عام 2022 شهد تصاعد عدد طلبات لجوء مواطنين عرب لدى دول الاتحاد الأوروبي / صورة: Reuters (Reuters)
تابعنا

شهد عام 2022 تصاعد عدد طلبات لجوء مواطنين عرب لدى دول الاتحاد الأوروبي الـ27، بعد تراجعها في 2020، الذي شهد ذروة انتشار وباء كورونا، وما نجم عنه من إغلاقات للحدود والمطارات، مما صعب تحركات المسافرين، ومنهم الباحثون عن اللجوء.

وتأثرت عدة بلدان عربية بأزمات سياسية واقتصادية وأمنية، لعبت الدور الأبرز في عودة مؤشر طلبات اللجوء لدى دول الاتحاد الأوروبي إلى الصعود، وفق أحدث البيانات التي أصدرتها "وكالة الاتحاد الأوروبي للجوء" (رسمية).

وجاءت سوريا والعراق والمغرب على رأس قائمة 10 دول عربية سجّل مواطنوها أكبر عدد من طلبات اللجوء (عربياً) لدى دول الاتحاد الأوروبي في 2022، وفقا لتحليل بيانات "وكالة الاتحاد الأوروبي للجوء"، الذي أجرته الأناضول.

1- سوريا:

بلغ عدد طالبي اللجوء السوريين لدى دول الاتحاد الأوروبي في 2022، نحو 131 ألفاً و700، وهو العدد الأكبر عربياً، وحتى دولياً، بالنظر إلى الأوضاع السياسية والأمنية التي تعيشها البلاد منذ 2011.

إذ تضاعف عدد طالبي اللجوء السوريين في 2022 مقارنة بعام 2020، الذي سجّل 64 ألفاً و540 طلب لجوء، وهو العدد الأدنى منذ بداية الدراسة في 2014.

لكن ذروة طلبات اللجوء كانت في 2015، عندما سُجّل أكثر من 371 ألف طلب لجوء.

المثير للاهتمام أن 94 بالمئة من طالبي اللجوء السوريين قُبلَت طلباتهم، وهي النسبة العليا عربياً ودولياً، وأيضاً مقارنة بالنسبة الأوروبية لقبول اللاجئين (40 بالمئة).

مع ذلك فإن أكثر من 88 ألفاً من طلبات اللجوء السورية ما زال معلقاً.

2- العراق:

رغم عودة الاستقرار النسبي للبلاد وتحسُّن مداخيل النفط، فإن العراق حلّ ثانياً في قائمة أكثر طلبات اللجوء العربية في الاتحاد الأوروبي، بعدد يتجاوز 26 ألفاً و900.

لكن معدَّل قبول اللجوء لم يتجاوز 30 بالمئة، أي أقلّ من نسبة قبول السوريين، وأقلّ حتى من متوسط المعدل الأوروبي، لكنه أفضل بكثير من معدل دول شمال إفريقيا، المصنفة آمنة.

فيما بقي أكثر من 17 ألف طلب لجوء معلقاً، بخاصة أن ذروة طلبات اللجوء العراقية سجلت في 2015، بنحو 126 ألف طلب، في فترة حرجة كانت فيها الأجزاء شمالي وغربي البلاد تحت سيطرة تنظيم داعش الإرهابي.

لكن هذا العدد تراجع إلى أدنى مستوى له في 2020، بأقلّ من 18 ألفاً و200 طلب، بالتزامن مع ذروة انتشار وباء كورونا، وعودة الاستقرار إلى البلاد، بعد تَمكُّنها من تحرير جميع المحافظات الخاضعة للتنظيم الإرهابي.

3- المغرب:

سجّل المغرب أعلى عدد من طلبات اللجوء في المنطقة المغاربية العام الماضي، بـ21 ألفاً و895 طلباً، بفارق بسيط عن تونس، وهو العدد الأعلى له منذ عام 2014، الذي سجّل فيها أقلّ عدد من طلبات اللجوء (4 آلاف و904 طلبات).

إذ تضاعف عدد طلبات اللجوء بين عامي 2014 و2022 نحو أربع مرات ونصف، رغم انخفاض هذا العدد في 2020 إلى 7 آلاف و662 طلباً، أي إنه تضاعف أيضاً أكثر من مرتين ونصف خلال عامين فقط.

الملاحَظ أنه رغم العدد الكبير نسبياً لطلبات اللجوء لم يُقبَل سوى 5 بالمئة منها، وبقي أكثر من 17 ألف طلب معلق.

4- تونس:

رغم أن عدد سكان تونس لا يتجاوز 12.5 مليون نسمة، فإنها سجلت عدداً كبيراً من طلبات اللجوء لدى دول الاتحاد الأوروبي، بلغ العام الماضي 21 ألفاً و447 طلباً، بفارق 448 طلب لجوء عن المغرب الذي يفوقها من حيث عدد السكان بنحو ثلاثة أضعاف.

وتضاعف عدد طلبات اللجوء أكثر من 9 مرات بين عامَي 2017 و2022، بما يعكس حالة قلق من الأزمة السياسية والاقتصادية التي تواجهها البلاد.

وسجلت تونس على غرار المغرب في 2022، أعلى عدد لطلبات اللجوء منذ 2014.

غير أن معدَّل قبول طلبات اللجوء هو الأقلّ عربيّاً ولم يتجاوز 2 بالمئة، فيما بقي 6 آلاف و247 طلباً معلقاً.

يرتبط ذلك بتصنيف دول الاتحاد الأوروبي لتونس دولة آمنة، فيما تُمنَح الأولوية للدول التي تشهد اضطرابات أمنية على غرار سوريا واليمن والعراق وليبيا مثلاً.

5- الصومال:

نحو 17 ألفاً و590 طلب لجوء لصوماليين لدى دول الاتحاد الأوروبي سُجّلَت في 2022، صعوداً من أدنى عدد سُجّل عام 2020 بأكثر من 11 ألفاً و180 طلباً.

بيد أن معدَّل قبول طلبات لجوء الصوماليين مرتفع نسبياً ويصل إلى 59 بالمئة، وهو أعلى من عديد من الجنسيات العربية، ولا يسبقها سوى السوريين واليمنيين والفلسطينيين.

مع ذلك فإن أكثر من 14 ألف طلب لجوء ما زال معلقا لدى دوائر الهجرة في دول الاتحاد الأوروبي.

6- مصر:

البلد العربي الأكبر من حيث عدد السكان بما يتجاو ز 107 ملايين نسمة، سجّل 15 ألفاً و429 طلب لجوء في 2022، وهو العدد الأعلى منذ بداية الدراسة في 2014.

وتضاعف عدد طالبي اللجوء قرابة ثلاث مرات في ظرف عامين، إذ سجل في 2020 نحو 3 آلاف و220، وهو أقل عدد في آخر 9 سنوات.

وعلى غرار تونس والمغرب، نسبة قبول طلبات لجوء المصريين في أوروبا متدنية ولا تتجاوز 7 بالمئة، بما يعني أن مصر مصنفة هي الأخرى دولة آمنة، ولا يحتاج سكانها إلى طلب اللجوء أو الحماية في أوروبا.

7- الجزائر:

بلغ عدد طلبات اللجوء الجزائريين لدى دول الاتحاد الأوروبي 9 آلاف و765 العام الماضي، أي إنه أعلى من أدنى مستوى له مسجل عام 2014، حينما بلغ 6 آلاف و930 طلباً.

لكنه أقل من ذروة عام 2016، الذي وصلت فيه طلبات اللجوء إلى 12 ألفاً و371، وشهدت فيه البلاد بداية ظهور آثار الأزمة الاقتصادية بعد تراجع أسعار النفط بين 2014 و2020.

وعلى غرار دول شمال إفريقيا، كان معدَّل قبول ملفات اللجوء ضئيلاً ولم يتجاوز 8 بالمئة، لتصنيف الجزائر ضمن البلدان الآمنة.

8- فلسطين:

تُصنَّف فلسطين ضمن الدول والمناطق غير الآمنة، لذلك تصل نسب قبول طلبات لجوء الفلسطينيين في دول الاتحاد الأوروبي إلى 65 بالمئة، وهي النسبة العليا عربياً بعد سوريا واليمن. فيما بلغ عدد الطلبات المعلقة 5 آلاف و486.

وسُجّل في العام الماضي نحو 6 آلاف و750 طلب لجوء لفلسطينيين لدى دول الاتحاد الأوروبي.

وهذا العدد تضاعف مقارنة بعام 2020، عندما سُجّل 3 آلاف و313 طلب لجوء، لكنه لم يتجاوز ذروة عام 2018 التي سُجّل خلالها 7 آلاف و363 طلباً.

9- السودان:

حظي السودانيون بنسبة قبول لطلبات اللجوء تصل إلى 48 بالمئة، أي فوق المعدل الأوروبي بثماني نقاط، بما يبرز تَفهُّم الأوروبيين للأوضاع الأمنية والاقتصادية الصعبة، بخاصة في الأطراف الغربية والجنوبية والشرقية للبلاد.

ففي عام 2022 سُجّل أكثر من 5 آلاف و660 طلب لجوء لسودانيين لدى إحدى دول الاتحاد الأوروبي، صعوداً من 3 آلاف و152 طلباً في 2020.

لكن ذروة طلبات اللجوء كانت في عامي 2015 و2016، إذ تجاوزت 11 ألفاً و350 طلباً في كل منهما، أي ضعف طلبات اللجوء في العام الماضي.

وتزامن 2015 مع تخفيض نظام حسن البشير أسعار الوقود لتقليص الفجوة المالية التي تركها انفصال جنوب السودان عن البلاد في 2011، ما تسبب في خروج احتجاجات شهدت أحداث عنف وسقوط عشرات القتلى.

10- اليمن:

حظي اليمنيون بعد السوريين بالأولوية عربياً من حيث قبول طلبات اللجوء في أوروبا، إذ بلغت نسبة القبول 84 بالمئة، وبقيت 3 آلاف و906 طلبات معلقة.

فيما بلغ عدد طلبات لجوء اليمنيين لدى دول الاتحاد الأوروبي أقلّ من 5 آلاف و340 طلباً في 2022، وهو العام الذي سجّل ذروة طلبات اللجوء خلال الأعوام التسعة الأخيرة.

وهذا العدد أعلى بضعف ما سُجّل في 2017 البالغ 2332 طلباً، وهو أدنى عدد لطلبات اللجوء منذ 2014.

TRT عربي - وكالات
الأكثر تداولاً