رئيسة مجلس النواب نانسي بيلوسي والرئيس الأمريكي دونالد ترمب  (Reuters)
تابعنا

في يوم الأربعاء 25 سبتمبر/أيلول الجاري، أثارت رئيسة مجلس النواب الأمريكي نانسي بيلوسي عاصفة بإعلانها فتح تحقيق يهدف إلى عزل الرئيس الأمريكي دونالد ترمب، بسبب عدد من الملفات التي تشير إلى "إساءة استخدامه السلطة بشكل لا يصدَّق".

يواجه ترمب إذاً تهديداً بالعزل، في وقت يستعدّ فيه لخوض الانتخابات الرئاسية العام المقبل 2020، سعياً للفوز بولاية رئاسية ثانية، ووفق آلية معقدة لم يسبق للكونغرس أن استخدمها في تاريخ الولايات المتحدة إلا ضد اثنين من الرؤساء السابقين.

فما الذي حدث؟

قُدم بلاغ لمجلس النواب يتّهم الرئيس الأمريكي بإجراء مكالمة هاتفية مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، طلب منه ترمب خلالها إجراء تحقيق حول نجل جون بايدن، المرشَّح الديمقراطي الذي أشارت استطلاعات الرأي إلى احتمالية فوزه وتفوقه على الرئيس الأمريكي في الانتخابات المقبلة، في محاولة من ترمب لتشويه صورة منافسه أمام الناخبين.

شنّت نانسي بيلوسي هجوماً على البيت الأبيض بعد إعلان التحقيق، إذ اتهمته بالتستر على الرئيس الأمريكي بعدما نشرت صحيفة لوس أنجلوس تايمز تسجيلاً صوتيّاً لترمب، ينتقد فيه من قدّم البلاغ إلى مجلس النواب ويلمح إلى رغبته في الانتقام.

وفي الوقت الذي أنكر فيه ترمب مشروعية التحقيق المفتوح ضده، وأكّد أن محادثته مع الرئيس الأوكراني كانت "قانونية وجيدة" ولا تشوبها شائبة، كشف التسريب الصوتي جانباً آخر، إذ تساءل فيه "من الذي أخبرهم بهذه المعلومات؟ لأنه بهذا الفعل يكون جاسوساً. أنت تعرف ما اعتدنا أن نفعله في الأيام الخوالي، حينما كنا أذكياء، أليس كذلك؟ الجواسيس والخيانة؟ لقد اعتدنا أن نتعامل معها بطريقة مختلفة عمّا نفعله الآن"، في تناقض واضح لتصريحاته الرسمية.

تداعٍ سريع للأحداث

شهد اليوم السبت عدداً من التداعيات السريعة للأحداث، بعد مرور أيام قليلة على إعلان فتح التحقيق.

فقد استقال المبعوث الأمريكي إلى أوكرانيا كيرت فولكر من منصبه، بعد تلقيه استدعاء من الكونغرس لاستجوابه، دفعه لتقديم استقالته إلى وزير الخارجية مايك بومبيو، معبرّاً عن مخاوفه من عدم قدرته على ممارسة مهامه في ضوء التطورات الأخيرة، حسب صحيفة النيويورك تايمز.

من جانبه أصدر الكونغرس مذكرة استدعاء لوزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو، وطالبه بتقديم وثائق تتعلق بالمحادثة الهاتفية مع أوكرانيا خلال مهلة لا تتجاوز أسبوعاً، وهي الخطوة الرسمية الأولى التي يتخذها مجلس النواب في إطار التحقيق.

ليقيّد بعدها البيت الأبيض، في خطوة مفاجئة، الوصول إلى نَصّ المكالمات الهاتفية التي أجراها الرئيس الأمريكي مع كل من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وولي العهد السعودي محمد بن سلمان، وفقاً لما كشفته شبكة CNN، في شبهة جديدة تشير مجدَّداً إلى تَستُّر البيت الأبيض على ممارسات غير قانونية لترمب.

مراحل تحقيق العزل

يمرّ التحقيق الذي يهدف إلى عزل ترمب بعدة مراحل، إذ تُجرِي 6 لجان منفصلة تتضمن اللجنة القضائية والاستخباراتية والعلاقات الدولية، التحقيق الذي خضعت أجزاء منه لفحص لجان سابقة، بعدها إذا أقر النواب الديمقراطيون عزل ترمب، فسيدرجون المستندات اللازمة لذلك في موادِّ عزله ويقدمونها في تقرير آخر للجنة القضائية التابعة لمجلس النواب، التي ستنظر فيه بدورها.

وإذا قررت اللجنة القضائية تمرير مواد العزل، سيجرى تصويت عامّ في المجلس تحسم نتيجته مسألة عزل الرئيس وفقاً لعدد الأصوات، إلا أن التحدِّي الحقيقي أمام نانسي بيلوسي أنه في حال عزل مجلس النواب ترمب، فلا بد أن يؤيّد ثلثا أعضاء مجلس الشيوخ القرار لإدانة الرئيس وعزله من منصبه فعلاً، وهو ما يصعب تحقيقه بالنظر إلى أغلبية النواب الجمهوريين داخل مجلس الشيوخ، لكن تداعيات الأحداث وما ستكشفه من تفاصيل موثَّقة قد يغيّر النتيجة جذريّاً.

TRT عربي - وكالات
الأكثر تداولاً