ترميم مصطبة أخاثيتيب الجنائزية يأتي في إطار أعمال تجديد القسم الواسع المخصص للآثار المصرية في اللوفر (Stephane De Sakutin/AFP)
تابعنا

تستعيد مصطبة أخاثيتيب الجنائزية، إحدى أبرز المعروضات الأثرية المصرية في متحف اللوفر، رونقها بعد أربع سنوات من الترميم، مما يتيح للزائرين التمعن بصورة أفضل بهذا العمل الذي يروي قصة الحياة في مصر القديمة قبل أربعة آلاف سنة.

يأتي ذلك في إطار أعمال تجديد القسم الواسع المخصص للآثار المصرية في المتحف الباريسي الشهير. ويسعى القائمون على هذا القسم لتحسين وإبراز القطع الجديدة ضمن مجموعته والأعمال المرممة فيه.

وفي قاعة الاستقبال، بات يقف تمثال كلب أسيوط المصنوع من الكلس والعائد على الأرجح إلى نهاية عصر الأسرة البطلمية (القرن الأول قبل الميلاد) بعدما خضع لأعمال ترميم طويلة.

أعيد تشكيل معبد المصطبة بعد تبرعات جمعت نصف مليون يورو عام 2016 (AFP)

وفي القاعة الثانية واجهة كبيرة تحمل اسم "قاموس الآلهة" تربط كل حرف من الأبجدية ("آمون" لحرف "أ" على سبيل المثال) بتماثيل ومجموعات مرفق بها شروحات عن الفنون والديانة في مصر القديمة.

وتشكل القاعة التالية أبرز محطات هذا المسار الجديد. فبفضل حملة أطلقت نهاية 2016 وجمعت نصف مليون يورو، أعيد تشكيل معبد يُعرف بمصطبة أخاثيتيب بالشكل الذي كان عليه في مقابر سقارة، من خلال رفعها لسبعين سنتيمتراً إضافياً مقارنة بما كانت عليه قبلاً.

وفُكّكت المصطبة حجراً حجراً ونُظّف كل منها ورُمّم وصُوّر ثم حُوّل رقميّاً.

وبفضل إضاءة خاصة تضيء كامل تفاصيل المنحوتات المتعددة الألوان، بات يمكن تأمُّل التفاصيل التي تظهر بشكل حيوي.

ولهذا الديكور وظيفة مزدوجة، إذ كان يبرز ثراء المتوفى، كما كان يتيح تقديم الأضاحي بصورة متواصلة إليه لضمان خلاصه الأبدي.

ويوضح مدير قسم الآثار المصرية في متحف اللوفر فنسان روندو لوكالة الأنباء الفرنسية، أنه في مصر القديمة "كان يراد للمتوفى أن يبقى إنتاج الغذاء معه بصوره أبدية، مما يجعلنا نغوص في قلب التقنيات الزراعية للتذرية ودرس الحنطة والنقل".

كلب أسيوط العائد إلى نهاية عصر الأسرة البطلمية يُعرض ضمن المجموعة المرممة (AFP)

وتتيح عروض فيديو تستند إلى نماذج ثلاثية الأبعاد للمعلم، رؤية الديكور في الموقع، بما يضفي حيوية على مشاهد العمل في الحقول.

واستحوذ متحف اللوفر سنة 1903 من مقابر سقارة على هذه المصطبة لمنع تفتيتها على يد تجار محليين، "إذ كان يُقضى على هذا التراث بدرجة لا يمكن تصورها"، حسب فنسان روندو.

وفي 1905 وُضعت المصطبة التي جيء بها من مصر في جناح فلور في اللوفر، قبل نقلها سنة 1932 إلى قاعة جناح سولي.

وبعد مرور قرن على الاستحواذ على المصطبة، عُثر تحت الرمال بفضل عمل صبور من البحوث والحفريات، على الموضع الدقيق، خصوصاً المجمع الهندسي الواسع الذي كانت جزءاً منه، مما أتاح رؤية الموقع بدقة.

وسيخصص متحف اللوفر في تموز/يوليو أنشطة عن أخاثيتيب، الثري الذي تَزوَّج نجلُه ابنة الملك آنذاك، تشمل بثّ مسلسل عبر الإنترنت عن معبده ومصيره.

TRT عربي - وكالات
الأكثر تداولاً