تيريزا ماي: التصويت ضد الخروج بدون اتفاق ولصالح تمديد فترة المفاوضات لا يحل المشكلة (Reuters)
تابعنا

ما المهم: بعد تصويت البرلمان البريطاني برفض اتفاق الخروج من الاتحاد الأوروبي بالأغلبية، الثلاثاء، تعمقت أزمة البلاد، وأجبِر البرلمان على اتخاذ قرار في غضون أيام بشأن ما إذا كان سيدعم خروجاً دون اتفاق، أم سيسعى إلى تأجيل الخروج في اللحظات الأخيرة.

ويضع التصويت، المرتقب الأربعاء، خامس أكبر اقتصاد في العالم في حالة غموض دون سبيل واضح للمضي قدماً؛ حيث باتت البلاد أمام سيناريوهات من بينها الخروج من الاتحاد دون اتفاق أو تأجيل موعد الانفصال المقرر في 29 مارس/آذار، أو إجراء انتخابات مبكرة أو حتى إجراء استفتاء آخر.

المشهد: ينتظر أن يصوت البرلمان البريطاني، الأربعاء، على خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي بدون اتفاق في الموعد المحدد للخروج.

وقالت رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي إنه "في حالة لم يقر النواب الخروج دون اتفاق، بعد التصويت، سيكون هناك تصويت آخر على تأجيل الخروج من الاتحاد يوم الخميس".

وأضافت ماي أن نواب حزب المحافظين الذي تنتمي إليه سيكون لهم التصويت بحرية بشأن الخروج بدون اتفاق، أي أنهم لن يكونوا ملزمين باتباع خط الحزب.

ورفض البرلمان البريطاني، الثلاثاء، اتفاق الخروج من الاتحاد الأوروبي الذي توصلت إليه ماي مع التكتل. وصوّت البرلمان ضد الاتفاق المعدل بأغلبية 391 صوتاً مقابل 242.

وخروج بريطانيا دون اتفاق هو سيناريو تحذر الشركات من أنه سيشيع الفوضى في الأسواق وسلاسل التوريد، ويقول معارضون إنه قد يسبب نقصاً في الغذاء والدواء، بحسب وكالة رويترز.

وقالت ماي للنواب "دعوني أتحدث بوضوح؛ التصويت ضد الخروج بدون اتفاق ولصالح تمديد فترة المفاوضات لا يحل المشكلة"، وأضافت أن البرلمان يواجه مأزقاً الآن.

وتابعت ماي "هل يرغب البرلمان في إلغاء المادة 50 التي تعلن نية مغادرة الاتحاد؟ هل يريد إجراء استفتاء ثانٍ؟ أم يريد الخروج باتفاق، ولكن ليس هذا الاتفاق؟".

ردود الفعل: قال زعيم حزب العمال المعارض جيريمي كوربن إن على رئيسة الوزراء الآن الدعوة لانتخابات عامة مبكرة.

وقال الاتحاد الأوروبي إن احتمالات خروج بريطانيا دون اتفاق "زادت كثيراً"، لكن لن تكون هناك مفاوضات أخرى مع لندن بشأن شروط الانفصال. وقال المفوض الأوروبي جان كلود يونكر، الإثنين، "لن تكون هناك فرصة ثالثة".

بدوره، قال متحدث باسم رئيس المجلس الأوروبي دونالد توسك، الذي يمثل حكومات الاتحاد، إنه سيتعين على بريطانيا أن تقدم "مبرراً جاداً" لأي طلب لتأجيل الخروج من الاتحاد.

من جهته حذر رئيس الوزراء البريطاني السابق ديفيد كاميرون، الذي أطلق عملية خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، من أن مغادرة الاتحاد دون اتفاق سيكون كارثياً على المملكة المتحدة.

وقال كاميرون، الأربعاء، إنه يدعم تماماً محاولات رئيسة الوزراء تيريزا ماي للحفاظ على "شراكة وثيقة" مع أوروبا عقب مغادرة بريطانيا الاتحاد الأوروبي.

وأضاف أنه ينبغي على البرلمان التصويت على "استبعاد عدم وجود اتفاق"، والسعي لتمديد الموعد النهائي لمغادرة بريطانيا الكتلة الأوروبية المقرر في 29 مارس/آذار الجاري.

على رئيسة الوزراء الآن الدعوة لانتخابات عامة مبكرة

جيريمي كوربن - زعيم حزب العمال المعارض

الخلفيات والدوافع: كان البرلمان البريطاني رفض في يناير/كانون الثاني الماضي اتفاق الخروج من الاتحاد الأوروبي، الذي تقدمت به حكومة رئيسة الوزراء البريطانية.

وفي ديسمبر/كانون الأول الماضي كانت رئيسة الوزراء البريطانية أجّلت تصويتاً في البرلمان على صيغة الاتفاق الذي توصلت إليه مع المفاوضين الأوروبيين حول آلية خروج بلادها من الاتحاد الأوروبي طبقاً لنتائج استفتاء بريكست الذي أُجري في يونيو/حزيران 2016. وجاء التأجيل على خلفية خشية تيريزا ماي عَدم تبني الاتفاق برلمانياً وبالتالي سقوطه.

وكانت مسألة الحدود بين إقليم أيرلندا الشمالية وجمهورية أيرلندا، خلافية في صيغة الاتفاق المقترحة، ما دفعها إلى العودة إلى بروكسل للحصول على ضمانات أكبر من طرف الاتحاد الأوروبي.

تحضيراتنا من أجل احتمال خروج بريطانيا بدون اتفاق هي الآن ملحّة أكثر من أي وقت مضى

ميشيل بارنييه - كبير مفاوضي الاتحاد الأوروبي

ما التالي: ذكر موقع BBC أن جدول ماي الجديد ينص على أنه في حالة نجاح تصويت الأربعاء، فستخرج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي في الموعد المحدد. لكن في حال إخفاقه فسيتعين عقد جلسه تصويت برلمانية جديدة، الخميس، حول تأجيل الخروج، وبالتالي تمديد العمل بالمادة 50 من معاهدة لشبونة، والتي تبدأ بتفعيلها مفاوضات خروج أي دولة عضو في الاتحاد.

وفي حال أخفق تصويت الخميس فستعود بريطانيا إلى خيار الانسحاب من الاتحاد الأوروبي في الموعد المحدد، لكن في حال نجاحه فيتعين على تيريزا ماي العودة إلى الاتحاد الأوروبي بغرض طلب تأجيل الخروج المقرر في 29 مارس/آذار 2019.

وقال كبير مفاوضي الاتحاد الأوروبي ميشيل بارنييه "لقد فعل الاتحاد الأوروبي كل شيء ممكن من أجل تسهيل سير الاتفاق. يمكن حل الإشكال في المملكة المتحدة فقط. تحضيراتنا من أجل احتمال خروج بريطانيا بدون اتفاق هي الآن ملحّة أكثر من أي وقت مضى".

من جهتها، قالت صحيفة الغارديان البريطانية إنه بالإضافة إلى حزمة التصويتات المرتقبة، هناك سيناريوهات مفتوحة أمام بريطانيا في الأسبوعين القادمين، بما فيها احتمالية الذهاب إلى استفتاء عامٍّ جديد حول رغبة البريطانيين في الخروج من الاتحاد.

وأضافت الصحيفة أن حزب العمال البريطاني يدفع أيضاً في اتجاه سيناريو آخر يقضي بالذهاب إلى إعلان انتخابات مبكرة.

سيكون هناك تصويت آخر في البرلمان البريطاني على تأجيل الخروج من الاتحاد يوم الخميس (Reuters)
TRT عربي - وكالات
الأكثر تداولاً