ينذر الخلاف بين الإمارات والسعودية بتغيرات كبرى في سوق النفط بالنظر إلى تبعاته (Nick Oxford/Reuters)
تابعنا

اعتبرت مجلة "إيكونومست"، أن الخلاف الأخير بين الإمارات والسعودية حول النفط، والذي ظهر في البلدان المصدرة للنفط الأخير، "حدثاً نادراً ومثيراً للدهشة".

وبدأت المفاجأة الأولى في أوائل يوليو/تموز الجاري، حينما قال وزير الطاقة الإماراتي سهيل المزروعي، أن حصص أوبك "غير عادلة على الإطلاق"، ثم المفاجأة الثانية حينما عرقلت الإمارات الاجتماع الأخير لمنظمة (أوبك+)، بسبب خلاف مع السعودية على كميات إنتاج النفط.

وأدى ذلك الخلاف إلى ارتفاع سعر خام برنت إلى 77 دولاراً للبرميل لأول مرة منذ عامين، فارتفع سعر خام النفط الأمريكي إلى أعلى مستوى له خلال 6 سنوات.

ويرى التقرير، أن ذلك الخلاف بين الإمارات والسعودية، ينذر بتغيرات كبرى في سوق النفط، بالنظر إلى تبعاته.

وذكر التقرير أن هناك ثلاثة سيناريوهات محتملة، الأول أن تبدأ الدول المصدرّة للنفط في إنتاج الكميات التي ترغب بها دون اتفاق موحّد، ما سيؤدي إلى حرب أسعار، تتراجع على إثره أسعار النفط عالمياً.

وبشأن هذه النقطة، لفت التقرير إلى ما حدث في مارس/آذار الماضي حينما اجتاح وباء كورونا العالم، وفشلت حينها روسيا والسعودية في الاتفاق على تخفيضات الإنتاج، فغُمر السوق بالنفط قبل أن ينهار الطلب بسبب تداعيات الوباء.

أما السيناريو الآخر، فيتمثل في عدم التوصل إلى اتفاق جديد وتتمسك الدول بحصصها الحالية، ما يعني أن الزيادات الإضافية في الإنتاج، والمتوقع حدوثها في السوق بعد يوليو/تموز الحالي، لن تتحقق.

ومع الزيادة المتوقعة في الطلب على النفط خلال العطلة الصيفية بسبب رفع قيود كورونا، قد يؤدي ذلك إلى زيادة جنونية في الأسعار، تصل إلى أكثر من 80 دولاراً للبرميل، بحسب التقرير.

أما السيناريو الأخير والأقرب للحدوث، فهو الوصول إلى تسوية، تسمح للإمارات وبعض الدول الأخرى بزيادة مؤقتة في الإنتاج، وطرح القضية الشائكة المتعلقة بمراجعة الحصص.

لكن على الرغم من التوصل إلى تسوية، إذا حدثت، فإن الخلاف المتصاعد بين الإمارات والسعودية قد ينذر بمزيد من الانشقاق الذي يؤدي إلى مزيد من تقلب الأسعار، وعدم استقرار سوق النفط في وقت ما زال يتعافى فيه من تداعيات وباء كورونا، وفق التقرير.

TRT عربي - وكالات
الأكثر تداولاً