رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي يفتتح المتحف بعد إعادة تأهيله وإجراء أعمال الصيانة في قاعاته (AFP)
تابعنا

أعاد المتحف الوطني العراقي في بغداد فتح أبوابه الاثنين لاستقبال الزوار من السياح والعراقيين بعد إغلاق استمر ثلاث سنوات بسبب جائحة كوفيد-19 والاضطرابات السياسية والأمنية.

وتوافد سياح أتراك وغربيون ومواطنون عراقيون لزيارة المتحف الذي يضمّ آثاراً تعود إلى نحو 2500 عام، بينها ما ينتمي إلى عصر الإمبراطورية الأشورية، إضافة إلى أبواب وصناديق خشبية وآثار إسلامية أخرى من القرن التاسع.

وقالت التركية تيجين كيرالشي (65 عاماً) التي كانت ضمن وفد يضم 17 سائحاً تركياً، لوكالة الصحافة الفرنسية: "انتظرنا كثيراً، منذ أربع سنوات نخطط للمجيء إلى هنا".

وأضافت: "تجاوز (المتحف) كل توقعاتي، إنها آثار ثمينة جداً ولا تُقدَّر بثمن"، معتبرة أنها "تعكس عمق تاريخ العراق".

وتأسس المتحف الوطني العراقي الواقع في وسط بغداد عام 1926 في منطقة القشلة، وانتقل عام 1966 إلى منطقة العلاوي بعد توسيعه وزيادة محتوياته التي تعكس تاريخ بلاد ما بين النهرين.

وتتميز قاعته الآشورية بضخامة معروضاتها التي تحول دون سرقتها أو إخفائها، ومن أبرزها الثوران المجنحان برأسين بشريين وعليهما كتابات مسمارية من عصر الملك آشور ناصر بال الثاني (883-859 قبل الميلاد)، وقد اكتُشفا عند أحد مداخل قاعة العرش في القصر الغربي في نمرود.

وافتتح المتحف الأحد رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي "بعد إعادة تأهيله وإجراء أعمال الصيانة في قاعاته".

وقال مدير الهيئة العامة للآثار والتراث العراقية ليث مجيد حسين لوكالة الصحافة الفرنسية إنه "أُغلق نحو ثلاث سنوات تقريباً لأسباب أمنية بسبب التظاهرات، وبعدها تسببت الجائحة بإغلاق جديد".

وكان افتتاح رسمي للمتحف أقيم عام 2015 بعد نحو عشر سنوات على تعرضه لأعمال نهب وسرقة خلال الفوضى التي عاشها العراق بعد غزوه بقيادة الولايات المتحدة عام 2003.

وتمكّنت السلطات العراقية خلال السنوات الأخيرة من إعادة ثلث القطع النادرة التي سُرقت البالغ مجموعها نحو 15 ألفاً. ويحوي المتحف اليوم آلاف القطع، وفقاً لحسين، بعدما كان قبل 2003 أحد أغنى المتاحف بالقطع الأثرية في العالم.

وتعرّضت الآثار العراقية اعتباراً من 2014 لسرقة ونهب من تنظيم داعش الذي لجأ إلى الاتجار المربح بالقطع الأثرية لكسب المال، وعمد إلى عرض مشاهد مصورة عن تحطيم مواقع أثرية.

ووضعت حكومة الكاظمي إعادة الآثار المسروقة ضمن أولوياتها. وتمكّن العراق عام 2021 من استعادة آلاف القطع الأثرية، بينها 17 ألفاً و899 قطعة أعادتها الولايات المتحدة.

وأعلنت السلطات في ديسمبر/كانون الأول الفائت استرداد "لوح غلغامش" الذي يُقدَّر عمره بـ3500 عام بمساعدة الولايات المتحدة، الأمر الذي وصفته السلطات بـ"الانتصار" على سُرَّاق "تاريخ وحضارة" البلاد.

TRT عربي - وكالات
الأكثر تداولاً