تواصُل عودة الأهالي إلى قراهم المحررة من التنظيمات الإرهابية شمالي سوريا (AA)
تابعنا

على الرغم من توصل أنقرة وواشنطن، الخميس، إلى اتفاق لتعليق عملية نبع السلام العسكرية، يقضي بأن تكون المنطقة الآمنة في الشمال السوري تحت سيطرة الجيش التركي، ورفع العقوبات عن أنقرة، وانسحاب العناصر الإرهابية من المنطقة في ظرف 120 ساعة، إلا أن التنظيمات الإرهابية لا تزال مستمرة في خرقها للاتفاق، مستهدفة عناصر من الجيش التركي والجيش الوطني السوري.

ومع تحرير عدة قرى وبلدات ومدن شرقي الفرات من الإرهابيين في عملية نبع السلام، بدأ المدنيون بالعودة إلى منازلهم، وسط تدابير أمنية لضمان سلامتهم وأمنهم.

ويعمل جنود الجيش الوطني السوري الذي ما زالت التنظيمات الإرهابية تستهدفهم، على طمأنة المدنيين في المنطقة، وتقديم ضمانات لهم، من خلال شرح أهداف العملية.

وكان وزير الخارجية التركي مولود جاوش أوغلو شدد خلال إعلان اتفاق التهدئة على أن "تعليق العملية لا يعني انسحاب الجنود الأتراك من المنطقة، قائلاً "سنتابع بشكل مباشر كل ما يتم تنفيذه عبر وجودنا في المنطقة ومصادرنا الاستخباراتية وكل شيء سيتم أمام أعيننا وسنراقبه".

خرق للاتفاق

ووسط الالتزام الكامل من القوات المسلحة التركية باتفاق المنطقة الآمنة، سجلت وزارة الدفاع التركية السبت، 14 هجوماً وخرقاً خلال آخر 36 ساعة نفذها إرهابيو PKK/YPG.

وقال بيان لوزارة الداخلية التركية "على الرغم من التزام القوات المسلحة التركية لاتفاق المنطقة الآمنة إلا أن عناصر PKK/YPG الإرهابي نفذوا 12 هجوماً في رأس العين، واثنين في منطقة تل تمر، خلال آخر 36 ساعة".

"القوات المسلَّحة التركية تلتزم بشكل كامل اتفاق المنطقة الآمنة، الذي توصلت إليه تركيا والولايات المتَّحدة في 17 أكتوبر/تشرين الأول الجاري"

وزارة الدفاع التركية

وأضاف البيان "تحققنا من استخدام أسلحة خفيفة وثقيلة (صواريخ، وأسلحة مضادة للطائرات والدبابات) في تلك الهجمات/الخروقات"، مؤكداً أن "تركيا نسقت لحظياً مع الولايات المتحدة، من أجل تنفيذ الاتفاق بشكل سليم، واستمرار التهدئة، باستثناء حالات الدفاع عن النفس".

وكشفت وزارة الدفاع التركية، أن إرهابيي PKK/YPG أحرقوا أجهزة مستشفى تل أبيض وهرّبوا قسماً ثانياً منها.

كما أطلق عناصر تنظيم PKK/YPG الإرهابي النار على قوات الجيش الوطني السوري الجمعة في رأس العين بنيران بنادق القناصة، مما أسفر عن إصابة ثلاثة منهم نُقلوا إلى المستشفى في قضاء جيلان بنار بولاية شانلي أورفا للعلاج.

تركيا تحذر

يسعى الجيش التركي والجيش الوطني السوري للحفاظ على الاتفاق وحماية المدنيين، ولكي تُنفذ هذه المساعي بنجاح حذر الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، من أن بلاده ستستمر في سحق الإرهابيين شمال شرقي سوريا، في حال عدم نجاح الاتفاق الأخير مع الجانب الأمريكي.

وأكد الرئيس أردوغان على أن تركيا لم تحِد عن الشروط التي وضعتها منذ البداية، قائلاً إن "تركيا تعرضت مع الأسف لشتى أنواع التصرفات البشعة خلال الـ9 أيام الأخيرة وقد اكتشفنا حقيقة الأطراف بسبب سقوط الأقنعة التي كانت على الوجوه".

وأضاف "في حال عدم الوفاء بالتعهدات المقدمة لبلادنا، لن ننتظر كما في السابق وسنواصل العملية بمجرد انتهاء المهلة التي حددناها، وإذا لم ينجح الاتفاق مع الأمريكيين سنواصل من حيث توقفنا عند انتهاء الـ120 ساعة ونستمر في سحق الإرهابيين".

من جانبه، أكد وزير الدفاع التركي خلوصي أقار على أن تركيا ستستأنف عملية نبع السلام إذا لم ينسحب الإرهابيون من المنطقة الآمنة في مهلة الأيام الخمسة، قائلاً "كل خططنا جاهزة لاستئناف العملية إذا اضطررنا لذلك".

وأضاف "ننتظر من العالم أن يرى التنظيم الإرهابي على حقيقته، بينما نرى الكثير من الترويجات الكاذبة التي تفتري على تركيا وتنشر صوراً مفبركة وتتهمها باستخدام الأسلحة الكيماوية".

وتابع "الجيش التركي يحرر مناطق شرق الفرات من التنظيمات الإرهابية وسنحاسب كل الذين تسببوا في إراقة دماء الأبرياء في شمال سوريا".

وأكد أقار أن مبادئ تركيا وأخلاقها وثقافتها تأمرها باحترام المدنيين والبيئة والطبيعة والمؤسسات الثقافية والتاريخية والدينية، ولا يمكن أن تتخلى عن هذا الأمر.

TRT عربي - وكالات
الأكثر تداولاً