السلطات التركية سمحت لكبار السن بالتنزه من جديد يوم الأحد (AP)
تابعنا

بدأت دول أوروبية صباح الاثنين، تخفيف إجراءات العزل المفروضة منذ نحو شهرين بسبب تفشي فيروس كورونا، إذ كان أمس الأحد هو اليوم الأخير من العزل في فرنسا وقسم من إسبانيا وغيرهما، وكذلك تركيا التي قررت أيضاً رفع تدابير الحجر الصحي بسبب فيروس كورونا عن 303 مناطق سكنية في 61 ولاية، واستمرارها في 111 منطقة.

وبعد شهرين من الحجر الصارم سيكون بوسع غالبية سكان فرنسا وإسبانيا، البلدين اللذين يُعتبران من الأكثر تضرراً من الفيروس في العالم، استعادة بعض من حياتهم الاجتماعية وحدّ أدنى من حرية التنقل، على غرار الصينيين والإيطاليين والألمان من قبلهم.

وبعد نحو خمسة أشهر على ظهور الفيروس في الصين في أواخر 2019، يبدو أن الوباء الذي أدى إلى فرض الحجر على أكثر من نصف البشرية وشلّ الاقتصاد العالمي، بات تحت السيطرة في عدد متزايد من البلدان.

غير أن خطر حصول موجة ثانية، بل ربما ثالثة، من الإصابات يبقى ماثلاً، وهو ما حذرت منه منظمة الصحة العالمية.

تركيا

أعلنت وزارة الداخلية التركية رفع تدابير الحجر الصحي بسبب فيروس كورونا عن 303 مناطق سكنية في 61 ولاية واستمرارها في 111 منطقة.

وقالت الوزارة في بيان الأحد، إنها اتخذت إجراءات إدارية أو جزائية بحق 13 ألفاً و716 شخصاً خالفوا حظر التجول المفروض بين 8 و10 مايو/أيار الحالي.

وأوضحت أن المواطنين بشكل عامّ التزموا بدرجة عالية قرار تقييد حركة الخروج إلى الشوارع المفروض في 24 ولاية تركية منذ منتصف ليل الجمعة الماضية.

وأشارت إلى استعداد مراكز الحلاقة والتجميل في البلاد لاستئناف العمل اعتباراً من الاثنين وفق شروط محددة.

وذكرت أن المواطنين الذين تتجاوز سنّهم 65 عاماً والمصابين بأمراض مزمنة، تمكنوا أمس الأحد من التجول لمدة 4 ساعات.

وأعلنت أن الأطفال دون سن 14 سنة سيتمكنون من التجول يوم 13 مايو/أيار، والشباب بين 15 و20 عاماً يوم 15 مايو/أيار، لمدة 4 ساعات.

واستنشق المسنون في تركيا الأحد، الهواء الطلق خارج منازلهم، للمرة الأولى منذ قرابة شهرين، عقب سماح السلطات لهم بالتجول، بعد فرض حجر منزلي عليهم لوقايتهم من فيروس كورونا.

ووفقاً لأحدث الإحصائيات التي نشرتها وزارة الصحة التركية الأحد، فإن عدد المتعافين من كورونا ارتفع إلى 92 ألفاً و691 بعد تماثل 3 آلاف و211 للشفاء.

وارتفع عدد الإصابات إلى 138 ألفاً و657، بعد تسجيل 1542 إصابة جديدة الأحد، كما ارتفع عدد الوفيات إلى 3786 بعد تسجيل 47 وفاة جديدة.

فرنسا

في فرنسا يبدو أن العزل الحازم وغير المسبوق الذي فُرض على السكان منذ 17 مارس/آذار بدأ يؤتي ثماره، فقد انخفضت الحصيلة اليومية للوفيات حتى 70 حالة منذ مساء الأحد الماضي، الذي يُعَدّ العدد الأدنى حتى الآن.

لكن مع حصيلة وفيات إجمالية تفوق 26 ألفاً، وهي من بين الأعلى في العالم، دعا المسؤولون الفرنسيون إلى الحذر مع استعداد ملايين الفرنسيين للخروج من بيوتهم والعودة إلى أعمالهم من أجل تنشيط الاقتصاد المشلول تقريباً منذ شهرين.

وكتب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في تغريدة: "بفضلكم تراجع الفيروس، لكنه لا يزال هنا. أنقذوا الأرواح، كونوا حذرين".

وتفرض فرنسا ارتداء الأقنعة في وسائل النقل العام ومعايير صحية إلزامية في المدارس. ويعزز ظهور3 بؤر عدوى جديدة في غرب البلاد الخشية من موجة وبائية ثانية.

إسبانيا

في إسبانيا وبهدف الحدّ من مخاطر تفشي الفيروس، سيُرفَع العزل عن جزء من البلاد فقط، ويبقى معظم المدن الكبرى مثل مدريد وبرشلونة خاضعاً لقيود صارمة.

وخلال الساعات الـ24 الأخيرة سجلت إسبانيا 143 وفاة في أدنى حصيلة يومية لها منذ 18 مارس/آذار، مع إجمالي يتجاوز 26 ألفاً هو أيضاً من بين الأعلى في العالم.

وأعلن رئيس الدوري الإسباني لكرة القدم خافيير تيباس أنه يأمل استئناف البطولة في 12 مايو/أيار، رغم الإعلان مساء الأحد عن تسجيل إصابات في أوساط اللاعبين.

وفي وقت تسعى فيه كرة القدم الأوروبية لاستئناف نشاطها بعد أشهر من التوقف، تكشف الفحوص إصابات في أوساط كثير من الأندية.

بريطانيا

يبقى الوضع في المملكة المتحدة التي تسجّل أعلى عدد وفيات -وصل إلى 32 ألفاً- بعد الولايات المتحدة الأمريكية، مثيراً للقلق.

وأعلن رئيس الوزراء بوريس جونسون مساء الأحد، تمديد العزل الذي فُرض في 23 مارس/آذار حتى الأول من يونيو/حزيران.

وقدّم جونسون خطة رفع تدريجي للعزل، مع الأمل في فتح المحلات والمدارس مطلع يونيو/حزيران.

فيما تريد الحكومة البريطانية فرض فترة حجر إلزامية على الواصلين إلى المملكة المتحدة جوّاً.

ألمانيا

أما ألمانيا التي غالباً ما تُذكر كنموذج في نجاح إدارتها للأزمة الصحية، فقد جرى تخطي عتبة 50 إصابة جديدة لكل 100 ألف مقيم في 3 مقاطعات.

أمريكا

تبقى حصيلة الوفيات الكبرى من نصيب الولايات المتحدة الأمريكية، مع 80 ألف وفاة، وفق تعداد نشرته مساء الأحد جامعة جونز هوبكنز. لكن العدد اليومي للوفيات انخفض إلى 776، وهو الأدنى منذ مطلع مارس/آذار.

ودافع المستشارون الاقتصاديون للرئيس دونالد ترمب الأحد، عن إمكانية إعادة إطلاق عجلة الاقتصاد في الولايات المتحدة بشكل آمن مع أن الوباء لا يزال يتمدد ومع تسجيل إصابات حتى في البيت الأبيض.

وفي الأيام الأخيرة سُجلت إصابة موظفَين في الجناح الغربي للبيت الأبيض حيث يقع مكتب الرئيس البيضوي، أحدهما عسكري يعمل بخدمة الرئيس، والآخر متحدثة باسم مايك بنس نائب الرئيس.

فيما نفى البيت الأبيض أن يكون مايك بنس في الحجر.

منذ ظهور فيروس كورونا في الصين في ديسمبر/كانون الأول، أسفر الفيروس عن وفاة 280 ألف شخص حول العالم، وفقاً لموقع "Worldmeter".

ويشغل خطر حدوث موجة ثانية من الوباء، الذي أثارته منظمة الصحة العالمية، الحكومات حول العالم، وسط مؤشرات قلقة.

ففي ووهان، المدينة الصينية التي بدأ منها تفشي المرض، أعلنت السلطات عن تسجيل إصابة جديدة بعد شهر من السيطرة على الوباء.

وفي كوريا الجنوبية حيث بات المرض تحت السيطرة أيضاً، أمرت العاصمة سيول بإغلاق كل المنشآت بعد تسجيل إصابات جديدة.

TRT عربي - وكالات
الأكثر تداولاً