قال النائب الأول لوزير الدفاع الهندي إن شحنات منظومة S-400 الروسية ستكتمل بحلول أبريل/نيسان 2023 (Reuters)
تابعنا

بعد بدء وصول عدد من شحنات منظومة الدفاع الروسية S-400 إلى تركيا، على الرغم من الضغط الأمريكي الرافض للصفقة، تبدو الهند اليوم في نفس الموقف التركي، بعد حديث عن ممارسة واشنطن ضغوطاً على نيودلهي كي تتخلّى عن صفقتها مع موسكو.

ضغوط أمريكية

نقلت وسائل إعلام روسية عن نائب رئيس الوزراء الروسي يوري بوريسوف، قوله إن الولايات المتحدة تسعى لإقناع الهند بالتراجع عن إتمام صفقتها مع روسيا لشراء منظومة S-400 الدفاعية روسية الصنع.

وأشارت وكالة إنترفاكس الروسية إلى قول بوريسوف الأربعاء، إنه "في ظل وجود العقد الموقع مع الهند، يذهب الأمريكيون إلى هناك (الهند) ويحاولون إقناع القيادة الهندية بضرورة التخلي عن العقد ويقترحون عليهم المنتجات الأمريكية لكي لا يشتروا الأسلحة الروسية".

في سياق متّصل نقلت وسائل إعلام هندية عن النائب الأول لوزير الدفاع الهندي شريباد ياسو نايك، قوله خلال لقائه أعضاء مجلس النواب الأربعاء، إن شحنات منظومة S-400 الروسية ستكتمل بحلول أبريل/نيسان 2023، وأضاف أن العقد بين نيودلهي وموسكو أُبرِمَ في 5 أكتوبر/تشرين الأول 2018.

من جهتها أشارت قناة روسيا اليوم إلى أن العقد يقضي بحصول الهند على 5 مجموعات من أنظمة S-400 بقيمة 5 مليارات دولار، وأن وزير التجارة والصناعة الروسي دينيس مانتوروف، كان أعلن في 19 فبراير/شباط الماضي، بدء إنتاج أنظمة S-400 المخصَّصة للهند.

وفي يونيو/حزيران الماضي أخبر مسؤول كبير في وزارة الخارجية الأمريكية مجموعة من الصحفيين الهنود في واشنطن، بأن قرار نيودلهي شراء المنظومة الروسية لم يكُن صفقة عادية، وسيؤثر على تعاون الهند العسكري المتنامي مع الولايات المتحدة، حسب وكالة الأناضول.

ونقلت وكالة الأنباء الهندية عن مسؤول لم تسمِّه قوله إن "S-400 صفقة خطيرة بسبب قانون مكافحة أعداء أمريكا من خلال العقوبات (كاتسا). إنها خطيرة أيضاً بسبب العوائق التي ستشكّلها، في ما يتعلق بالتعاون في مجال التكنولوجيا فائقة التطور في المستقبل".

وحذّر من أن الصفقة يمكن أن تؤدِّي إلى فرض عقوبات أمريكية بموجب "كاتسا"، يفرضها الكونغرس الأمريكي على شراء الأسلحة من روسيا.

تشابُه مع الحالة التركية

سبق أن حذرت الولايات المتحدة الهند وتركيا من "تداعيات خطيرة" على علاقاتهما الدفاعية والتجارية، في حال مضيّهما قدماً في صفقة شراء المنظومة.

ومثلما فعلت مع تركيا، عرضت إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترمب مقاتلات الجيل الخامس من طرازF-35 على القوات الجوية والبحرية الهندية، في حال ألغت صفقة S-400، حسب وكالة الأناضول.

ووفقاً لمسؤول حكومي هندي، لم تسدِّد نيودلهي سوى مدفوعات جزئية من ثمن الصفقة لموسكو نظراً إلى العقوبات المصرفية الغربية المفروضة على التعامل مع كيانات الدفاع الروسية، في الوقت الذي يعتقد فيه المسؤولون في نيودلهي أن سعي واشنطن لوضع سياسة جديدة في منطقة المحيطين الهندي والهادئ لمواجهة الصين ستتيح لإدارة ترمب التفكير في تقديم تنازلات، حسب وكالة الأناضول.

في هذا الصدد، يبدو أن تركيا والهند تعيشان تحديات مشتركة بسبب هذا الموضوع، وهما على اتصال من أجل العمل معاً لمواجهة التحديات المشتركة، مثل القرار الأمريكي بإنهاء الإعفاءات من العقوبات على واردات النفط الإيرانية.

وأجرى المتحدث باسم الرئاسة التركية إبراهيم قالن، الذي كان في نيودلهي في مايو/أيار الماضي، محادثات مع مستشار الأمن القومي الهندي أجيت دوفال، ووزير الخارجية فيجاي غوخالي.

وقال إن تركيا والهند تجدان نفسيهما في "الصفحة نفسها" في ما يخصّ عديداً من القضايا الملحَّة، ويشمل ذلك العقوبات الأمريكية على واردات النفط الإيراني والمعدات العسكرية الروسية، والخطة الأمريكية لإنهاء برنامج الأفضليات المعمَّم الذي يُعفي الدول النامية من الرسوم الجمركية.

لماذا تخشى الولايات المتحدة من منظومة S-400؟

يرجع المحرر السياسي لمجلة إينديا توداي الهندية سنديب أونيثان قلق الولايات المتحدة الشديد من حيازة بعض الدول منظومة S-400 الدفاعية الروسية إلى "القدرات الهائلة للمنظومة الصاروخية" التي قد تقوّض قدرات المقاتلات الأمريكية مرتفعة الآداء، مثل مقاتلات F-35، ومن ثمّ "ستُعرّض مبيعات الأسلحة الأمريكية للخطر".

ويوضّح أونيثان أن "نظام S-400 يتألف من رادارات متحركة وصواريخ وقاذفات متحركة محمولة.. ما يجعل من الصعب اكتشافها وتدميرها"، كما أن المنظومة يمكنها التعامل مع المخاطر القادمة عبر الجو "خلال دقائق محدودة وبمدى واسع".

ويتابع "يمكن لهذه المنظومة أن تتصدى للتهديدات الجوية المتعددة، سواءً كانت طائرات المقاتلة أو صواريخ كروز أو قنابل ذكية تُطلق عبر الجو"، ومقاومة التشويش الإلكتروني.

ويلفت المحرر السياسي الهندي إلى أن كل هذه الأسباب شجّعت الحكومة الهندية على إبرام الصفقة مع نظيرتها الروسية، في وقت مدى زمني أقصر بكثير من المعتاد.

TRT عربي - وكالات
الأكثر تداولاً