جونسون يعتزم مواجهة النواب البريطانيين للمرة الأولى بعد فرض غرامة عليه (Daniel Leal/AFP)
تابعنا

يواجه رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون الثلاثاء النواب في الاجتماع الأسبوعي لمجلس العموم بعدما فُرضت عليه غرامة لخرقه الإجراءات المفروضة لمكافحة وباء كورونا.

وبوريس جونسون هو أول رئيس حكومة بريطاني يعاقب لخرقه القانون. وقد تفرض عليه غرامات أخرى في إطار التحقيق في فضيحة "بارتيغيت" التي تتعلق بحفلات نظمتها دوائر السلطة خلال فترة إجراءات العزل.

وبسبب العطلة البرلمانية لعيد الفصح لم يواجه زعيم حزب المحافظين نواباً منذ أن اضطر إلى دفع غرامة قدرها 50 جنيهاً إسترلينياً (60 يورو) قبل أسبوع، بسبب حفلة نُظِّمت مفاجأةً له في عيد ميلاده السادس والخمسين في 19 يونيو/حزيران 2020 بمقر الحكومة في داونينغ ستريت.

وأكّد جونسون أن الحفلة التي أدّت إلى معاقبة وزير المالية في حكومته ريشي سوناك وزوجته كاري "لم تستغرق أكثر من عشر دقائق".

وبعد الإعلان عن هذه العقوبة اعتذر بوريس جونسون مرة أخرى، لكنه استبعد مجدداً الاستقالة.

وبعدما كان في فترة ما على وشك السقوط يستفيد بوريس جونسون من الأوضاع الدولية التي تبرز دوره في الخط الأمامي للعقوبات الغربية ضد روسيا بعد هجومها على أوكرانيا.

ويرى كثيرون من معسكره أنه من غير المناسب محاولة طرده من رئاسة الحكومة في خضم الأزمة في أوكرانيا.

لكن الاستياء مستمر بما في ذلك في صفوف الأغلبية كما تكشف استقالة وكيلة وزارة الخارجية لشؤون القضاء ديفيد ولفسون الذي بررها بـ"مدى وسياق وطبيعة" المخالفات المرتكبة.

وعلى ما يبدو لم ينتهِ هذا المسلسل الذي أغضب البريطانيين المنهكين من التضحيات والقيود التي اضطروا إلى تحملها في مواجهة الوباء.

"كذاب"

وتواصل شرطة لندن التي فرضت حتى الآن أكثر من خمسين غرامة، تحقيقاتها. وعند اكتمال تحقيق الشرطة سيواجه بوريس جونسون نتائج توصّلت إليها الموظفة الحكومية العليا سو غراي التي تحدثت في تقرير تمهيدي عن "أخطاء في القيادة والحكم".

وذكرت الصحف البريطانية أن غرامات جديدة قد تفرض على الزعيم المحافظ بسبب حضوره 5 مناسبات احتفالية أخرى على الأقل، وُصِفت بأنها أكثر إحراجاً له.

وبعدما كشفت صحيفة صنداي تايمز تفاصيل جديدة تشير إلى أن بوريس جونسون وزع مشروبات وألقى خطاباً بمناسبة رحيل مدير الاتصال في 13 نوفمبر/تشرين الثاني 2020، نفى داونينغ ستريت الدور الذي نُسِب إلى رئيس الحكومة في اليوم نفسه.

وقالت نائبة زعيم حزب العمال أنجيلا راينر: "إذا كانت المعلومات الأخيرة صحيحة، فهذا لا يعني أن رئيس الوزراء كان حاضراً في الحفلات فحسب، بل إلى مبادرته بتنظيم واحدة منها على الأقل".

وحسب مقاطع سُرِّبت إلى وسائل الإعلام ينوي جونسون التركيز في كلمته أمام مجلس العموم على دوره في دعم كييف وزيارته للهند في نهاية الأسبوع أو مشروعه المثير للجدل لإرسال طالبي اللجوء الذين يدخلون أراضي المملكة المتحدة بشكل غير قانوني، إلى رواندا للحد من هذه الحالات.

لكنه ليس بمنأى عن مواجهة تصويت على نقل القضية إلى لجنة خاصة تكلف تحديد ما إذا كان قد خدع البرلمان عن عمد، وهذا مرادف لاستقالته حسب مدونة السلوك الوزارية، في تفسيراته العديدة لفضيحة الحفلات بعدما أكد مراراً أن كل القواعد قد احتُرِمت.

ودافع الوزير براندون لويس عن بوريس جونسون الثلاثاء، مؤكداً لشبكة سكاي نيوز أن "ما قاله في البرلمان كان يعتقد أنه صحيح في ذلك الوقت".

وكشفت دراسة نشرت الاثنين أن 72% من الذين شملهم الاستطلاع لديهم تقييم سلبي لرئيس الوزراء، والصفة التي تكررت في أغلب الأحيان هي "كذاب".

وقال الباحث في استطلاعات الرأي جيمس جونسون الذي أجرى الدراسة على تويتر إن "الغضب لم ينحسر"، مضيفاً أن "الكثير من التعليقات السلبية جاءت من أشخاص كانوا يحبونه في السابق، لكنهم غيروا رأيهم".


TRT عربي - وكالات
الأكثر تداولاً