلمان الأربعاء.
وأوضح للبرلمانيين إنّ الطائرة "F-35A" كانت تحلّق على ارتفاع منخفض عندما سمع الطيار صوت انفجارات، مما دفعه إلى فحص أنظمة الطائرة.
وأضاف: "جميع الأنظمة توقّفت عن العمل باستثناء أدوات التحكّم في الطيران والمحرّك"، مُشيراً إلى أنّ الطيار اختار بعد ذلك عدم القفز والهبوط على جسم الطائرة السفلي.
ورشّ الجيش رغوة خاصة على مدرج القاعدة الجوية لمنع حدوث انفجار بسبب الاحتكاك الناجم عن ملامسة الطائرة للسطح لدى هبوطها بسرعة عالية، حسب شين.
وأضاف أنّ هذه هي المرة الأولى الّتي تحاول فيها طائرة من طراز F-35 الهبوط على بطنها.
والمقاتلة "F-35 لايتنينغ" الثانية الأسرع من الصوت، من أقوى المقاتلات وأكثرها رشاقة في العالم، وتتميز بتقنية التخفّي والاتصالات المتطوّرة.
ومع أنّ تكلفتها تدنّت في السنوات الأخيرة، فإن أنظمتها العسكرية تعمل وفق أغلى تقنية طوّرتها الولايات المتحدة على الإطلاق.
وواجه البرنامج عدّة تأخيرات وتجاوزات في التكاليف ونكسات تقنية.
وتعود آخر حادثة لطائرة من هذا الطراز إلى تحطّم المقاتلة الشبح "F-35B" بعد سقوطها في البحر المتوسّط في أثناء إقلاعها من متن حاملة الطائرات البريطانية "HMS كوين إليزابيث" في نوفمبر/تشرين الثاني.
وقبل سقوطها تَمكَّن قائدها من القفز منها والنجاة.
