الدبيبة عزز صورته في الفترة الماضية كمسؤول قريب من الناس (Reuters)
تابعنا

منذ تعيينه على رأس الحكومة الليبية الانتقالية، بدأ رجل الأعمال الثري الوافد حديثاً إلى المشهد السياسي عبد الحميد الدبيبة بتعزيز قوته وشعبيّته، وقدّم الأحد ترشحه للانتخابات الرئاسية المقررة في ديسمبر/كانون الأول.

ولد الدبيبة عام 1959 في مدينة مصراتة الساحلية غرب البلاد التي مثلت تاريخياً مفترقاً لطرق التجارة بين الصحراء والبحر المتوسط.

في ظل حكم معمر القذافي، استفادت عائلته بشكل كبير من الازدهار الاقتصادي الذي شهدته ثالث أكبر المدن الليبية، مثل عائلات أخرى من الوجهاء المحليين.

الدبيبة متزوج وله ستة أبناء، وهو حاصل على ماجستير هندسة في التخطيط الحضري وتقنيات البناء من جامعة تورونتو الكندية.

قبل تعيينه غير المتوقع في فبراير/شباط رئيساً للحكومة الموقتة، شغل مناصب مهمة في عهد القذافي.

ترأس الشركة الليبية للتنمية والاستثمار القابضة (لدكو)، وهي شركة كبيرة مملوكة للدولة، وأشرف على مشروع ألف وحدة سكنية في مدينة سرت مسقط القذافي.

بدايته السياسية

جمع عبد الحميد الدبيبة ثروته في قطاع البناء وصار أحد أنجح رجال الأعمال في مصراتة، مع ابن عمه علي الدبيبة.

أدار الدبيبة مشاريع تتبع جهاز تنمية وتطوير المراكز الإدارية، وهو عملاق آخر للاستثمارات العامة مهمته تحديث البنية التحتية الليبية.

أسس بعد الثورة عام 2011 تيار "ليبيا المستقبل"، لكن بدايته السياسية كانت خجولة.

لم يبدأ نجمه بالصعود فعلياً إلا في فبراير/شباط عندما قدم برنامجاً طموحاً لفترة انتقالية لا تتجاوز عشرة أشهر وعد بأن تخرج البلاد من عشر سنوات من الفوضى وإجراء انتخابات تشريعية ورئاسية في ديسمبر/كانون الأول.

وخلفت حكومته حكومة فائز السراج في طرابلس وحكومة أخرى موازية في شرق البلاد كانت موالية للانقلابي خليفة حفتر الذي ترشح بدوره للرئاسة.

حازت حكومة الدبيبة ثقة البرلمان في مارس/آذار، وتركزت مهمتها على إعادة توحيد المؤسسات وضمان مغادرة المقاتلين والمرتزقة الأجانب والتحضير للانتخابات.

"عودة الحياة"

لكن الدبيبة أعطى الأولوية لتحسين الحياة اليومية لليبيين الذين أنهكهم النزاع وانعدام الأمن والتضخم المستفحل.

حضر تجمعات للكشافة ومباريات كرة قدم، وقد سبق أن ترأس مجلس إدارة نادي "الاتحاد" صاحب الشعبية في طرابلس.

عزز ذلك صورته كمسؤول قريب من الناس، فيما اتهمه خصومه بقيادة حملة غير رسميّة للانتخابات الرئاسية.

ورغم عدم إقرار البرلمان الميزانية المؤقتة التي اقترحها باعتبارها عالية التكلفة، نجح عبد الحميد الدبيبة في إقناع البنك المركزي بتوفير تمويل لخطته "عودة الحياة" التي وعدت بمشاريع تنموية في "جميع مدن ومناطق ليبيا".

كما ضاعف رواتب موظفي الدولة ومعاشات المتقاعدين الثابتة منذ سنوات. وأنشأ مطلع أيلول/سبتمبر "صندوق دعم الزواج" لتقديم منح إلى 50 ألف شاب وشابة.

وخلال تسليمه أول صكّوك الزواج بقيمة 40 ألف دينار (7800 يورو) لكل زوجين في بلد حيث يراوح الحد الأدنى للأجور بين 150 و200 يورو، صرح الدبيبة "أردتُ لكم خيام الأفراح بدل خيام العزاء وأنا عند وعدي لكم".

كان يفترض أن يترك رئيس الحكومة منصبه في 21 سبتمبر/أيلول بعد أن حجب البرلمان الذي يتخذ مقراً في طبرق (شرق) الثقة عنه. لكنه عوض ذلك دعا إلى اجتماع كبير في طرابلس وأعلن بقاءه في المنصب، وكثف في الأيام التالية الفعاليات الشعبية في مدن غرب البلاد.

واستقبل بحفاوة منتصف نوفمبر/تشرين الثاني في باريس خلال مؤتمر دولي حول ليبيا.

TRT عربي - وكالات
الأكثر تداولاً