الإمارات تحكم على عماني بالسجن مدى الحياة بعد "محاكمة جائرة جداً" (Reuters)
تابعنا

قالت منظمة هيومن رايتس ووتش الخميس إن محكمة إماراتية حكمت على رجل عماني بالسَّجن مدى الحياة في مايو/أيار 2020، بعد "محاكمة جائرة جداً" على ما يبدو.

وأوضح أحد أفراد الأسرة أنه بعد اعتقال عبد الله الشامسي في أغسطس/آب 2018، عندما كان عمره 19 عاماً وطالباً في مدرسة ثانوية بالإمارات، أخضعه "أمن الدولة" الإماراتي للاعتقال بمعزل عن العالم الخارجي ووضعه في حبس انفرادي مطوّل، وهو مصاب بسرطان الكلى.

من جانبه قال نائب مدير قسم الشرق الأوسط في هيومن رايتس ووتش مايكل بَيْج إن: "الحكم على رجل لديه الاكتئاب والسرطان بالسجن مدى الحياة، استناداً إلى اعتراف مشكوك فيه، مثال مروع على ظلم النظام القضائي الإماراتي".

وأضاف بَيْج "ترفض السلطات الإماراتية تقديم معلومات عن حالة الشامسي، وهي تحتجزه خلال أزمة فيروس كورونا في سجن معروف باكتظاظه، وظروفه غير الصحية، ونقص الرعاية الطبية".

وقال أفراد الأسرة لهيومن رايتس ووتش إن محاكمة الشامسي التي بدأت في فبراير/شباط 2020، بعد أكثر من عام ونصف على اعتقاله، شابتها انتهاكات للإجراءات القانونية الواجبة، بما فيها منعه من الاتصال بمحام أثناء الاستجواب، وقبول اعتراف يزعم أنه قسري كدليل.

من جانبه، كشف الشامسي لأفراد أسرته أنه لم يُبلَّغ بأي تهم ضده طوال حبسه الاحتياطي، وأن الأدلة ضده قُدمت إليه قبل شهر فقط من محاكمته، وشملت تغريدات في "تويتر" نفى كتابتها، ومسابقات عبر الإنترنت شارك فيها عندما كان عمره 17 عاماً فقط، استضافتها محطات تلفزيون إماراتية وقناة "الريان" القطرية.

وأشارت رايتس ووتش إلى أن سلطات الإمارات ترفض تقديم معلومات عن حالة الشامسي، وهي تحتجزه خلال أزمة فيروس كورونا في سجن معروف باكتظاظه، وظروفه غير الصحية، ونقص الرعاية الطبية.

يذكر أن الشامسي، ووالدته مواطنة إماراتية، اختفى في 18 أغسطس/آب 2018 بعد مغادرته منزل الأسرة في العين شرق أبو ظبي.

وقالت عائلته إنها لم تعرف مكانه أو ما حدث له حتى 16 سبتمبر/أيلول، عندما أحضرته مجموعة من الرجال يرتدون ملابس عسكرية ومدنية، ومعهم شرطية، إلى المنزل، وفتّشوا منزله وصادروا أجهزته الإلكترونية، واقتادوه مرة أخرى دون أن يعرّفوا عن أنفسهم أو يبرزوا مذكرة تفتيش.

وكشف الشامسي في إحدى الزيارات العائلية القليلة التالية، إنه خلال الأشهر الثلاثة الأولى من الاستجواب، عذبته قوات أمن الدولة بالضرب والصدمات الكهربائية وقلع أظافره، من بين طرق أخرى.

كما حرمته السلطات من الاتصال بمحام طوال فترة احتجازه قبل المحاكمة، وأشار الشامسي في مكالمة هاتفية إلى أن المحققين أجبروه على التوقيع على اعتراف وهو معصوب العينين، استُخدم ضده لاحقاً في المحكمة.

قبل اعتقاله، كان الشامسي يتلقى علاجاً لسرطان الكلى، الذي أدى إلى استئصال إحدى كليتيه، وكان يتلقى أدوية واستشارات للعلاج النفسي.

وفي أواخر أبريل/نيسان، أصدر "فريق الأمم المتحدة العامل المعني بالاحتجاز التعسفي" رأياً في قضية الشامسي ووجد احتجازه تعسفياً، مشيراً إلى أن رد الحكومة على ادعاءات التعذيب وانتهاك الإجراءات القانونية الواجبة لا يدحض هذه المزاعم بشكل كاف، وقال إن على السلطات ضمان الإفراج عنه فوراً.

TRT عربي - وكالات
الأكثر تداولاً