أبو ظبي متهمة بدعمها لجماعة المجلس الانتقالي الجنوبي الانفصالية التي رفعت السلاح ضد الحكومة اليمنية الشرعية (Reuters)
تابعنا

انضمت الدولتان الخليجيتان السعودية والإمارات معاً في تحالف عام 2015، لهزيمة الحوثيين واستعادة حكومة عبد ربه منصور هادي السيطرة على عدة مدن أبرزها العاصمة صنعاء، لكن يبدو أن أهداف الإمارات والسعودية حول مستقبل اليمن لم تعد متوافقة.

فبينما يدور القتال في البلد الفقير للعام السادس على التوالي، يوجه مسؤولون يمنيون من حين إلى آخر، اتهامات لأبو ظبي بدعم تشكيلات مسلحة خارج إطار السلطة الشرعية، وتغذية صراعات في مناطق متفرقة من البلاد، بخاصة محافظات أرخبيل سقطرى وشبوة وتعز.

وأبرز الاتهامات للإمارات دعمها بشكل كامل جماعة المجلس الانتقالي الجنوبي الانفصالية التي رفعت السلاح ضد نظام هادي المدعوم من السعودية.

جزيرة "حنيش"

جماعة الحوثي اليمنية أدانت في تصريح للمتحدث باسم وزارة الداخلية في حكومة الحوثيين (غير المعترف بها دولياً) عبد الخالق العجري مساء الأحد، تواطؤ الإمارات مع إريتريا في شن هجمات متكررة على جزيرة “حنيش“ قرب مضيق باب المندب الرابط بين البحر الأحمر وخليج عدن.

وقال العجري: “إن الهجمات المتكررة لدخول جزيرة حنيش الكبرى تأتي بتواطؤ إماراتي“. موضحاً أن “قوات إريتريا صادرت خلال العام الماضي 53 قارباً لصيادين يمنيين، وقامت بتعذيبهم في انتهاك واضح للسيادة اليمنية“، حسب المصدر ذاته.

الإمارات تدعم نفوذها العسكري على الجانب الغربي لمضيق باب المندب، من خلال قاعدة عسكرية في إريتريا تديرها منذ 2016.

صحيفة الغارديان البريطانية

ووفق وسائل إعلام أجنبية بينها صحيفة “الغارديان” البريطانية، فإن الإمارات تدعم نفوذها العسكري على الجانب الغربي لمضيق باب المندب، من خلال قاعدة عسكرية في إريتريا تديرها منذ 2016.

وعلى الرغم من زعم الإمارات سعيها لدعم الحكومة الشرعية في اليمن، فإن أفعالها لا تؤيد هذه الاداعاءات.

وتعرضت أبو ظبي لانتقادات واسعة الأسبوع الماضي، بعد امتناعها عن تقديم أي دعم لليمنيين خلال مشاركتها في مؤتمر المانحين الدوليين لليمن برعاية السعودية.

وقال مستشار وزير الإعلام مختار الرحبي عبر حسابه على تويتر غداة مؤتمر المانحين لليمن الذي نظمته السعودية افتراضياً بالتعاون مع الأمم المتحدة، إن الإمارات لم تقدم مساعدة لبلاده في مؤتمر المانحين بل تدعمه "بالمليشيا المتمردة" فقط.

رفض شعبي

الانتقادات الموجهة إلى الإمارات لم تكن من خلال المسؤولين اليمنيين بل من المستوى الشعبي أيضاً، فقد تظاهر مئات المحتجين باليمن الاثنين، للمطالبة بطرد تشكيلات مسلحة تابعة لـ“المجلس الانتقالي الجنوبي” المدعوم إماراتياً من محافظة سقطرى شرقي البلاد.

وأعلن بيان صادر عن منظمي المظاهرة تأييد الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي وخطوات الحكومة للحفاظ على السلم الاجتماعي ووقف محاولات جر المحافظة إلى الفوضى.

وأكد البيان “رفض ما يسمى بالإدارة الذاتية المعلنة من المجلس الانتقالي (..) والمظاهر المسلحة التي شهدتها عاصمة المحافظة حديبوه“.

شهود عيان قالوا إن المظاهرة ضمت مئات المحتجين الذين رفعوا الأعلام الوطنية وصور الرئيس هادي، ولافتات رافضة لما يسمى بـ“الإدارة الذاتية” للجنوب.

وفي 25 أبريل/نيسان الماضي، أعلن المجلس الانتقالي الجنوبي، حالة الطوارئ العامة وتدشين ما سمَّاها “الإدارة الذاتية للجنوب“، وسط رفض وتنديد محلي ودولي.

وبين حين وآخر، تشهد جزيرة سقطرى بخليج عدن، محاولات مسلحين مدعومين من الإمارات للسيطرة على مرافق حيوية بها، كذلك تشجع على تمرد كتائب عسكرية في القوات الحكومية المرابطة بالجزيرة.

ويزيد من تعقيدات النزاع في اليمن امتداداته الإقليمية، فمنذ مارس/آذار 2015، ينفذ تحالف عربي بقيادة السعودية عمليات عسكرية في مواجهة الحوثيين. فيما تنفق الإمارات أموالاً طائلة على تسليح قوات “موازية” لقوات الحكومة اليمنية الشرعية وتدريبها.

TRT عربي - وكالات
الأكثر تداولاً