المعلومات التي نشرتها صحيفة "وول ستريت جورنال" أثارت غضب بكين معتبرة الأمر "مساساً خطيراً" بعلاقتها مع واشنطن (Sam Yeh/AFP)
تابعنا

قال مسؤول أمريكي لوكالة الصحافة الفرنسية الخميس إن عسكريين أمريكيين يدربون سراً "منذ عام على الأقلّ جيش تايوان"، لتعزيز دفاعات الجزيرة ضدّ الصين.

وأثارت المعلومات التي نشرتها صحيفة "وول ستريت جورنال" وأكدها المسؤول، غضب بكين، معتبرة الأمر "مساساً خطيراً" بعلاقتها مع واشنطن.

ونقلت الصحيفة عن مصادر رسمية أمريكية لم تسمّها أنّ نحو 20 عسكرياً من الوحدات الخاصة الأمريكية وسريّة من سلاح مشاة البحرية (المارينز) يدرّبون وحدات صغيرة من الجيش والبحرية التايوانيين.

من جهته قال مسؤول أمريكي لوكالة الصحافة الفرنسية طالباً عدم نشر اسمه إنّ "توجد مجموعتان: عسكريون من الوحدات الخاصة وآخرون من الوحدات التقليدية".

وأكد أنّ عدد أفراد الوحدات الخاصة هو "أقلّ من 20" وأنّ عدد عسكريي الوحدات التقليدية الذين يخدمون بالتناوب في هذا البلد "ليس كبيراً".

ولم يحدّد المسؤول متى بالتحديد وصل أفراد الوحدات الخاصة إلى الجزيرة، لكنّه أكّد أنّهم موجودون فيها "منذ أقلّ من عام".

من جانبه دعا المتحدث باسم الخارجية الصينية تشاو ليجيان واشنطن إلى "الاعتراف الكامل بالحساسية الكبيرة للقضايا المتعلقة بتايوان" و"احترام مبدأ الصين الواحدة". محذراً الولايات المتحدة من مغبة "عدم التوقف عن إقامة علاقات عسكرية مع تايوان"، والتي تقوض بشكل خطير العلاقات الصينية-الأمريكية.

من جانبها لم تنفِ وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) المعلومات التي نشرتها صحيفة وول ستريت جورنال.

وقال المتحدث باسم البنتاغون جون سوبلي: "ليس لدي أي تعليق على عمليات أو عمليات نشر أو تدريب محدّدة، لكنّي أودّ أن أؤكّد أنّ دعمنا لتايوان وعلاقتنا الدفاعية يتماشيان مع التهديد الحالي الذي تشكله جمهورية الصين الشعبية".

وفي نوفمبر/تشرين الثاني الماضي ذكرت صحف تايوانية نقلاً عن القيادة البحرية للجزيرة أن جنوداً من مشاة البحرية والقوات الخاصة وصلت إلى تايوان لتدريب الجيش التايواني على عمليات برمائية.

ونفت السلطات التايوانية والأمريكية ذلك وتحدثت عن تعاون دفاعي فقط.

وفي حين تعتبر الصين الجزيرة التي يسكنها 23 مليون نسمة جزءاً من أراضيها ستستعيده وبالقوة إذا لزم الأمر، زادت الولايات المتحدة مبيعات الأسلحة إلى تايوان في السنوات الأخيرة.

وكثّفت بكين الضغط على تايبيه منذ انتخاب الرئيسة تساي إنغ-وين في 2016 التي تصر على أنها تعتبر الجزيرة "مستقلة" وليست جزءاً من "الصين الواحدة".

وفي عهد الرئيس شي جينبينغ تخرق الطائرات الصينية الحربية بشكل يومي تقريباً "منطقة تمييز الهوية لأغراض الدفاع الجوي" (أديز) التايوانية.

ونفذت الصين مؤخراً عدة عمليات توغل في منطقة الدفاع الجوي التايوانية، ما دفع واشنطن إلى التعبير عن "قلقها الشديد" إزاء "استفزاز" بكين.

وأحيت بكين عيدها الوطني الجمعة بأكبر استعراض قوة جوي حيال تايوان حتى الآن، بإرسال 38 طائرة حربية للتحليق فوق الجزيرة التي تحظى بحكم ذاتي، بما في ذلك قاذفات بإمكانيات نووية من طراز "H-6".

وأعقب ذلك توغل قياسي السبت بـ39 طائرة، حسب ما أعلنت تايوان التي تتهم بكين بـ"التنمّر" و"تقويض السلام الإقليمي".

من جانبه قال المتحدث باسم الخارجية الأمريكية نيد برايس الأحد إن التوغلات الجوية "تزعزع الاستقرار" و"تقوض السلام والأمن الإقليميين". وحث بكين على "وقف ضغوطها العسكرية والدبلوماسية والاقتصادية والإكراه (الذي تمارسه) على تايوان"، مؤكّداً "الالتزام الثابت" لواشنطن إلى جانب حليفتها.

وباتت حماية تايوان مسألة تحظى باهتمام الحزبين الجمهوري والديمقراطي في الولايات المتحدة، فيما بدأ عدد متزايد من الدول الغربية الانضمام إلى تدريبات "حرية الملاحة" التي تنظمها واشنطن لمواجهة مطالب بكين في بحر الصين الجنوبي ومضيق تايوان.

TRT عربي - وكالات
الأكثر تداولاً