وزير الخارجية السعودي: الرياض جادة بشأن محادثاتها مع إيران (Ahmed Yosri/Reuters)
تابعنا

قال وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان آل سعود إن المملكة تدرس السماح لإيران بإعادة فتح قنصليتها في مدينة جدة، لكنه قال إنّ المحادثات لم تُحرز تقدماً كافياً لاستعادة العلاقات الدبلوماسية الكاملة.

وأضاف الوزير السعودي في تصريحات لصحيفة "فايننشال تايمز" أن الرياض "جادة" بشأن محادثاتها مع إيران، وذلك بعد أربع جولات من المحادثات أجرتها المملكة مع إيران منذ أبريل/نيسان، بما في ذلك أول اجتماع الشهر الماضي مع حكومة الرئيس الجديد إبراهيم رئيسي.

وأكد فيصل بن فرحان أن المحادثات مع إيران كانت "ودية"، ووصف المفاوضات بأنها "استكشافية". وقال: "نحن جادون بشأن المحادثات. بالنسبة إلينا، ليس هذا تحولاً كبيراً. لقد قلنا دائماً إننا نريد إيجاد طريقة لتحقيق الاستقرار في المنطقة".

وقطعت الرياض وطهران العلاقات الدبلوماسية في يناير/كانون الثاني 2016 بعد تعرّض السفارة السعودية للنهب في طهران، بعد أن أعدمت المملكة رجل الدين الشيعي البارز نمر النمر.

وعلى الرغم من اعتقاد الرياض أن المفاوضات لم تحرز بعدُ تقدماً كافياً لإعادة العلاقات الكاملة مع طهران، فإن فرحان أكد في تصريحاته أنّ بلاده "تدرس طلباً إيرانياً لها بفتح قنصليتها في جدة". كما تدرس السماح لطهران بإعادة فتح مكتبها التمثيلي لمنظمة التعاون الإسلامي في نفس المدينة.

في المقابل يقول الوزير السعودي إنّ الرياض ليست مستعدة بعد لإعادة فتح قنصليتها في مدينة مشهد الإيرانية، لأن "الحوار حتى الآن يفتقر إلى الجوهر".

وتجرى المناقشات وسط جهود دبلوماسية أوروبية للتوسط في اتفاق بشأن عودة واشنطن إلى الاتفاق النووي الذي وقَّعته طهران مع القوى العالمية في 2015. وتعثرت المحادثات منذ انتخاب رئيسي في يونيو/حزيران الماضي.

وأضاف المسؤول السعودي أن طهران "تركز على الإشارات". وقال: "سيقولون في الغرب انظروا، لقد حللنا مشكلاتنا مع السعوديين وأي أمور باقية يمكننا حلها معاً، لذا لا تتحدثوا إلينا عن الأمن الإقليمي. عاملونا بصفتنا دولة طبيعية ودعونا نحقق هذه الصفقة النووية".

وقال المسؤول السعودي إن الرياض كانت دائماً "تمتلك فلسفة أننا نريد التحدث مع صانعي القرار الحقيقيين". وتابع: "لهذا السبب كان الحديث في الحكومة السابقة مع (وزير خارجية روحاني محمد جواد ظريف عبثاً لأنه لم يكن له تأثير حقيقي على السياسة الخارجية، وليس له تأثير حقيقي على السياسة الإقليمية. لذلك أردنا أيضاً التحدث إلى شخص قريب من المرشد الأعلى".

وتصاعدت التوترات بين السعودية وإيران بعد دعم الرياض قرار الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترمب في 2018 بانسحاب الولايات المتحدة من جانب واحد من الاتفاق النووي مع طهران وفرض عقوبات شديدة عليها.

وفي العام التالي تعرضت السعودية لهجوم بطائرات من دون طيار على البنية التحتية النفطية، أدى إلى توقف نصف إنتاج المملكة مؤقتاً، وهو الهجوم الذي اتهمت فيه المملكة إيران بتخطيطه.

وأوضح المسؤول السعودي: "القيادة لديها سياسة واضحة مفادها أن الأولوية هي الازدهار وبناء الدولة ورؤية 2030، ولا يمكنك تحقيق هذه الأشياء في منطقة مضطربة. لذا بينما سندافع بقوة عن أمننا القومي وسيادتنا، سنحاول حلها من خلال الدبلوماسية أيضاً".

يقول دبلوماسيون إن الرياض تريد من طهران استخدام نفوذها على الحوثيين في اليمن للمساعدة بإنهاء الحرب هناك، مع حرص المملكة على الخروج من الصراع بعد التدخل عام 2015 لدعم الحكومة اليمنية المعترف بها دولياً.

TRT عربي - وكالات
الأكثر تداولاً