سكان مدينة شوشة الذين نزحوا منها قبل 28 عاماً يُخرِجون وثائق ملكياتهم بعد تحرير المدينة من الاحتلال الأرميني (AA)
تابعنا

بعد تحرير أذربيجان مدينة شوشة من الاحتلال الأرميني مطلع نوفمبر/تشرين الثاني الجاري، بدأ سكان المدينة من الأذربيجانيين الذين نزحوا منها قبل 28 عاماً، إخراج وثائق الملكية التي احتفظوا بها طوال هذه المدة.

وتعيش أذربيجان منذ 8 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري، فرحة عارمة عقب إعلان الرئيس الأذربيجاني إلهام علييف، تحرير مدينة شوشة الاستراتيجية من الاحتلال الأرميني.

ورغم تحرير مساحات واسعة من الأراضي المحتلة، تمتلك شوشة رمزية خاصة في قره باغ، وعودتها إلى أصحابها الحقيقيين زادت الفرحة بالنصر.

وتعيش تلك العائلات التي نزحت من مدينة شوشة قبل 28 عاماً، في أجزاء مختلفة من أذربيجان، ولم تفقد الأمل يوماً في العودة إلى الديار. وينتظر أهالي وعائلات مدينة شوشة بفارغ الصبر، اليوم الذي سيعودون فيه إلى مدينتهم ومنازلهم وذكرياتهم.

عائلة "محرموف" إحدى تلك العائلات التي نزحت إلى العاصمة الأذربيجانية باكو، وتعيش اليوم فرحة كبيرة بعد تحرير مدينتهم. ويتطلع الأب هاملت محرموف والأم سوغايت مددوفا وأبناؤهما الثلاثة الذين كانوا صغاراً عندما اضطُروا إلى مغادرة شوشة، بكثير من الشوق إلى العودة إلى مدينتهم ورؤية شوارعها.

ويحتفظ هاملت محرموف بوثائق ملكية منزله في شوشة في صندوق خاص طوال السنوات الماضية، وهو اليوم يُخرِج تلك الوثائق بفرح ويعرضها على أحفاده، واصفاً لهم منزل العائلة في شوشة وطن الأجداد.

وقال محرموف للأناضول، إن "قره باغ تشكل لؤلؤة أذربيجان، وشوشة هي قلب قره باغ، شوشة تعني لي أذربيجان. عندما غادرناها أخذنا معنا ألبومات الصور ووثائق ملكية منازلنا، وكنّا نعلم أننا سنعود يوماً. لقد أصبح هذا اليوم الآن حقيقة واقعة".

أما مددوفا فتقول إنها كانت تحلم بشوشة كل يوم خلال السنوات الماضية، وإنها لم تنسَ قط الأرض التي وُلدت فيها. وفي حديثها للأناضول، أشارت مددوفا إلى أنها لم تفقد قط الثقة بالعودة يوماً إلى شوشة، مؤكدة أنها ستكون أول العائدين إلى المدينة فور سماح الرئيس إلهام علييف لهم بذلك.

أمنيتي العودة إلى شوشة

أمّا عائلة "حسنوف" فتشعر هي الأخرى بفرحة مماثلة، وقد أخرجت أيضاً وثائق الملكية العقارية ومفاتيح منزلهم من صندوق احتفظوا به لسنوات. وتعبيراً عن فرحتهم بتحرير الأراضي الأذربيجانية من الاحتلال الأرميني، زيّنت العائلة منزلها في باكو بأعلام أذربيجان وتركيا، وبدأت استقبال الضيوف الذين أتوا للتهنئة بالتحرير.

ويقول رب العائلة بك بالا حسنوف للأناضول، إنه سيأخذ أبناءه وأحفاده ويعود إلى مسقط رأسه، شوشة التي لم يرَها منذ 28 عاماً، بمجرد أن تسمح الدولة بعبور المدنيين إلى المناطق المحررة.

ويؤكد حسنوف أنه لم يفقد يوماً الأمل في العودة إلى وطنه، وأنه يشعر بالشوق والحنين الكبيرين إلى مدينة شوشة، التي تتميز بالهواء النقي والغابات الخضراء والجبال والينابيع، وفق وصفه.

ويختتم حسنوف بقوله: "شوشة هي كل شيء لنا. سنعود إلى مسقط رأسنا. لقد احتفظنا بوثائق الملكية العقارية ومفاتيح منازلنا حتى اليوم، لأننا لم نشكّ يوماً في عودتنا إلى الوطن. لسنا نحن فقط، بل كل الأذربيجانيين والأتراك سعداء بعودة شوشة".

وفي 8 مايو/أيار 1992، احتلّت القوات الأرمينية مدينة شوشة التي تُعتبر رمزاً تاريخياً وثقافياً لأذربيجان، فضلًا عن أهميتها الاستراتيجية بسبب موقعها الجغرافي على الطريق المؤدي إلى خانكندي، أكبر مدينة في قره باغ.

TRT عربي - وكالات
الأكثر تداولاً